هي عاصمة الشوف الثقافية ومركزٌ للعلم والإرث الفكري، فيها تأسست أوّل مدرسةٍ في القضاء ومنها تخرّجت أسماء كبيرة سطع نجمها في عالم الإعلام والفنّ والطبّ والهندسة والقضاء والأمن والسياسة.
هي قرية لبنانيّة نموذجيّة فيها خليطٌ من الحضارة والتراث والحداثة، هي عماطور أو «عين ماء الطور» التي تتميّز بوجود 365 ينبوعاً يرتوي منها أهل البلدة والتربة الخصبة التي تغذّي أرضها على مدى 365 يوماً في السنة، فتزهر لوحةً طبيعيّة إستثنائيّة قوامها أشجار سنديانٍ عملاقة وأشجار زيتون جبّارة.
عن هذا المجتمع المتنوّع والمنفتح وعن هذه البلدة السبّاقة في الأنشطة الإجتماعيّة، يحدّثنا رئيس البلديّة الأستاذ وليد أبو شقرا فيضعنا في صورة المشاريع الإنمائية التي يجهد المجلس البلدي لتنفيذها بالإضافة إلى آخر الاستعدادات لإستقبال الموسم الصيفي الحافل بالمهرجانات والاحتفالات المميّزة.
- في البداية ماذا تقولون عن هذه البلدة المتألقة وكيف تعرّفون عنها؟
عماطورهي قرية شوفيّة قريبة من المدينة، إرتفاعها عن سطح البحر يبلغ حوالي 850 متراً. تمتاز البلدة بنسبة المتعلّمين فيها والتي تعدّ مرتفعة جدّاً نسبةً لعدد سكانها، بحيث تضمّ عدداً كبيراً من حملة الإجازات الجامعيّة والشهادات الأكاديميّة والدراسات العليا في مختلف المجالات والإختصاصات. وقد أطلقت تسمية عماطورعلى البلدة نظراً لكثرة الينابيع فيها ولعلّ أبرزها نبع عين العريش. سكان القرية هم من الموّحدين الدروز والمسيحيين وعددهم يقارب الأربعة الآف نسمة تجمعهم الإلفة والمحبة وهم بعيدون كلّ البعد عن التعصّب المذهبي أو العائلي، علماً أن آل أبو شقرا وآل عبد الصمد يشكّلون أكبر عائلات البلدة. هذا وتعتبر عماطور قرية مشايخ العقل وآخرهم الشيخان محمد عبد الصمد و محمد أبوشقرا. أمّا بالنسبة للطبيعة في هذه البلدة فهي فعلاً خلابّة بفعل الأحراج الخضراء التي تضمّها كما وأنها تشتهر بزراعة العنب والفواكه الموسميّة والزيتون الذي يمثل رمز القرية. ونحن من جهتنا، نولي إهتماماً خاصاً بالبيئة وحريصون جداً على النظافة، فحتى مستوعبات النفايات نضعها في غرف خاصة مقفلة يتمّ جمعها مرتين في الأسبوع في حين أن المواد الصلبة نعمد إلى تلفها.
- ما الذي دفعكم إلى خوض غمار الشأن العام؟
أنا في طبيعتي أحبّ الخدمات الإجتماعية وأحبّ الإستماع إلى إحتياجات ومشاكل الناس، وفي الحقيقة أبذل كلّ جهدي لمساعدتهم في حلّ أمورهم مستغلاً كافة علاقاتي مع المختارة وغيرها من القيادات لهذه الغاية.
¡ هل تقولون إذاً، أن وليد بك جنبلاط هو من دعم وصولكم إلى رئاسة المجلس البلدي؟
كلاّ، لأن المختارة تعلم أن المنافسة البلديّة داخل القرى والبلدات الصغيرة تتخذ طابعاً عائلياً وليس حزبياً، وبالمناسبة المنافس الآخر كان أيضاً مسؤولاً في الحزب التقدّمي الإشتراكي، من هنا فإن وليد بك يفضّل أن يبقى على مسافة واحدة من الجميع ويترك الخيار لأهالي البلدة.
- ما هي المشاريع التي تطمحون إلى تنفيذها؟
نحن نطمح للأفضل دائماً، إنطلاقاً من هنا، نحن بصدد تجهيز مستوصفاً، كناية عن مستشفى ميداني صغير يضمّ 12 غرفة منها غرفة عمليّات على أن يتولى أطباء البلدة معاينة المرضى على إعتبار أن إختصاصاتهم متنوّعة وتشمل مجمل الحالات تقريباً. من ناحية أخرى، نحن نسعى لبناء ثانوية علماً أن مدرسة البلدة الحاليّة كانت قد شيّدت في العام 1926 وتخرجّ منها العديد من المسؤولين الذين برزوا في المجتمع وتبوّأوا مناصب مهمّة في الدولة، وحالياً تقوم لجنة الأشغال في البلديّة بتنفيذ مشروع توسيع مبنى البلدية من خلال إنشاء قسم جديد طبعاً بقدر الإمكانات المتوفرة، فالعائدات التي تتقضاها البلديّة تبقى غير كافية لا سيّما مع تضاعف الرواتب، علماً بأن لدينا 13 موظفاً أساسياً، لكن بفضل مصادر التمويل الأخرى الخاصة بنا كعائدات مولدات الكهرباء وغيرها، وبفضل الإدارة المنظمة والحكيمة لا نزال قادرون على تسيير أمورنا.
- كيف هي العلاقة مع وزارة الداخلية؟
كنّا نتمنّى أن تكون وزارة الداخلية أقرب إلي البلديّات بعكس الواقع القائم اليوم، وهنا سأعطي مثالاً عن مشروع سدّ بسري، حيث نمتلك كبلديّة 33% من المنطقة العقارية المستملكة حيث ستقام البحيرة، وهنا أتكلّم عن 53 ألف متر مربع تشمل طرقات زراعية وغيرها كنّا نحن من تحمّل تكاليف شقّها. إنطلاقاً من هذه المعطيات قمنا بتقديم الخريطة العقارية التي تبيّن حدودنا إلى مجلس الإنماء والإعمار الذي ردّها بدوره إلى وزير الداخلية للموافقة، غير أن الردّ أتى سلبياً ولم يعترفوا بحقنا، ونحن نؤكد اليوم بأنّه إذا لم نتقاض حقوقنا المالية لن نسمح بتنفيذ المشروع. من هنا نحن لدينا عتب على وزارة الداخلية التي يجب أن تكون في صفّنا وتطالب برفع العائدات المخصصة للبلديّات.
- كيف تتعاطى مع النازحين السوريين وهل من مشاكل على هذا الصعيد؟
المواطن السوري هو كالمواطن اللبناني تماماً، يقيم في منزلٍ حيث الكهرباء والمياه وكافة إحاجياته مؤمّنة وحتى أولاده يتعلّمون في المد رسة، إنما هناك خطوط حمر يمنع تجاوزها، كمثل عدم التجوال ليلاً وغيرها، ومن يتسبب بأي خلل يتمّ ترحيله فوراً.
¡ كيف تنظرون الى اللامركزية الإدارية؟
اللامركزيّة الإدراية مهمّة جداّ لأنها تعزز دور العمل البلدي، كما أنها توّفر على المواطنين وعلينا عناء متابعة المعاملات الروتينية في الدوائر الرسمية المركزيّة.
- كيف تستعدون لموسم الصيف؟
نحن نستعدّ هذا الصيف لإحياء «عيد الزيتون» كتكريمٍ للأشجار المعمّرة التي تزيّن بلدتنا وذلك بالإشتراك مع نادي عماطور الرياضي ورابطة سيدات عماطور، هذا ويتخللّ الإحتفالات مسرحيات وحلقات دبكة شعبية وعشاءً قروياً طبعاً بتمويل من البلدية التي تدعم النشاطات الثقافية.