أعلن الرئيس حسين الحسيني في بيان عدم مشاركته في الانتخابات النيابية، وقال: "مع علمي المسبق وعلم كل واحد أن هذه الانتخابات إنما تقوم على التحكم بتمثيلكم وعلى تغييب الرقابة الجدية على عمليتها والحكم الصالح الفاعل في إجرائها وفي تصحيح نتائجها، ومن قبل على ما انطوى عليه قانونها من تشويه النظام النسبي والفرز والضم في دوائرها، بخلاف ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والدستور من بعدها، ومن بعد هذا كله على تشريع الرشوة لمن اعتاد ممارستها، مع علمي المسبق وعلم كل واحد ما فيها من المال والسلاح والأبواق والنعرات الطائفية والمذهبية والتدخل الأجنبي واستخدام مؤسسات الحكم والإدارات والأجهزة الرسمية واستخدام الأملاك الخاصة الشخصية أو الحزبية في العملية الانتخابية، مع كل ما تقدم، قلت إنني سوف أكون معكم في هذه المواجهة بالمشاركة في هذه الانتخابات، حتى لا يدعي حكام الأمر الواقع أنهم يمثلون اللبنانيين واللبنانيات تمثيلا شرعيا، وهم لا يمثلون سوى منظماتهم ومن تتحكم بهم منظماتهم، قلت إنني سوف أكون معكم وذلك بشرط أن تخدم تلك المشاركة ذلك المعنى".
وأضاف: "لكن المواجهة الآن، وبعد هذه المحاولة، ليست إلا بالإعلان أن هذه الانتخابات ليست نيابية بل استنيابية، بل ليست الدعوة إليها دعوة إلى انتخابات بل دعوة إلى التصديق على تمثيل حكام الأمر الواقع وعلى اقتناصهم الصفة الشرعية. المواجهة الآن إنما تقوم بداية على عدم الاعتراف بشرعية هذه الانتخابات التي تنظمها سلطات لا شرعية لها أصلا، والمواجهة تقوم في الأساس على المبادرة إلى فرض تطبيق الدستور بما ملكت أيدي المواطنين والمواطنات، وصولا إلى تحرر اللبنانيين واللبنانيات من الوصايات الطائفية والسياسية وتحرير لبنان من الوصايات الأجنبية وبالتالي إقامة النظام بصيغته المدنية، على أسس الحرية والمساواة والاستقلال".
وختم الحسيني: "وإنني إذ أعلن عدم المشاركة في هذه الانتخابات النيابية التي ليست بانتخابات ولا نيابية إلا في ظاهر الأمر وليس في واقع الحال، أدعو كل من شاركني في هذه المحاولة إلى إعادة النظر وفق هذا المعيار. فالأصل هو المواجهة، لا المشاركة أو المقاطعة، المبادرة لا الاستكانة. ولن أتردد في دعم من يكون في تلك المواجهة وإلى تلك المبادرة تبعا لهذا المعيار".