المزارع اللبناني يبقى من أهمّ المزارعين
الأستاذ محمد سيف الدين: نواجه خطراً وجوديّاً وعلى الدولة تحمّل مسؤولياتها بالحدّ الأدنى
لأنّ العمل بالأرض هو الحياة، ولأن الزراعة حاجة وطنية وأكثر من أساسيّة وسط هذه الظروف البائسة التي نعيشها، كان لا بدّ لنا من الإضاءة على هذا القطاع الحيوي في لبنان مع شخصيّة إستثنائيّة
المزارع اللبناني يبقى من أهمّ المزارعين
وضعت كلّ خبرتها وطاقتها في خدمة تطوير هذا القطاع وإنمائه، إيماناً منها بجدارة المزارع اللبناني وكفاءته وقدرته على منافسة اهمّ المزارعين في العالم.
نعم، فالأستاذ محمد سيف الدين، مدير مؤسسة "أغريو"، يؤمن ورغم صعوبة ومرارة الواقع ان النهوض ممكن جدّا اذا ما توافرت النوايا وبذلت بعض الجهود.
بالعودة الى Agrio يقول سيف الدين: "نحن مؤسسة زراعية تبلغ من العمر 10 سنوات، علماً ان انخراطنا في الِشأن الزراعي يعود الى أكثر من 40 سنة وهو بدأ فعليّاً مع الوالد." ويتابع قائلاً:" ان مؤسستنا تعنى بالزراعة على أنواعها، مثل زراعة القمح، البطاطا، الشعير والخضروات. وهي تعتبر بمثابة صيدلية زراعية بحيث تؤمن الأدوية والأسمدة والبذور وغيرها من احتياجات المزارع، بالإضافة الى تخصصها في الإشراف على كلّ أنواع المزروعات، فضلاً أيضاً عن إهتمامها بالتبريد حيث تحفظ منتوجاتها ومنتوجات بعض المزارعين في برّاداتها قبل البيع في السوق المحلّي أو الخارجي."
هذا ويشددّ سيف الدين على دور البذور في العمليّة الزراعية بإعتبارها العنصر الأهمّ، موضحاً ان إنتاجها هو كناية عن عمليّة معقدّة ودقيقة جدّاً لذلك تكون بمعظمها (بنسبة 95 %) مستوردة من الخارج من الصين فرنسا بولندا وغيرها من الدول. ويضيف: "في كلّ دول العالم توجد بنوك للبذور إلّا في لبنان مع الأسف، من هنا اليوم الأزمة التي يعاني منها القطاع الزراعي فهو بحاجة ملحّة إلى fresh دولار والمصارف تحتجز الأموال، وبالتالي يجد المزارع نفسه وسط حلقة مفرغة لا يعرف كيف السبيل للخروج منها."
وفي هذا الإطار يشددّ الأستاذ سيف الدين على ان أكبر مشكلة تواجه القطاع اليوم هي قضية عدم توافر الدولار، الأمر الذي يجعل المزارع يصارع وحيداً من أجل الصمود فيما الدولة تسجّل غياباً لا بل إنفصالاً تاماً عن الواقع. وكلّ ما حُكي عن دعم كان مجرّد كلام أو نسبة قليلة من إستفاد منه وهي لا تتعدّى الـ 10% وغالبيتهم من التجّار وليس من المزارعين.
ويتابع في هذا السياق: "بإختصار تبقى العقبة الأكبر التي تواجهنا هي شحّ الدولار لأنّ كلّ ما يتعلّق بالقطاع من الأرض إلى البذور مروراً بالأدوية والأسمدة تكلفتها بالدولار بإستثناء اليد العاملة والمحروقات التي تدفع بالليرة اللبنانية. هذا من دون النظر إلى العوامل الأخرى كالطقس وغيرها التي قد تسبب خسائر فادحة للمزارع. وللأسف فإن نسبة كبيرة من المزارعين باتت اليوم غير قادرة على الإستمرار في ما البقيّة التي تعمل تصارع من أجل تأمين كلفة الانتاج".
هذا ويلفت رجل الأعمال محمد سيف الدين إلى ان المزارع اللبناني يبقى من أهمّ المزارعين في العالم، انّما المشكلة تكمن بغياب الدولة كليّاً عنه. ويضيف: "ان المزارع في دول العالم يُعامل معاملة الجنود لأنّه يسهر على توفير الأمن الغذائي للدولة أي الشعب، إنما للأسف فإن سياسات دولتنا الفاشلة على مدى السنوات الماضية وتركيزها على قطاعي المصارف والسياحة أدّت إلى تدهور الأوضاع على النحو الدراماتيكي الذي نشهده اليوم وهذا الأمر الذي لطالما حذرنا منه. أمننا الغذائي مهدد والمطلوب تحسين إنتاجية قطاعي الصناعة والزراعة لتوفير الدولار المطلوب وبالتالي إنعاش الإقتصاد".
وفي نهاية الحديث تمنّى سيف الدين على السياسيين الكفّ عن التلهي بالمصالح الشخصيّة والنظر إلى حال المزارعين، وقال: "على الدولة بكافة مؤسساتها ان تتحمل الحدّ الأدنى من مسؤولياتها ليتمكّن المزارع من الوقوف على رجليه مجدداً، لأننّا بالفعل نواجه خطراً وجوديا"..