هي ساعةٌ، شاءها القدر أن تسلب روح شربل ابن الـ18 ربيعاً، فكان حادث السير المروّع الذي وقع مساء أمس الأحد على طريق ترشيش - زحلة.
شربل طوني جريج، طالب جامعي ابن بلدة رياق البقاعية، انتهى مشوار حياته في طريق عودته مع رفاق له من Picnic في بلدة الدوّار المتنية، حيث كانوا 6 اشخاص داخل سيارة رباعية الدفع نوع Honda -CRV، وكان شربل يجلس في المقعد الأمامي الى جانب السائق.
وفي تفاصيل الحادث، فإن سائق السيارة التي قضى فيها شربل فوجئ بشاحنة وبفان لنقل الركاب، فحاول تفاديهما، لكنّه سقط في حفرة أدت الى فقدانه السيطرة على السيارة، فتدهورت واستقرت على سقفها.
جُرح 3 من رفاق شربل، نقلوا الى مستشفى خوري للمعالجة، فيما نقل شربل جثة هامدة الى مستشفى تل شيحا في زحلة، وأسعف عناصر الدفاع المدني شخصين آخرين ميدانياً.
وبحسب ما يروي زملاء شربل على مقاعد الدراسة، فإنه كان يخاف القيادة المتهورة وكان دائماً يردّد "أنا وحيد امي وبيي"، وكان شرطه الوحيد عندما كان يتولى القيادة بنفسه، أن يُلزم الجميع بوضع حزام الأمان التزاماً بالقانون وحفاظاً على سلامتهم.
يقول غدي صباغ أحد أصدقاء شربل المقربين، إنه كان انساناً مؤمناً، فهو رئيس طلائع فرسان العذراء في رياق - حوش حالا، وبعد نجاحه في شهادة الثانوية العامة SG، التحق في الجامعة الانطونية في ابلح، وهو طالب سنة اولى هندسة اتصالات، وكان دوماً يردد "بدي ارفع راس امي وبيي، بيي تعب كتير ليعلمنا".
ويضيف غدي:"شربل لاعب محترف في الـ basket ball، ونابغة في مادة الرياضيات والفيزياء، وكان مرح وودود ويرفض الخصام مع أحد، وكان دوماً يقول لي "شي نهار اذا زعلت مني او انا زعلتك، صارحني، مش حلو يمد الزعل".
ويكمل غدي بحرقة:"لقد وعدني شربل ان يمضي ليلة عيد السيدة في منزلي لأنه يقع بالقرب من مزار "سيدة بشوات" في البقاع الشمالي، لكن القدر اختار أن يأخذه منّا جميعاً ويخطف روحه الرقيقة باكراً".
علاقة شربل بعائلته علاقة متينة وقوية، تربطها الصداقة والصراحة، فشربل وحيد والديه ولديه شقيقتان، ايلينا حامل وقد ادخلت العناية الفائقة بعد معرفتها بفاجعة موت شقيقها، وتريزيا الصغرى.
والدته رفقا المفجوعة، تردّد بلا إنقطاع: "نام يا وحيد قلب امك، لوين تركتني وفليت. بكير يا امي! بكير عليك".
رياق تبكي رحيل عريسها، وعليه فقد الغيت جميع الاحتفالات بعيدي السيدة ومار روكز التي كانت مقررة الثلاثاء، واستعيض عنها بمسيرة صلاة وسجود على نية راحة نفس شربل.
هذه الفاجعة، دفعت أصدقاء شربل الى نعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كتب أحد اساتذته في الجامعة على فيسبوك (..) "يا ريت ما تعرّفت عليك.. زهرة شبابنا لا زالت تسقط في حوادث السير".
كذلك نعته صفحات بلدته رياق، واصفة اياه بعريس السما.
يشار الى أن مراسم الدفن تقام يوم غد الثلاثاء الساعة الرابعة في كنيسة مار روكز حوش حالا-رياق.
"لبنان 24"