أحيت جمعية كشافة الرسالة الإسلامية، ذكرى عيد المقاومة والتحرير في قصر الأونيسكو، برعاية وزير المالية علي حسن خليل وحضوره الى ممثل وزارة الشباب والرياضة، اعضاء من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والأقاليم والمناطق، رئيس اتحاد كشاف لبنان واعضاء الهيئة الإدارية، رؤساء وممثلي الجمعيات الكشفية اللبنانية وقيادة كشافة الرسالة الإسلامية، فاعليات سياسية واجتماعية وتربوية، ممثلو القيادات الأمنية والعسكرية وكشفيون.
بعد الافتتاح بآيات قرآنية وعزف للنشيد الوطني وكشافة الرسالة من قبل الفرقة الموسيقية المركزية، كانت كلمة كشافة الرسالة الإسلامية التي ألقاها نائب القائد العام للجمعية القائد حسين عجمي، أكد خلالها "سعي الجمعية للحفاظ على إنجاز الإنتصار وبناء جيل واع عبر مواجهة تحديات الجهل والتطرف"، مشددا على "التعاون الدائم مع الجمعيات الكشفية تحت مظلة اتحاد كشاف لبنان، معامل لجمع كافة أطياف المجتمع اللبناني".
وختم لافتا إلى "أهمية العمل الموسيقي الكشفي الذي يحمل رسالة الإنتصار، وينشد للأمل والرسالة".
خليل
وألقى الوزير خليل كلمة قال فيها: "يا ابناء الرئيس بري انتم الذين كان لكم الحصة الأكبر في 25 أيار انتم،الذين حفرتم عميقا لصناعتها منذ الإنطلاقة حتى يوم التحرير لا يمكن ان نتحدث عن انتصار أيار دون ان تحضر أمامنا صور الكشاف المنتشرين على كل بقاع هذا الوطن يداوون الجرحى يصنعون المقاومة فعلا مباشرا ضد العدو الصهيوني، دفاعا مدنيا في كل المواقع الحرجة، يتقدمون الخطوط الأمامية ويزهون بشعار كشافة الرسالة الإسلامية في كل موقع.
فلكم أيها الأحبة كل الحب وكل الفرح لكم هذا الإنتصار تهدونه معنا للامام المغيب السيد موسى الصدر في سجنه، هو الفرح بكم على الدوام منذ يوم الإنطلاقة.
لهذه الجمعية حتى اليوم في كل لحظة على صدوركم هده الصورة التي حفرت في القلوب عميقا التزاما اكيدا بالخط والنهج والثقافة والوعي الذي طالما تحليتم به على درب هذا الإمام العظيم".
أضاف: "نجتمع اليوم في هذه المناسبة الفرحة التي تحولون فيها ايامكم الى عرس انتصار، تكسرون قواعد الإحتفالات، تجددون روح الجمعية فعلا مميزا بأرقى انواع الفنون بالموسيقى، بالشعر، بالأدب، بالثقافة تعكسون روحكم. انتم الذين آمنتم بخط الحركة التي تختزل وتسير على طريق الأنبياء والأولياء وكل الصلحاء. اليوم عندما نحضر هذا الحفل تتجدد فينا روح الإباء، روح الفخر، ونحن نرى فتية وزهرات ونحن نستمع إلى رازان الموسوي تعبر عن وجع وأمل وصرخة كل واحد في هذه القاعة. اننا على درب موسى الصدر، واننا على درب النبيه واننا على خط أمل نقاوم، ندافع، نبذل الجهد والعرق والتعب ولا نستكين لأننا نؤمن بالنصر والله يوعد اصحابه بالنصر ان آمنوا به.اليوم ايضا نجدد ثقتنا بقيادة هذه الجمعية، بالقيادة التي عرفت مكامن القوة فعملت عليها بالقيادة التي تحمل رؤيا للمستقبل الأفضل للشباب والشابات الذين يطمحون الى لعب ادوارهم على كل المستويات خارج التقليد الذي يقضم ويحجم قدرتهم على الإبداع. فها هي قيادة كشافة الرسالة الإسلامية تبدع فنا، ثقافة وموسيقى وهي اللغة التي تتجاوز حدود المجتمعات والدول، تتجاوز كل الحدود لتصنع لغة موحدة بين بني البشر، كل البشر ترسم معهم فرحا وأملا وثورة وإبداعا ونظرة دائمة الى المستقبل والى الأمام".
وتابع خليل: "نحن فرحون جدا اليوم نشعر بهذا التجدد وبهذا الأمل ونحن نرى نموذج الكشاف وصورته ووجهه الذي يطل به على العالم، يشرق في هذا الفن الأصيل الذي الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان وحده يفهم لغته ويتابعها ويكسر الحدود المصطنعة بين كل بني البشر. اليوم ايها الاحبة لا نريد ان نثقل عليكم بسياستنا سوى بكلمات قصيرة، انتم تصنعون أمل وطن يعيش ابناؤه قلقا عميقا على مستقبلهم، قلق فشل الطبقة السياسية فيه في ابتداع الحلول، قلق اللبنانيين الذين يرون ان الازمة تراوح مكانها دون ان يكون هناك فعل جدي للخروج الى الأزمات التي نعيش.
لقد اطلق دولة الرئيس نبيه بري اكثر من محطة حوار خلال المرحلة الماضية لكننا بصراحة نقول في هذا البلد ربما اشخاص يعتقدون انفسهم اكبر من اوطانهم فلا يذهبون الى معالجة القضايا الوطنية على قاعدة تجاوز الحسابات الخاصة والمصالح الخاصة للاطلالة على ما يهم الوطن كل الوطن، ربما في هذا البلد من لا يعرف بعد ان المنطقة تغلي وان التحولات فيها تذهب بإتجاه مجهول لن يكون بالتأكيد لصالح أوطان هذه الأمة، منطقتنا تذهب بسرعة نحو اقل الشرور وهو الفدرلة وربما الى تقسيم المقسم وعلينا كلبنانيين ان ننتبه الى ان المسؤولية الوطنية تقتضي ان نقدم مصلحة الوطن على ما عداها، ان نعيد تكريس منطق الوحدة الذي غنته اليوم قبل قليل انشودة الشباب، ان نعود الى منطق تقديم هذه المصلحة الوطنية على مصالحنا الخاصة لننتج قدرة على الخروج من الأزمة عبر انتخاب سريع لرئيس الجمهورية وعبر اقرار قانون جديد للانتخابات".
ولفت الى "ان الانتخابات البلدية الأخيرة اثبتت ان لا احد يستطيع ان يختزل قضايا الوطن او ان يصادر الوطن لحسابه، لقد اثبتت الانتخابات وكل المحطات التي مرت ان لا احد اكبر من وطنه وان لا احد اكبر من دولته وان علينا ان نكون جميعا خدام هذه الدولة وحراسها لا ان نسخر امكانياتها وقدراتها من اجل مصالحنا الخاصة، لهذا نعم علينا ان نفتش عن مخارج لأزماتنا، ان نسرع باتجاه اقرار قانون جديد للانتخابات النيابية المقبلة بعد اشهر على اساس النسبية يكسر منطق المراوحة التي نعيش يفتح البلد على حلول لازماته تسمح بمشاركة الجميع في صياغة هذا المستقبل،المستقبل الذي نريده، مستقبلا لا يقلق فيه اللبناني على معيشته، على ثقافته، على تربيته على لقمة عيشه، لا يقلق على وجوده كإنسان يمارس انسانيته كما يجب ان يكون بعيدا عن منطق الطائفية والمذهبية والتقوقع ليقدم منطق المواطنية على ما عداها، المواطنية او المواطنة التي دعا اليها الإمام القائد السيد موسى الصدر بعيدا عن كل ما يعظم ويحجم قدرات انسان هذا الوطن".
وختم الوزير خليل: "اليوم هو عيد التحرير، هو عيد تجدد الجمعية الرائدة التي في عملها اليوم تضفي غنى على تجربة كشاف لبنان، كل كشاف لبنان وهي الجمعية التي لم تنفصل يوما عن اتحاد كشاف لبنان عن التعاون مع الاتحادات والجمعيات الكشفية التي كانت على الدوام رائدة في بناء العلاقات مع الجميع على المستوى الوطني وعلى المستوى العربي. نعم نحن نريد لها ان تستمر على هذا النهج، نهج الانفتاح على الشركاء في الوطن، نهج التواصل، نهج قيادة العمل الكشفي المشترك وصولا الى صناعة لبنان الذي نحلم به جميعا، والى بناء الحركة الكشفية التي توحد ولا تفرق في زمن تفوق فيه السياسات بين ابناء الصف الواحد".
وخلال الحفل قدمت الفرقة الموسيقية المركزية لكشافة الرسالة الإسلامية معزوفات "التحرير"، "باسم موسى الصدر"، "أنا ابنة الجنوب"، "يوم الصعوبة نادوا أمل"، و"تفجري يا قبضة الأفواج"، "نشيد المقاومة" كما قدمت الفرقة الفنية للجمعية نشيد "كتاب الصدر"، "سراج الثائرين"، "صوت الأرض" بمشهديات موسيقية مميزة، وألقت رزان الموسوي قصيدة من وحي المناسبة.
وقدم عجمي والمفوض العام حسين قرياني دروعا تقديرية للوزير خليل، وقدمت دروعا تقديرية لكل من رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس وعائلة القائد الراحل قاسم طحان.