أن تكون مؤمناً بـ «لشمعونية السياسية» كمشروع خلاص للدولة اللبنانيّة، فهذا يعني أن تتعهدّ بالعمل على تحصين إستقلال وسيادة لبنان وتعزيز دوره وحضوره على الخارطة الإقليمية والدولية.
أن تكون وفيّاً لـ «الشمعونية السياسية» فهذا يعني أن تناضل وتكافح تماماً كالنمور التي تواجه وحوش الغابات الخطيرة ولا تنكسر.
هذه هي الحال بالنسبة إلى المرشح عن المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي الأستاذ جوزف كرم الذي يخوض اليوم معركة إنتخابية وصفها بالمفترق الخطير، مستعيناً بتجربة فخامة الرئيس كميل شمعون الذي ترشح في هذه الدائرة حين حاصرته القوى المنافسة في عقر داره.
عن أجواء المعركة الساخنة وعن وضعية لائحة «نبض المتن» يحدثنا الأستاذ كرم في ضوء المعطيات والمعلومات المتضاربة حول الأرقام وأسماء الفائزين.
- بدايةً، ما الذي دفعكم الى الترشّح للإنتخابات النيابية؟
في الحقيقة لقد ترشحّت للإنتخابات لأنني مقتنعٌ بأنه آن الأوان لحصول تغيير، فالوضع لم يعد يحتمل صفقات مشبوهة ومساومات وتنازلات ومصالح شخصية، فاللعب بمصير الناس ومعيشتها وأمنها وإقتصادها بهذا الشكل العبثي أمرٌ نرفضه وسنحاربه حتى النهاية. أنا أنتمي إلى المدرسة الشمعونية العريقة، وأحلم كما الكثيرين بإعادة هذا البلد إلى عهد «الشمعونية السياسية»، ذلك أن الإنتعاش الإقتصادي والبحبوحة والعلاقات الدولية القوية كلّها إمتيازات لم ننعم بها إلّا أثناء عهد فخامة الرئيس كميل شمعون حيث عاش لبنان عصره الذهبي. ففي تلك الفترة كان الرؤساء والملوك يتوافدون إلى بيروت وكنّا نحن من يركّب الأحلاف وليس العكس كما هو واقعنا البائس اليوم.
- الى أي مدى يساندكم المواطنين في طرحكم هذا؟
الشعب اللبناني يتمتّع بالوعي الكافي كما أنّه خلاّق ومبدع إنّما ما ينقصه اليوم هو الفرصة، ونحن هدفنا يكمن في إتاحة هذه الفرصة له من خلال نموذج متجانس يقدّم حلولاً ولا يزيد العقد، نموذج يدعم السلاح الشرعي والشرعي فقط، نموذج يقوم على التعدديّة والحريّة والمساواة بين كافة المواطنين. ونحن على يقين بأنّ الناس متعطشة اليوم لهذا النموذج، لأننا نعيش مع المواطنين، وهمومهم وهواجسهم هي نفسها همومنا وهواجسنا.
- كيف تقيّمون حظوظكم لا سيّما وأن المنافسة ساخنة جدا ً في المتن؟
الحظوظ ترتبط بالناخبين، فالناخب الذي يقف وراء العازل وحده يقيّم حظوظنا بغض النظر عن البازارات الإحصائيّة التي نسمعها. اليوم هناك خياران، لوائح متعددة الأوجه تتبع للسلطة التي أمعنت فساداًعلى مرّ السنوات ولوائح معارضة تريد بناء دولة. وفي المتن تحديداً، هناك 3 لوائح تابعة للسلطة ولائحة معارضة واحدة هي لائحة «نبض المتن». فنحن وحدنا إعترضنا على المطامر والضرائب، نحن وحدنا رفعنا الصوت عالياً بوجه السلاح غير الشرعي، نحن من رفض صفقة بواخر الكهرباء وغيرها، نحن اليوم نمثّل إنتفاضة حقيقية بوجه كل الفساد والفاسدين.
- أليس لديكم معطيات مبدئيّة حول اتجاهات تصويت الناخب المتني؟
إن عدد السكان في المتن يقارب المليون نسمة فيما عدد الناخبين يقارب المئة ألف، اليوم تبقى التسريبات والأحاديث عن أرقام غير دقيقة على الإطلاق، ذلك ان جوّ الناخبين غير الحزبيين يُعتبر غير محسوم الإتجاهات، لكننا نؤمن بخيارات الناخب المتني الذي سينصفنا وينصف هذا الخط، فهدفنا هو الوصول الى تشكيل كتلة نيابية ضاغطة تستطيع إيقاف المشاريع المشبوهة. وهنا أذكر أن 10 نواب خضوا البلد حين لجأوا الى المجلس الدستوري للطعن بقانون الضرائب.
- كيف تستعدون للمعركة ونحن على عتبة أيّام من الإستحقاق؟
لن أكذب في هذا الموضوع، فنحن نعمل مباشرة على الأرض لأن لا قدرة ماديّة لدينا لمخاطبة العالم عبر القنوات التلفزيونية. نحن ندخل إلى كلّ بيتٍ لشرح الواقع وتوعية المواطنين حول مخاطر المشاكل التي ورطتنا فيها هذه السلطة، وليس آخرها المادة 50 من قانون موازنة 2018 التي نعتبرها محاولة توطين بالمعنى الفعلي للكلمة، وكلّ من وافق عليها يتحمّل مسؤولية أمام التاريخ. إن كلّ هذه الوقائع تحتّم علينا خوض هذه المعركة رفضا ً لهذه السياسات والممارسات وللتأكيد بأننا سنبقى نناضل حتى يصل لبنان الى برّ الأمان.
- هل القانون النسبي أنصفكم؟
النسبية بحدّ ذاتها جّيدة، إنما نحن دعاة الطرح الذي يقول بأن التمثيل الصحيح يأتي من خلال الدائرة الفردية الصغيرة، فكلما كانت الدائرة صغيرة كلّما كان التمثيل صحيحاً، وكلّما توسّعت الدوائر كلما اتجهنا نحو المحادل. في الدوائر الصغيرة يكون المرشح أو النائب في اتصال مباشر مع أبناء دائرته بحيث يصبح بإمكانهم متابعته ومحاسبته. إنما وبعض النظر عن هذا القانون الجائر، نحن نعوّل اليوم على الرأي العام ونأمل في أن يأخذ قراراً حاسماً بمحاسبة هذه السلطة. إنّها فعلاً لحظة تاريخية حاسمة، فإما ان يقف المواطن وقفة عزّ إمّا ان تبقى كرامته مهانة.
-
ما مدى التجانس بين أعضاء لائحة «نبض المتن»؟
إن لائحة نبض المتن تضّم جهات متنوّعة، فهي تضم إضافة الى الكتائب والوطنيين الأحرار، المجتمع المدني وغيرهم. وبالمناسبة نحن اللائحة الوحيدة التي تخوض الإنتخابات كلائحة وليس كأشخاص فبإمكانكم رؤية الإعلانات الإنتخابية لمرشحي اللوائح الأخرى التي تعبّر عن مدى المنافسة بين أعضاء اللائحة الواحدة. بالنسبة لنا، نحن لائحة متجانسة ولسنا وصوليين ولا يهمّنا الصوت التفضيلي، ما يهمّنا هو حاصل اللائحة.
- ما هو المشروع الذي تحملونه للمتن؟
إن كلّ مرشح في اللائحة عمد إلى تحضير مشروع خاص بمنطقة معيّنة في المتن. أنا طرحت مشاريع خاصة ببسكنتا، فيما النائب سامي الجميل حمل لواء مشروع آخر، كذلك السيدة ندى زعرور تحمل مشاريع مغايرة والمرشحين الآخرين كذلك الأمر. إنّما في المحصلة، المجموعة التي ستصل ستعمل على تنفيذ كافة المشاريع.
- كلمة أخيرة للناخبين؟
أنا أقول للمؤمنين بـ «الشمعونية السياسية» ولكلّ حزبي وكلّ نمرٍ من نمور الأحرار أننا نقف اليوم أمام مفصل تاريخي، فإمّا نبقى ونعمل على إعادة الشمعونية إلى عهدها إمّا نغادر هذا الوطن. وأنا على يقين بأن المتني لا يشرى ولا يباع، فهو متأصل في الجذور السياسية ويفكر في مصلحة البلد، ومصلحة البلد تمثلها لائحة «نبض المتن» .