عقدت مفوضية التربية والتعليم في الحزب التقدمي الإشتراكي بالتعاون مع مؤسسة فريدريتش إيبرت، مؤتمرها السنوي بعنوان "السياسة التربوية: تحديات الحاضر ورؤى المستقبل" في فندق كراون بلازا، برعاية رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط ممثلا بوزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، وفي حضور الوزير السابق سليم الصايغ، مدير مكتب مؤسسة فريدريتش إيبرت في لبنان أفيم فوكت، امين سر الحزب التقدمي ظافر ناصر وشخصيات تربوية ودينية وحزبية.
النشيد الوطني ونشيد المفوضية التربوية في الحزب ثم كلمة تقديم لضحى نعيم التي قالت: "علينا أن نعيش حياة العصر، ونمد يدنا الى كل تطور"، مؤكدة انه "بالتربية وحدها نبني الإنسان ونصنع العقول والأخلاق، وللمدرسة دورها الأساسي في هذا المجال".
نجم
ثم ألقى سمير نجم كلمة مفوضية التربية تطرق فيها الى التحديات، ولا سيما في هذا العصر التكنولوجي وربط المناهج التربوية في سوق العمل، مطالبا بإبعاد السياسة عن التربية والتعليم.
واكد "ان الجهل وانعدام التربية سيكون وقعها أشد فتكا من القنبلة النووية، كما تنبأ المعلم الشهيد كمال جنبلاط".
وقال: "أردنا ملامسة الواقع التربوي الفعلي، كي تبقى المدرسة الملاذ الآمن للتلامذة"، داعيا الى "فتح الحوار بين الأهل وأولادهم بسبب تأثيرات التكنولوجيا على حياتهم". وتساءل: أين نحن من مادتي الجغرافيا والتاريخ والصف الأساسي والمواد الإجرائية؟ لافتا الى استفادة حوالى اربعمائة مدرسة من أصل أكثر من 1300 مدرسة من مادة الرياضة، وقال: "أين نحن من عدم وجود أساتذة لمادة التربية الحضانية ومواد الفنون والفلسفة وغيرها؟
وأكد نجم "دعم الحزب التقدمي للمدرسة الرسمية، التي تضاهي انتاجيتها المدارس الخاصة". وكشف عن التحضير للقاء مفتوح بين التلامذة ووزير التربية ومجلس البحوث والإنماء "من أجل تعديل البرامج".
فوكت
ثم ألقى مدير مؤسسة فريدريتش ايبرت فوكت كلمة، تناول في مستهلها التعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي في مواضيع مهمة على مدى سنوات من خلال تنظيم ورشات عمل ومخيمات صيفية ومؤتمرات ومنتديات.
وتحدث عن اهمية المؤتمر والمواضيع التي يطرحها، مشيدا بالمستوى التعليمي في لبنان من بين دول الشرق الاوسط على الرغم من سنوات الحرب والنقص في التمويل.
ولفت الى ان 30 في المئة فقط من التلامذة في لبنان يتعلمون في المدارس الرسمية، معتبرا انها ليست علامة جيدة، موضحا انه في اوروبا وشمال اميركا وغيرها من الدول ترتفع النسبة الى 90 في المئة.
وتطرق الى اسباب عدم لجوء الاهل في لبنان الى ارسال ابنائهم الى المدارس الرسمية، وابرزها ضعف النظام التعليمي فيها. واعتبر ان الاهل لا يزال لديهم تأثير على اولادهم في ما سيختارون من تعليم من خلال المراكز الاجتماعية، وليس بحسب ما سيكون ملائما لهم.
ونقل عن احد الفلاسفة المعاصرين ان المجتمع الديموقراطي هو المجتمع الذي يوجه اولاده نحو التعليم ونحو بناء روح المواطنة لديهم.
حمادة
وتحدث الوزير حمادة باسم راعي المؤتمر النائب جنبلاط فقال: "ان التكليف من الأستاذ وليد جنبلاط ليس صدفة، فمنذ مدة، عندما كنا نتطرق الى الشؤون اللبنانية، شعرت ان الأستاذ وليد بدأ يضع الأمور السياسية جانبا، ليس يأسا بل ربما يأسا ممن يعملون بها، ولكن من دون ابتعاده عن القضايا التربوية، حيث ترد إشاراته تلك في تغريداته على تويتر".
واذ أكد أهمية التربية، قال: "إما ان تقوم تربية ديموقراطية حديثة تبقي لبنان على قائمة الدول العربية وأما ان يغوص لبنان الى القاع، لذلك نحن على مفصل تربوي تاريخي".
وأعلن "أننا أصبحنا بحاجة ماسة الى حالة طوارىء تربوية، تنقذ لبنان من السقوط التام في السنوات المقبلة". وقال: "هذه الحالة التربوية تم تطبيقها جزئيا مع النزوح السوري وبدفع من المؤسسات الدولية التي تركز على النزوح السوري وتنسى الى حد ما الأمور التربوية الأساسية"، متسائلا عن مصير مدارس لبنان بعد عودة النازحين السوريين، لافتا الى "تضاعف هذه الأزمة ونتائجها".
وتابع: "لا يوجد نظام تربوي واحد، وهذه هي الصورة التي تظهر بداية لمن يتبوأ منصب وزير التربية، لكن ما تلبث أن تتضح الصورة، إذ تتنازعها الخلافات السياسية والطائفية، تجنح الى ربح كما يحصل في بعض المؤسسات، أو جنوح الى نوع من الطبقية"، مشيرا الى ان بعض المدارس الخاصة تأخذ افضل أساتذة التعليم الرسمي".
وذكر ان ثلث عدد تلامذة لبنان هم في التعليم الرسمي، منوها بدور التعليم الرسمي في السنوات السابقة، وبمستوى المدراء والمديرات الذين تولوا المناصب في عدد من المدارس وحققوا فيها نجاحات باهرة.
وتوجه الى المؤتمرين بالقول: "إن أي خريطة طريق تضعونها سأعتبرها ميثاقا للوزارة".
وأشار الى وجود مدارس فارغة من الأساتذة والتلامذة رغم الكلفة العالية في بنائها، مؤكدا "ان الحجر ليس الأساس وإنما البشر والاخلاق والريادة التربوية". وكشف عن "مآزق وأفخاخ عميقة تنتظر منا زلة لسان مع مكونات المشهد التربوي، ما دفعني الى التوقف أمام الأمور التي يمكنني القيام بها خلال أربعة او ستة أشهر". وحيا انور ضو ووليد صافي اللذين كانا بطلب من جنبلاط الى جانبي.
ولفت حمادة الى قرار اتخذه بانشاء لجنة وطنية تفتح بشكل جذري ملف الملاكات لأن الموجود يشبه الغابة، فهناك تعاقد بتسميات مختلفة على سبيل المثال. ووصف هذا الملف بأنه ضخم ولا يجب تركه، مشيرا الى انه طرح الامر على الحكومة لكن لم يجد آذانا صاغية.
وشدد على موضوع كتاب التاريخ، متوقفا عند الخلاف حول قضية فلسطين والمقاومة في لبنان وأدوار الأحزاب والسلاح. وقال: "علينا الابتعاد عن هذا الموضوع، بعد ان تجاوزنا الحرب الأهلية"، مطالبا بان تكون "المصالحة التي جرت لب مادة التاريخ".
واكد على وحدة الجامعة اللبنانية وحقوق الموظفين، معتبرا ان هذا الصرح يتفوق في بعض اختصاصاته على الكثير من الجامعات في الخارج.
واعلن الاستمرار في تعليم الأخوة النازحين السوريين، وقال: "المستقبل بيننا وبين سوريا سيبقى موحدا عندما نتخلص من هذا الحكم البائد".
واشار الى انه لن يترك الوزارة من دون أن يتابع ملف التعاقد وخفاياه وسيكثف جهوده لأن عمر الوزارة قصير.