التبويبات الأساسية

حركة التغيير احتفلت بذكرى تأسيسها

أقامت "حركة التغيير"، لمناسبة الذكرى 31 لتأسيسها، عشاءها السنوي في فندق "فينيسيا" - بيروت، في حضور النائب ايلي ماروني ممثلا الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الوزير السابق محمد رحال ممثلا الرئيس سعد الحريري، الوزير المستقيل أشرف ريفي، النائب فادي كرم ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب شانت جنجنيان، النائب جمال الجراح، الوزير السابق زياد بارود، العميد جورج الياس ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، عبدالسلام موسى ممثلا الامين العام ل "تيار المستقبل" أحمد الحريري، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال المقدسي، رئيس منسقية جبيل في حزب القوات شربل ابي عقل، عضوي المجلس المركزي في حزب القوات ايدي ابي اللمع وشوقي الدكاش، الامين العام الاسبق للكتلة الوطنية المحامي جان حواط، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب القوات جوزيف نعمه وعدد من رؤساء البلديات والمحامين والأطباء والاقتصاديين.
بداية النشيد الوطني ونشيد الحركة تلاها تقديم لوحة راقصة لفرقة تراث بعلبك، ثم كلمة ترحيبية لرئيس خريجي نادي الصحافة الاعلامي بسام ابو زيد والاعلامية ألين برمانا.
وألقى رئيس الحركة المحامي ايلي محفوض كلمة قال فيها: "اولادنا يسألون أسئلة كبيرة ولم يعد بامكاننا ان نخبىء، بل بتنا ملزمين قول الحقيقة حتى ولو كانت صعبة. اولادنا يسألون ماذا فعلتم بلبنان؟ اولادنا بات الكون ضيعة صغيرة بين إيديهم، يرون ويسمعون، ويقارنون بين بلدهم ودول العالم. الجمهورية اللبنانية التي من المفترض اننا مؤتمنون عليها، ورثناها عن اجدادنا جمهورية يرفع الرأس بها. اولادنا يسألون: ماذا فعلتم بالجمهورية، ولماذا اصبح حالنا هكذا؟ الزمن الذي كنا نقنع فيه انفسنا بان الجمهورية بالف خير، وبالتالي نضحك على اولادنا انتهى، فلا نستطيع ان نغطي مثل هذا الكلام".
أضاف: "نحن الفينيقيون. نحن بعلبك والمجد.. نحن قدموس وتور وإليسا.. نحن صيدا جبيل وصور.. نحن الحرف وسعيد عقل وجبران.. نحن من نمارس رياضة التزلج والسباحة في آن .. نحن الرحابنة وفيروز ووديع." جيد هذا عظيم، لكن لا نستطيع ان نستمر على أمجاد الماضي ونتحسر عليه وننقله الى أولادنا. وهنا نسأل: هل أنتم راضون عن وضع لبنان؟ فالجمهورية تعيش منذ زمن بعدم استقرار.. فلا استقرار امنيا ولا استقرار اقتصاديا، والشعب بات محروما من كل شيء بالتطور والتقدم والازدهار، اذا نحنا اليوم في جمهورية غريبة عنا. جمهورية لا تشبه تاريخنا ولا عراقة الحضارة اللبنانية. ونحن اليوم كذاك الفلاح الذي اشفق على افعى كانت على شفير الموت من جراء البرد والجليد، فحملها وادفأها واطعمها وادخلها الى بيته، عندما عادت لها الحياة أول ما فعلته انقضت على فلاح وقتلته. هل يعقل ان الامور وصلت الى هذا الحد، أقصى طموحنا ان يبقى اولادنا في لبنان في هذه الأرض".
وسأل: "كم منكم ومن اولادكم وعائلاتكم بات معه جنسية أجنبية؟ ومن لم يحصل عليها يبحث عن السبيل للوصول اليها أو على الأقل بدأ يفكر بهذا الموضوع. هذا الكلام ليس مجرد فشة خلق وليس موجها الى شخص معين. هذا الكلام موجه لنا جميعنا: لكنيستنا، لرؤسائنا، لنوابنا، لأحزابنا. وموجه ايضا الى كل من يحب لبنان بصدق اكان معنا في السياسة او ضدنا. اولادنا اصبحوا مشروع هجرة جاهزا في حين نحن نضيع الفرصة واحدة تلو الاخرى. حان الوقت لنقول لا، لم يعد باستطاعتنا ان نكمل. حان الوقت لنفتح باب أمل من جديد. صحيح اننا نعيش في دولة وحدة ووطن واحد للجميع، نحن نعيش على ارض وتحت سماء وفي ظل دستور للجميع. لكن هل أنتم مقتنعين ان هذه الدولة الجميع تحت سقفها ودستورها وقوانينها. تدفعون الضرائب كاملة وضمن مهلها، تشيدون الابنية التزاما بتراخيصها، تدفعون رسوم ميكانيك السيارات، والتجار يدفعون رسوم الجمرك ، هل ما يسري في المرفأ والمطار يسري على الجميع ام ان هناك جماعة ومجموعة لا ادري ما اذا كانت تعترف بالجمهورية اللبنانية او بالدستور اللبناني ام تعتبر ان هذا الدستور هو دستور الدولة؟ هؤلاء لا يسألون عن احد، عندما يشاءون يعلنون الحرب او يفاوضون يسمحون ولا يسمحون".
وتابع: "عندما تقرر هذه الجماعة اجراء انتخابات علينا ان نقبل وعندما تقاطع انتخاب الرئيس فنحن غصبا عنا ننتظر، ولا يجوز ان نعترض او نسأل لماذا تعطلون الدولة. صحيح اننا ورثنا وطنا لكن ايضا ورثنا الكرامة والشموخ. خوفي اليوم ان نسلم الى اولادنا وطنا مشلعا مكسرا حزينا. وطنا منقسما ومقسوما. وطنا اصبحت لغة التعطيل مبدأ. انهم يعطلون كل شيء واذا اعترضنا يقولون هذا حقنا الدستوري. عن اي حق يتكلمون في حين انه منذ سنتين كان يفترض ان ينتخبوا الرئيس. واذا اعترضنا يقولون "ستين سنة عليكم وعلى هذا الوطن إذا الزعيم لا يجلس على كرسي". أولادنا يسألون لماذا على ارض لبنان هنا شيء اسمه مخيمات، ولماذا فيها مسلحين، وهل هذه المخيمات أرض لبنانية أم لا؟ وعندما يعرفون قصة فلسطين. يتعاطفون مع القضية لكن يعودون ليسألوا: ايعقل انه بعد 68 سنة لم يتم ايجاد حل للمخيمات الفلسطينية على أرضنا؟ كل يوم السؤال يكبر وتصبح الاجابة صعبة علينا. الخطر إن اولادنا بدأوا يبحثون عن وسيلة ليعبروا من خلالها حدود هذا الوطن، يبحثون عن وطن بديل. الهذا الحد بتنا مستسلمين لقدرنا؟"
أضاف: "فراغ لأكثر من سنتين بلا رئيس ولا مؤسسات. الاقتصاد منهار والواضح إن المستقبل لا يحمل أي تباشير خير. كيف تريدون لاولادنا الا يهاجروا وخصوصا اننا لم نفتح طاقة صغيرة تبشر بغد أحلى. صحيح ان لبنان هو الوطن الذي تعلمنا فيه ومدارسه وجامعاته من الاعرق، صحيح اننا اسسنا عائلاتنا وربينا اولادنا فيه. واللبنانيين اشتهروا بالقارات الخمس ووصلوا لأعلى المراكز وكثر منهم صاروا رؤساء جمهوريات. لبنان الذي نتغنى به وبأن أرضه وترابه وطبيعته من الأجمل في العالم لكن لبنان هذا بدأ يتحول الى كابوس بالنسبة لكثيرين. لبنان طوال عمره وطن حقيقي وليس افتراضيا. انه كيان راسخ وتاريخ عريق. ولا مرة كان لبنان كيانا مركبا أو اصطناعيا. أنا لبناني، مواطن لدي حلم بوطن نحكمه ونحميه بانفسنا، نتعلم فيه ونعمل فيه، احلم بالوطن الذي خلقه الله مع فكرته النموذجية. انه وطن نعيش فيه جميعنا بالتساوي بتعددنا وثقافاتنا ومعتقداتنا. وطن دولته مدنية والتنافس فيه مشروع، وطن نحمي فيه المواطن الفنان والفلاح والعامل والموظف واي مواطن فيه يخالف القانون يعاقب فلا نخترع له مخرجا او واسطة. وطن الدولة فيه تحمي الكل وتحمي وجودنا ولا تتنازل مهمتها في الراعية والحامية".
وقال: "تسمعون اننا نريد رئيسا قويا لكن هل سأل احدكم ما معنى الرئيس القوي؟
رئيس قوي بأخلاقه بتصرفاته، رئيس قوي يعني رئيسا يعرف. رئيس يدير الدولة وما يدار. رئيس يخيف بالقانون والدستور وليس رئيسا يخاف. رئيس يعرف ان يفاوض ويوحد ويجمع اللبنانيين. رئيس قوي يعني ان لديه بعد نظر ورؤية، رئيس قوي يعني انه شخص لم نسمع عنه يوما انه حنى رأسه للوصول الى اي شخص كائنا من كان. رئيس قوي ليس لديه مصالح خاصة له او لعائلته او لاقاربه او اصهرته. الرئيس القوي هو الذي يقود ولا يقاد. والأهم الرئيس القوي هو الذي يستطيع اعادة الثقة بالجمهورية والذي يعيد لبنان الى خريطة الاهتمام ويقيم للجمهورية حضورها عربيا ودوليا. نريد رئيسا لا يسمح لاحد ان يقتل أحلامنا وأحلام ولادنا، رئيسا نشعر معه أن لبنان وطن قابل للعيش والاستمرار. رئيس قوي يعني وجود المؤسسات الى جانبه ويؤمن ان هذه المؤسسات راعية وحامية وعلى رأسها المؤسسات الأمنية والعسكرية. نريد رئيسا قويا يعني اننا نريد استعادة المؤسسات وأهمها مؤسسات التفتيش والرقابة".

أضاف: "لو كان عندنا قرار رسمي وشعبي في العامين 1973 و 1970 مع الجيش والى جانبه، ما كانت الحرب لتقع وقتذاك. بالامس في مخيم نهر البارد كان الجيش قادرا لان الدولة والناس ساندوه. اذا كنا نريد رئيسا قويا علينا ان نبني جيشا قويا وقوى أمن قوية بالتالي علينا تعزيز قدراتهم. انفقوا على الجيش وعلى قوى الامن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والدفاع المدني. استثمروا في المؤسسات. وهنا الربح أكيد للبنان. واقول عيب علينا ان يكون راتب العسكري أقل مما يمكن ان يؤمن له العيش الكريم. عيب علينا الا نقدم لأفراد المؤسسات الامنية كل ما يجعلهم مرتاحين. وهنا المعادلة بسيطة وسهلة: "طالما العسكري مرتاح يكون المواطن مرتاحا. أولادنا يسألون ماذا أعطانا هذا الوطن. يعني انهم ينتظرون ما سيعطيهم هذا الوطن. أحلم ان نصل الى مرحلة لا ينتظر فيه أولادنا ما الذي سيقدمه هذا الوطن بل في مرحلة "الدني مش سايعتهم" ليقدموا له كل شيء. أحلم بوطن لا نعبد فيه اشخاصا ولا نؤله زعيما يعتبر انه لا يخطىء ومرتاح لان احدا لن يحاسبه. أحلم بوطن نصنع فيه تاريخنا قبل أن نتحول الى جماعة، الى شعب التاريخ يصنعه ويتحكم بمصيره".
وسأل: كيف يحصل التغيير؟ علينا ان نبدأ بأنفسنا، علينا الا ننحني كي لا "يعربش" احد على ظهرنا، علينا الوقوف وقفة لبنانية فلا نسمح لاحد ان "يركب" على ظهرنا. وجميعنا يعلم ان لا احد "يطلع" على ظهرنا الا اذا قبلنا ان ننحني و"نوطي" رؤوسنا. لا يوهمكم احد إن الديمقراطية هي استفتاء للأغلبية، فتذكروا جيدا لو على سبيل المثال لو تم استفتاء الأميركيين لكان "السود" ما زالوا حتى اليوم عبيدا".
وتابع: "نطالب بطبقة من المسؤولين حين تنتهي ولاياتهم يتركون الكراسي والمراكز، وبالتالي نستمر باحترامهم ونقدر دورهم، تماما مثلما كنا نحترمهم ونقدر دورهم كأول يوم من استلامهم السلطة وأفضل مثال على هذا النموذج هو البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي زاد احترام كل الناس له، وكأنه ما زال في اليوم الاول في سدة المسؤولية".
وختم محفوض: "للمسيحيين نقول: أبقوا عيونكم شاخصة نحو الأرزة وأبقوا فوق الى جانب الأرز، فلا تستصغروا طموحكم حتى لا يصغر حضوركم، لا تتلهون بإرجاع موظف من هنا أو مدير من هناك. وللمسلمين نقول: ضعوا نصب أعينكم لبنان وفقط لبنان وليكن بالنسبة لكم لبنان أولا وأخيرا".
وفي الختام، سلم كرم ورحال وبارود وماروني دروعا تكريمية لكل من رئيس غرفة الصناعة والتجارة في بيروت محمد شقير، رئيس شركة كهرباء زحلة اسعد نكد، رئيس بلدية جبيل زياد حواط، رئيس بلدية الدكوانة انطوان شخطورة. وقدم محفوض غرسة من أرز لبنان الى رئيس محطة ال "ام تي في" النائب السابق غبريال المر تسلمها مدير اخبار المحطة غياث يزبك.

صورة admin2

admin2