نشرت مجلة "Executive" تقريراً عن حاجة لبنان إلى بناء سكة حديد، مشددةً على أنّ الاقتصاد اللبناني يتأثّر بشكل كبير في ظل غياب شبكة للنقل العام في البلاد، ومحذرةً من ازدياد زحمة السير سوءاً في المستقبل.
وأوضحت المجلة أنّ سكك الحديد المعدة لنقل الركاب والبضائع تشكل أساس أنظمة النقل العام، متحدثةً عن أهمية إقدام لبنان على هذه الخطوة، لا سيما في ظل الحديث عن مشاريع إعادة الإعمار في سوريا والعراق.
ونقلت المجلة عن خبير النقل والمواصلات في البنك الدولي، زياد نكت، قوله إنّ التكلفة السنوية لزحمة السير تتجاوز الملياري دولار، ما يمثّل عائقاً كبيراً أمام النمو والاتصال بالمنطقة. كما تحدّثت المجلة عن ارتفاع فاتورة الوقود في لبنان، الذي يساهم بعجز ميزان المدفوعات، مشيرةً إلى أنّ قيمة استيراد لبنان من البترول المكرر في العام 2017 قدّرت بـ3.77 مليار دولار من أصل 20.8 مليار دولار، علماً أنّ الصادرات قُدّرت بـ3.91 مليار دولار.
وتابعت المجلة بأنّ لبنان قادر على الحد من استخدام الوقود والانبعاثات إذا ما تم استخدام قطارات صديقة للبيئة.
وفي هذا الصدد، ذكّرت المجلة بدراسة أعدّتها شركة EGIS الفرنسية الهندسية لصالح المديريّة العامّة للنقل في وزارة الأشغال في العام 2016، مبينةً أنّها اشتملت على 3 خطوط:
1. خط للشحن بين بيروت وطرابلس سيربط مرافئ بيروت وجونية وطرابلس.
2. خط للركاب بين بيروت وطرابلس، على أن يتم تشغيل 8 قطارات كل ساعة يتسع كل منها لـ2000 راكب.
3. خط داخلي بين بيروت وطبرجا، على أن يتم تشغيل 8 قطارات كل ساعة يتسع كل منها لـ 1200 راكب.
كما تناولت المجلة عدم إحراز أي تقدّم في ما يتعلق بالخط الذي يربط طرابلس بسوريا منذ العام 2014، متحدثةً عن العلامات التي توحي إلى اهتمام الصين بالاستثمار على هذا المستوى منذ أيار العام الفائت.
في هذا الإطار، أكّدت المجلة أنّ إعادة ترميم شبكة سكك الحديد في لبنان، ستساهم في خفض معدلات البطالة المقدّرة حالياً بـ25%، موضحةً أنّ بناء شبكة سكك حديد جديدة من شأنها أن تخلق آلاف فرص العمل، من دون أن تكلف الدولة شيئاً نظراً إلى أنّها ستكون مدعومة من القطاع الخاص.
ولفتت المجلة إلى إمكانية تحفيز الاقتصاد اللبناني عبر ربط لبنان بالمنطقة، مذكرةً بإعادة افتتاح خط طرطوس-القلمون في سوريا في أيار الفائت، وإعادة افتتاح خط بغداد-الفلوجة في أواخر العام الفائت.
وفي وقت تقود فيه الشركات الصينية والفرنسية مشاريع بناء سكك الحديد في الجزائر ومصر والمغرب وقطر والإمارات والسعودية والأردن، شدّدت المجلة على أهمية اغتنام لبنان هذه الفرصة ليتصل بالخليج وأوروبا مجدداً؛ فقبل 124 عاماً ربطت سكك الحديد مرفأ مارسيليا الفرنسي بمرفأ بيروت في إطار ما كان يُعرف ببوابة الشرق. وتابعت المجلة بأنّ هذا المشروع فتح فصلاً للتعاون بين الغرب والشرق، تمحور حول لبنان.
ختاماً، ألمحت المجلة إلى أنّه ينبغي للبنان أن يرسم مسار الرحلة نفسها عبر الانضمام إلى المبادرة الصينية "حزام واحد، طريق واحد"، أو عبر إعادة ربط منطقة الشرق بأوروبا بخط جديد يصل بجنوب أوروبا وشرق أفريقيا عبر مرفأي بيروت وطرابلس.
المصدر: ترجمة "لبنان 24" - Executive Magazine