التبويبات الأساسية

رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة "ملتقى الفينيق للشباب العربي" السيدة رندى عاصي بري، الاحتفال التربوي الذي نظمته بلدية السكسكية في باحة حديقة البلدة، تكريما للمتفوقين في الشهادات الرسمية وحملة الإجازات الجامعية، في حضور المسؤول عن مكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة "أمل" بسام طليس، المسؤول التنظيمي للحركة في إقليم جبل عامل علي اسماعيل، المسؤول عن فرع مخابرات الجيش في منطقة صور العقيد ناصر همام، المدير العام للريجي ناصيف سقلاوي ممثلا بعبدالمولى عبدالمولى وعدد من الفاعليات والطلاب المكرمين وذويهم.

بعد النشيد الوطني ودخول موكب الطلاب المكرمين، ألقى رئيس بلدية السكسكية علي عباس كلمة هنأ فيها الطلاب الناجحين، شاكرا للسيدة بري "رعايتها الدائمة للطلاب واحتضان آمالهم وتطلعاتهم".

ثم ألقت بري كلمة قالت فيها: "هي أول سطر في كتاب أمل ومقاومتها، هي السكسكية نقرأ في كتابها أبجدية الإنتفاضة الأولى ضد الاحتلال الاسرائيلي، فلا تبارحنا صورة أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها وهم يلاحقون آليات العدو بالحجارة وبما ملكت أيديهم، ونقلب في صفحات كتاب هذه القلعة العاملية، فيستعيدنا الشهيد القائد "أبو حسن نعمة مروة"، قامة مقاومة شامخة تحمل إسم هذا الصرح التربوي، نستعيده قدوة ودليلا ومرشدا للناشئة والأجيال التي حفظت عن ظهر قلب وصيته وأمنيته، بأن نحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب. كما نقرأ في كتاب السكسكية، في تاريخها وحاضرها ومستقبلها سيرة العشرات من خيرة شباب هذه البلدة الكريمة الذين تقاسمنا ودولة الرئيس نبيه بري معهم الخبز والملح، والألم والأمل، الصمود والصبر، المقاومة والانتصار، في بربور أيام الشدة يوم عز الوقوف وقلّ النصير فكانوا خير الرجال وخير من يؤتمن على الأمانة إلى جانب حامل الأمانة دولة الرئيس نبيه بري، فمنهم من قضى نحبه شهيدا في حفظ الأمانة ومنهم من حمل جراحه وأكمل المسيرة ولا زال ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".

أضافت: "اليوم وفي هذه الأمسية التي نلبي فيها دعوة كريمة من رئيس وأعضاء المجلس البلدي في السكسكية، وفي مقام من نتكرم بهم ونعتز بتفوقهم ونجاحهم وتميزهم في مسيرة جهادهم الأكبر، مسيرة تحصيل العلم والمعرفة من أبناء هذه البلدة على كل مستويات التعليم الجامعي والثانوي والمهني والمتوسط، اسمحوا لي أولا أن أوجه باسم رئيس مجلس النواب رئيس الحركة الأستاذ نبيه بري وباسمي الشخصي التحية والتقدير لشهداء هذه البلدة كل شهدائها إسما إسما، ولعوائلهم ولكل جرحاها ولكل عائلاتها وفعالياتها، التحية والتقدير لعطائهم الذي لا يوازيه عطاء ووفائهم الذي لا يقاس. واسمحوا لي ثانياً، أن أنقل التهاني الشخصية التي حملني إياها دولة الرئيس لكل فرد من هذه الكوكبة المتألقة التي نكرمها اليوم وللحضور جميعا، متمنيا لهم ولكم أطيب وأصدق التمنيات بدوام التألق والتقدم ودوام النجاح".

وتابعت: "لا أفشي سرا أمامكم وأصدقكم القول، بأنني كلما دعيت إلى تكريم كوكبة مثل هذه الكوكبة المتألقة من المتخرجين من حملة إجازات جامعية وناجحين في الشهادات الرسمية الثانوية أوالمهنية أوالمتوسطة، تمتلكني الرهبة وتختلط لدي المشاعر والأحاسيس بين شعور بالاعتزاز والفخر بهؤلاء الأبناء وبما حققوه، وبين شعور بالقلق والخوف، نعم الشعور بالفخر يعززه الإيمان المطلق بأن وطنا يمتلك هذه الطاقة من الشباب المتحفز دائماً على مواصلة تحصيله العلمي مهما قست عليه الظروف الاقتصادية، هو وطن لا يمكن أن يسقط أو يستسلم تحت أي ظرف من الظروف، وان وطناً يمتلك مثل هذه النخبة الواعدة التي تمثلون اليوم فيها طليعة متسلحة بعزيمة لا تلين وإرادة لا تنكسر، هو وطن قادر على كسر كل القيود التي يمكن أن تكبل طموحات أبنائه، هو وطن قدره وقدر أبنائه القيامة والإنتصار على كل الأزمات. لكن بموازاة هذا الشعور والايمان الراسخ، يخالجني أيضاً شعور معاكس أقرأه أسئلة مرتسمة على جباه الطلاب، ألمحه قلقا يغالب الفرح في عيونهم".

وقالت: "نعم أيها المكرمون، أيها الأهل، من حقكم علينا وعلى كل القوى الحية في هذه البلدة وفي كل بلدة أن نقيم للطلاب احتفالات التكريم، لكن قبل أي شيء من حقهم الحصول على أجوبة شافية لتساؤلاتهم المشروعة حيال العديد من الحقوق والهواجس وعلى سبيل المثال لا الحصر. من حق كل حامل إجازة بأن تكون له فرصة عمل لائقة على غرار أي وطن يحترم انسانه ويقدر طاقاته المتعلمة، ومن حق كل مبدع ومبدعة أن تتأمن لهما المناخات الملائمة لتنمية إبداعهما والإستثمار والإستفادة من هذا الإبداع لمصلحة الانسان ولمصلحة لبنان أولا وثانيا وآخرا. أيضا وأيضا، من حق كل خريج على دولته بأن يسأل عن كيفية تبديد القلق الذي يساوره خشية أن تتحول الشهادة أوالإجازة التي يحملها من جواز مرور نحو أسواق العمل إلى جواز مرور نحو الهجرة. ومن حق الكادر التعليمي أيضاً وخاصة المتعاقدين منهم في التعليم الثانوي والناجحين في مجلس الخدمة المدنية، أن يطمئنوا على مستقبلهم وأن تتأمن لهم أبسط قواعد الإستقرار الوظيفي بما يمكنهم من آداء رسالتهم التعليمية على أكمل وجه، فمن غير الجائز أن تبقى مطالب آلاف المعلمين مادة في سوق الطائفية والمذهبية الضيقة. ومن حق الطلاب والأساتذة والأهل وكل مواطن لبناني على وزارة التربية الوعي أن الحاجة باتت ملحة للمبادرة نحو تطوير النظام التربوي بما يلائم إحتياجات العصر لجهة مواءمة الإختصاصات باحتياجات سوق العمل، وإنجاز كتاب التاريخ الموحد بما يمكن كل طالب لبناني القراءة في كتاب وطني موحد حول مفهوم الوطن والمواطنية والتربية على الديمقراطية وقبول الآخر".

وختمت بري: "المدخل الحقيقي والطريق الأقصر للاجابة على هذه الأسئلة المشروعة والمحقة للطلاب المتخرجين وللأساتذة ولكل اللبنانيين، يكون بوعي الدولة بكل سلطاتها وكل صناع القرار السياسي فيها لمسؤولياتهم وايقاظ الشعور لديهم بأن حجم الأزمات التي يئن تحت وطأتها المواطن وحجم التحديات التي تحدق بالوطن ومستقبل أبنائه، هي أهم وأكبر من لعبة الأحجام والأوزان التي مارستها بعض القوى السياسية على مدى أكثر من أربعة أشهر، فأبقوا لبنان واللبنانيين معلقين على جلجلة الانتظار من دون حكومة ومن دون سلطة تنفيذية تلامس حاجاتهم وتلبي طموحاتهم، فقط من أجل تحصيل مقعد وزاري هنا أو هناك ونسوا بأن حقوق الناس في العيش باستقرار هي حقوق عابرة للطوائف والأحجام والأوزان السياسية".

واختتم الاحتفال بتقديم البلدية درعا تقديرية لبري، ثم بتوزع الشهادات على الطلاب المتفوقين.

وكان سبق الاحتفال غداء أقامه عباس تكريما لبري، حضره عدد من الفاعليات والمدراء العامين والقيادات الامنية والعسكرية والسياسية.

صورة editor12

editor12