لأن الإستحقاق الكبير يتطلّب مرشحّين مخضرمين، ولأنّ حزب القوّات اللبنانيّة حريصٌ على إختيار ممثليه، ولأن «صار بدّا» نزاهة وكفاءة وجرأة، كان إختيار رياض عاقل لخوض المعركة الإنتخابية عن مقعد الأقليّات في دائرة بيروت الأولى خير خيار.
فعاقل، ابن هذه المؤسسة الحزبية التي ناضلت ودفعت ثمن نضالها غالياً، ابن هذه المنطقة العريقة التي أرهقها ثقل الحرب والدمار، ابن هذه الأرض التي لم تركع للظلم وغدر الحاقدين. رياض عاقل هو ابن الأكثريّة التي لم تكن في يوم أقليّةً في تقديم الشهداء على مذبح الوطن.
اليوم يخوض عاقل معركة ديمقراطية إنتخابية في الأشرفية، رميل، الصيفي والمدوّر إلى جانب رفاق الدرب في لائحة لاقت إستحسان جمهور ثورة الأرز بعد خيبات كثيرة. معه نتطرّق إلى الأجواء الإنتخابية وأبرز عناوين المرحلة القادمة في ضوء الإستحقاق النيابي الذي ينتظره اللبنانيّون بفارغ الصبر.
- بدايةً، كيف تصفون الأجواء الإنتخابية في دائرة بيروت الأولى عشيّة الإنتخابات النيابيّة المنتظرة، وماذا تقولون عن ترشحكّم؟
لا شكّ بأنّ الأجواء الإنتخابية باتت تسيطر إلى حدّ كبير على أبناء المجتمع البيروتي واللبناني بشكلٍ عام، أمّا بالنسبة لي، فأنا أترّشح لهذه المعركة لأن حزب القوّات اللبنانيّة منحني شرف تمثيله في هذه الدائرة. وفي الحقيقة أنا أفتخر بهذا الحزب الراقي الذي يعمل بجهدٍ مستمرّ للمحافظة على الوطن وبناء دولةٍ قويّة قادرة. هذا هو توّجهنا وهذه هي ثوابتنا، فنحن نسعى إلى بناء دولة المؤسسات التي يأخذ فيها المواطن حقّه من دون الحاجة إلى طرق أبواب المسؤولين. إنطلاقاً من هنا، نحن كمرشحّين عن بيروت الأولى تمكنّا من تشكيل لائحة تشبه مجتمع هذه المنطقة بحيث تضمّ ممثلين عن أحزاب القوات والكتائب والرامغفار، إضافةً إلى الوزير ميشال فرعون، الأستاذ أنطوان صحناوي ممثلاً بالعماد المتقاعد جان طالوزيان، وأيضاً السيّدة كارول بابكيان التي تمثّل المجتمع المدني أضف إلى كونها وجهاً نسائياً مألوفاً ومحبوباً في هذه الدائرة بفعل بصماتها الخيرّة في العديد من المشاريع الإنمائية لمنطقة الأشرفية والجوار. باختصار تمثّل هذه اللائحة مجتمع ثورة الأرز وروح 14 أذار وهي بالفعل تشكلّ نموذجاً للّوائح المتجانسة بفعل مكوّناتها الذين يملكون تصوّراً واحداً للبنان الغد.
- ماذا عن تيّار المستقبل؟
بالنسبة لتيّار المستقبل، فلسوء حظّ السُنة لم يلحظ القانون الجديد مقعداً لأبناء هذه الطائفة الكريمة في بيروت الأولى وهذا ما يبرّر غياب ممثلين عنهم في هذه اللائحة، وهذه هي الحال بالنسبة لنا في دائرة بيروت الثانية.
- كيف يقدّم المرشح رياض عاقل نفسه للبنانيين؟
رياض عاقل هو مواطن عادي وأحد مناضلي حزب القوّات اللبنانيّة الذي كان له تضحيات في الأيّام الصعبة ولا يزال يتابع نضاله في سبيل المصلحة العامة. أنا اليوم أخوض المعركة كممثّلٍ عن مقعد الأقليّات، وبالمناسبة أنا أرفض إستخدام هذه العبارة التي لا تعبّر عن حقيقة الأمور. ذلك ان هذا المقعد يمثل ستّ طوائف أيّ ما يزيد عن 55 ألف ناخبا ً، وهؤلاء لا يمكن وضعهم في خانة الأقليّات، فهم قدّموا للبنان الكثير من التضحيات كما أن أبناء هذه الأقليّات كما يسمّونهم هم خيرة الكوادر والمثقفين.
من هنا، فإن أوّل ما سأعمله عليه هو استبدال هذه التسمية بأخرى تليق بأبناء هذه الطوائف، إذ يكفيهم غبنا ً، فتخيلّوا مثلاً بأن ليس من بين هؤلاء أيّ شخص يتولّى منصب مدير عام في الدولة، وهذا أمرٌ غير مقبول على الإطلاق.
- ماذا عن برنامجكم الإنتخابي؟
إنّ برنامج عملي مبنيٌّ على أربع نقاط أساسيّة.
في البداية وعلى مستوى المقعد الذي أمثّله، سأعمل ما استطعت لرفع الغبن اللاحق بالأقليّات على مستوى التمثيل في الدولة وغيرها من الأمور. ثانياً وبالنسبة إلى المنطقة التي ترشحّت عنها ايّ الاشرفية، رميل، الصيفي والمدوّر، فأنا أرى بأنّ هذه المنطقة لم تأخذ حقّها الإنمائي كما يجب، وعلى سبيل المثال سأتحدث عن منطقة المدوّر أو ما يعرف بالكارنتينا، إنّ الواجهة البحريّة لتللك المنطقة باستطاعتها ان تكون الأجمل على الحوض المتوّسط، إنما الواقع المرير يشير إلى وجود مشكلة حقيقية في هذه المنطقة سواء على المستوى البيئي أو الصحّي أوغيرها من الأمور. اليوم يجب المطالبة والعمل من أجل تشييد واجهة بحريّة تليق بالعاصمة، وبالتالي يجب أن نحوّل هذه المنطقة إلى مركز سياحي من خلال مشاريع إستثماريّة تؤدي إلى ازدهار المنطقة من ناحية، وتحريك الدورة الإقتصادية من جهة أخرى عبر خلق فرص عمل للشباب.
وأكثر من ذلك، يجب أن نعمل ما بوسعنا من أجل الوصول الى وضع مخطط توجيهي متكامل لمدينة بيروت، كما يجب إعادة النظر في التوزيع الإداري على مستوى العمل البلدي من أجل إعطاء كلّ منطقة حقّها، فلنأخذ على سبيل المثال النظام المعمول به في العاصمة الفرنسية باريس. اليوم الأولوّية هي للإهتمام بالمساحات الخضراء وتنفيذ مشاريع عمليّة تسهّل حياة المواطنين كالمشاريع التي تحدّ من زحمة السير الخانقة، وبالنسبة إلى هذا الموضوع هناك مشروع سهل التنفيذ يكمن في إستغلال المساحات الشاسعة الموجودة لا سيّما في منطقة المدوّر والتي تعود ملكيّتها للبلديّة، من أجل إنشاء «ميغا باركينغ»، الذي يتيح للوافدين إلى العاصمة ركن سياراتهم في هذه المواقف على أن تقلّهم آليات مخصصة أو ما يعرف بالـ «Shuttles» إلى حيث يريدون داخل العاصمة، فهذه مشاريع سهلة التنفيذ وتريح المواطنين.
أما على الصعيد الوطني، فأنا وبحكم منصبي الحزبي واطلاعي على سير العمل العام، أرى بأنّ هناك العديد من المشاريع في الوزارات التي إذا ما عملنا عليها وعمدنا إلى تطويرها نستطيع من خلالها إحداث نقلة نوعيّة في المجتمع. فعلى سبيل المثال توجد اليوم 7 معامل محليّة تنتج الأدوية بجودة ممتازة، إنّما ليس باستطاعتها التصدير لعدم حصولها على إذن او ما يعرف بالـ Accreditation من الإتحاد الأوروبي ونحن اليوم بصدد متابعة هذا الملف لما فيه من إنعكاسات إيجابية على هذا القطاع وعلى الإقتصاد بشكل عام.
وهذه المواضيع وغيرها نستطيع ملاحقتها ومواكبتها من خلال العمل المستمرّ في المجلس النيابي.
أمّا على المستوى السياسي، فحزب القوّات اللبنانيّة لا يألو جهداً في سبيل الوصول إلى بناء دولة قويّة فاعلة، دولة مؤسسات فعليّة. من هنا فإنّ دعمنا التام والشامل سيكون لتعزيز دور مؤسسات الدولة بالإضافة طبعاً إلى دور المؤسسات الأمنية الشرعية، فخيارنا كان ولا يزال الدولة ومشروعنا هو إتفاق الطائف ومستمرّين به.
- ماذا تقولون عن شعار «صار بدّا» الذي لقي صداً واسعاً في الشارع؟
إنّ حزب القوّات اللبنانيّة يطلق شعاراته انطلاقاً من الواقع الملموس لأن بالفعل «صار بدّا» دولة وليس دويلة، بالفعل «صار بدّا» كفاءات وليس وساطات، «صار بدّا» نزاهة وليس محاصصة. إن القوّات أثبتت في كلّ الإستحقاقات ولا سيّما عبر آداء وزرائها، إن غايتها هي المصلحة العامة أوّلاً وأخيراً وخيارها هو الدولة والدولة فقط.
- كيف تقيّمون حظوظكم بالفوز؟
أنا أقول بأن من لا يؤمن بالفوز لن يكون لديه حظوظ للنجاح. من هنا، فإنّ إيماني كبير واتكالنا هو على الرأي العام ووعيه.
ماذا تقول لناخبي بيروت الأولى عشيّة الإنتخابات؟
أقول لهم صار بدّا تصوّتوا قوّات لبنانية إذا اردتم أن يصل صدى أفكاركم وهواجسكم إلى مركز صناعة القرار.