التبويبات الأساسية

نتوقف في عرضنا التاريخي لأبرشيّة زحلة المارونيّة على المرحلة السابقة للوجود الماروني في البقاع، ثمّ على هذا الوجود من القرن السادس عشر حتى نشأة الأبرشية، ثمّ على نشأة الأبرشيّة سنة 1977 حتى يومنا.

نشأة الموارنة حتى القرن السادس عشر
أُطلق اسم المورانة أوّلاً على المسيحيين، في سوريا ولبنان، الّذين أخذوا مار مارون أباً روحياً وشفيعاً لهم، والّذين شاركوا دير مار مارون على ضفاف العاصي قرب أفاميا، الايمان الخلقيدوني، والرباط الثقافي الأرامي السرياني.
ومن جرّاء الفتح الاسلامي في القرن السابع، هاجر قسم منهم من سوريا إلى لبنان. وتوجّهوا عبر طريق العاصي الى المناطق اللبنانية مثل طرابلس ووادي قاديشا واهدن وجبة المنيطرة وكفرحي والبترون وبلاد جبيل والعاقورة وقرطبا واللقلوق، ومنهم من أكمل طريقه على الساحل حتى صيدا وصور وغيرها من المناطق. وفي لبنان انصهروا مع من شاركوهم في الايمان والثقافة، وأنشأوا كياناً كنسياً مارونياً في هيكليته البطريركية، في آواخر القرن السابع وأوائل الثامن.
وأكمل الموارنة انتشارهم الى باقي المناطق اللبنانية مع الامارة المعنية، وخصوصاً مع الأمير فخر الدين الثاني، وصولاً الى الشوف والبقاع.

الوجود الماروني في البقاع وتطورّه
بدأ وجود الموارنة في البقاع في العقد الأخير من القرن السادس عشر. أسهم بذلك تحالفهم مع الأمير فخر الدين الّذي وصلت دائرة نفوذه وسيطرته الى البقاع. فتوجّه الموارنة الى معلقة زحلة وزحلة والى مختلف مناطق البقاع، بعد أن أتوا من مناطق مختلفة مثل المنيطرة، والعاقورة، ومناطق كسروان كفرذبيان ويحشوش وعشقوت، وبلاد جبيل ولاسيما بنتاعل، وبشري، وبسكنتا، والمتين والمروج وعينطورة وترشيش، والشبانية، وعين داره، وبيت الدين، ودير القمر.
وفي نهاية القرن الثامن عشر، كان الموارنة قد انتشروا واستقرّوا تقريباً في كلّ بلدات أقضية زحلة والبقاع الغربي وراشيا، التي يسكنونها حاليّا.

وكانوا يؤمون كنيسة سيدة الزلزلة التابعة للروم الأرثوذكس. وهي أقدم كنيسة في زحلة، والمرجّح أنها بُنيت سنة 1715. وسنة 1724 انضمّ قسم من الروم الأرثوذكس في الكنيسة الانطاكية الى الكنيسة الكاثوليكية، وتسمّوا بالروم الكاثوليك، فبدأ الموارنة يتوجّهون إلى كنائسهم.
وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر، أصبح للموارنة أول كنيستين في زحلة، كنيسة دير مار انطونيوس الكبير للرهبانية اللبنانية، وكنيسة دير مار يوسف للرهبانية الأنطونية. وتجدر الاشارة الى ان أكثر كنائس الأبرشية بنيت في القرن التاسع عشر، ومنها في القرن العشرين، وعدد قليل جداً منها منذ منتصف القرن الثامن عشر. وأقدم كنيسة بحسب المعطيات المتوافرة حالياً، هي كنيسة مار جرجس القديمة في صغبين التي يعود بناؤها الى منتصف القرن الثامن عشر.
وكانت رعايا زحلة والبلدات المجاورة تابعة لأبرشية صيدا وصور. وسنة 1837، أُتبع الى أبرشية دمشق، كل من وادي العرائش وقاع الريم؛ وثم زحلة سنة 1872. أصبحت هذه الرعايا تابعة لأبرشية صربا بعد انشائها في 11/12/1959.
نشأة الأبرشية المارونية في زحلة
سنة 1977 أنشأ سينودوس الأساقفة الموارنة أبرشية بعلبك وزحلة، شملت أقضية بعلبك وزحلة والبقاع الغربي وراشيا دون دير الأحمر والهرمل
وفي حزيران 1990، أعاد سينودوس الأساقفة النظر في حدود أبرشية بعلبك وزحلة، فأنشأ أبرشية بعلبك ودير الأحمر المؤلفة من قضائي بعلبك والهرمل، وأصبحت أبرشية زحلة، مذاك الوقت، بحدودها الحالية، تضم محافظة البقاع بأقضيتها الثلاثة، زحـلة، والبـقاع الغربي، وراشـيـا.

توالى على رعاية الأبرشيّة المثلث الرحمة المطران جورج اسكندر، من 1977 الى 2002؛ والمثلث الرحمة المطران منصور حبيقة، من 2002 الى 2014؛ وحاليّا المطران جوزف معوض، منذ 28 آذار 2015، بعد ان كان مدبّراً بطريركياً عليها.

المطران جوزف معوض
راعي أبرشية زحلة المارونية
المراجع
1) راجع مقررات سينودس الأساقفة الموارنة سنة 1977، وسنة 1990.
2) أبرشية زحلة المارونية، يوبيل الأبرشية والراعي المؤسس «المطران جورج اسكندر»، 1977 ـ 2002، شركة البقاع للدعاية والنشر ـ بكابرس، 2..2، ص 29ـ30.
3) الأب بولس صفير، «الكنيسة المارونية»،دليل الى قراءة تاريخ الكنيسة، المجلّد الثاني، الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة، «مجموعة مؤلفين»، دار المشرق،1997، ص 299 وما يلي.

صورة editor3

editor3