التبويبات الأساسية

في قاموسه لا يوجد مستحيل أو إستسلام، بل عمل متواصل ومجهود مستمرّ حتى تحقيق التغيير المنشود. فرغم شريعة الغاب التي تتحكم بالبلاد والعباد منذ سنوات وسنوات والتي حوّلت الإستثناءات اإلى قواعد شبه رسميّة، يؤمن الأستاذ نبيل السبعلي بالكفاءة والجدارة والنزاهة والإستقلاليّة كمعايير أساسيّة للدخول إلى عالم السياسة والخدمة العامة، ويؤمن أيضا ً بالشباب اللبناني المثقف والذي وحده يستطيع وقف هذا النزيف الحاصل على مستوى الدولة والإدارات من أعلى الهرم حتى القاعدة.
مع المرشح عن المقعد الإنجيلي في دائرة بيروت الثانية الأستاذ نبيل السبعلي، نفتح ملف الإنتخابات ونطلع على آخر معطياته حول العمليّة الإنتخابية المتوّقع أن تكون شرسة جداً في العاصمة حيث تتنافس 9 لوائح للفوز بـ11 مقعدا ً..
- بدايةً، كيف تصفون الأجواء الإنتخابية عشيّة الإستحقاق؟

الأجواء تبدو حماسية جدّاً، ففي نهاية المطاف نحن أمام معركة إنتخابية شرسة، الكلّ يعمل لتأمين فوزه وسط أجواء نتمنّى أن تبقى ديمقراطيّة رغم التعدّيات والإشكالات التي حصلت مؤخراً والتي نأسف لحدوثها، إذ يبدو أن هناك من يعمل على تعكير هذه الأجواء التي نحتاجها جدّا في لبنان، فنحن إنتظرنا هذا الاستحقاق منذ سنوات ولا يجوز تعكيره بافتعال حوادث غير مبرّرة لكي تبقى صورة بلدنا إيجابّية ولنبقيَ إرادة الناس محترمة.

- ما الذي دفعكم إلى الترشح؟
أنا ترشحت لأقول بأنه لا يزال هناك شبّان ورجال ونساء يؤمنون بهذا الوطن ويعملون بضميرٍ حيّ من دون أن تكون لهم غايات مشبوهة ومطامع شخصيّة. ترشحت لأقول بأنه توجد شخصيّات كفوءة وغير مرتهنة لأي دولة خارجية تستطيع تحقيق الإنجازات، إنما ما ينقص هؤلاء الأشخاص هو الفرصة. فالشعب اللبناني شعب طيّب ومثقف بأكثريّته، إنما تقوده سلطة قوّية وفاسدة عملت على قطع الطريق أمام كل من يتجرّأ ويعترض، الأمر الذي دفع هؤلاء إلى حالة من اليأس واللامبالاة للأسف. لقد زرت دول العالم وأقول بكلّ ثقة أن وطننا بلدٌ مميّز لا يجب أن نخسره أو أن نستسلم لواقعنا المرير، لبنان اليوم بلد يحتضر ويتوّجب علينا إنقاذه.

- كيف تقيّمون حظوظكم كمستقلين؟
بكلّ صراحة، نحن نعوّل على ضمير الناس ووعيهم، فهم أكثر من إختبر المعاناة خلال السنوات الماضية. من هذا المنطلق، نحن نلمس قناعةً لدى المواطنين بضرورة تغيير هذا الطقم الحاكم الذي أوصل البلاد إلى حالة الهريان هذه، في الوقت الذي كانت البلدان المجاورة تحوّل الصحارى إلى مدن سياحيّة.
- هل تعتبرون الإنتخابات ديمقراطية فعلاً ، أو أن المال الإنتخابي يفعل فعله؟
الأموال والخدمات والمحسوبيّات كلّها تلعب دوراً في هذه الإنتخابات، فأهل السلطة يتحكّمون بالمواطنين ويعلمون جيّداً نقاط ضعفهم، يكفي أن يكونوا مرشحين وفي نفس الوقت مُكلّفين بمراقبة العمليّة الانتخابيّة، مع ما ينطويه هذا الأمر من تناقضات كبيرة من شأنها أن تنسف الأسس والمبادئ الديمقراطيّة. بكلّ صراحة، نحن نحاول مواجهة هذه المعضلة بطاقاتنا القليلة إنما نعوّل على وعي الناس وإدراكهم لحقيقة الأمور.

- ماذا تقولون عن لائحة «صوت الناس»؟
لائحة صوت الناس هي عبارة عن إئتلاف فرضه القانون الجديد، بين مجموعة أشخاص يأتون من خلفيّات مختلفة، منهم من له إنتماءه الحزبي إنما الأغلبية هم شخصيّات مستقلّة من المجتمع المدني وأنا واحداً منهم. نحن لسنا حزباً واحداً لكننا نتفقّ على المبادئ الجوهريّة في العمل السياسي الوطني.

- هل ينصفكم القانون الجديد كمجتمع مدني؟
لا شكّ بأن القانون الحالي هو أفضل من قانون الـ 60، وهنا أعطي مثلاً عن المقعد الإنجيلي في دائرة بيروت الثانية الذي شغله شخصُ واحد على مدى سنوات وسنوات من دون أن يكون له أي دور فعلي ومن دون أن تكون هناك أي إمكانية للمنافسة على هذا المقعد في الدورات السابقة، اليوم القانون يتيح الفرصة لتحقيق خرق، صحيحٌ أن الإمكانية ضعيفة إنما موجودة، وهذا ما نعتبره حافزاً لنا.

- لماذا لم يتمكن المجتمع المدني برأيكم من تشكيل لوائح موّحدة؟
المجتمع المدني مشرذم وغير متحد كلياً، إنما لا شكّ بأن الأخير له وجوده وفعاليّته ومكانته. نحن اليوم لا نستطيع مطالبة المجتمع المدني بأن يكون رأياً واحداً، على إعتبار أن الحراك يقوم على مجموعة أشخاص لديهم خلفيات وذهنيات ومعتقدات مختلفة. وأنا مقتنع بوجود أشخاص فاعلين داخل هذا الحراك وقادرين على إحداث التغيير المنشود، وكلنا سنتعاون من أجل إيصال هذا الخط إلى البرلمان لتشكيل قوّة ضاغطة تستطيع التشريع ومراقبة الحكومة.

- أيّ مشروعٌ تحملون لبيروت؟
في الحقيقة أنا أحمل مشروع للبنان وليس فقط لبيروت، لأن النائب ليس مصدراً خدماتياً لأولاد منطقته، فهو نائب عن الأمة بحسب الدستور. بالنسبة لي، أنا أرى بأنه لا بدّ من العمل على إعادة هيكلة الوطن على مستوى الإدارة حتى نسطيع حلّ المشكلات الحياتية وتسيير أمور الناس البسيطة. فكلّ المشاكل التي تشكلّ أزمة بالنسبة للمواطن باسطاعتنا إيجاد الحلول المناسبة لها، إنما الأمر يتطلب وجود أشخاص لديهم نيّة صادقة وكفاءة تؤهلهم لذلك.

- هل برأيكم ستكون هناك تغيرات بارزة في البرلمان الجديد؟
أنا أرى بأن التغيير سيطال 30 الى 40 نائباً من مجموع عدد النواب. أنا متفائل بحصول تغيّرات قويّة لأن المنطق والواقع يقولان بأن الناس تعبت وسئمت من هذا الوضع المزري. ونحن نقول للناس بأن التغيير لن يصبح واقعاً إلا من خلال أصواتكم.

- كلمة أخيري للناخب البيروتي...
لا تبيع صوتك، فالأمول التي تتقاضىاها قد تكفي لأيّام معدودة، فماذا عن السنوات الأربع القادمة؟ نحن نقول له من القلب صوّت بما يمليه عليك ضميرك، إختر الكفاءات الجديدة وأصحاب السجلات النظيفة.

صورة editor11

editor11