أشار النائب بطرس حرب الى ان "نظامنا السياسي يرتكز إلى مجموعة قيم ومبادئ جعلت من لبنان نموذجاً مميزاً في محيطه، نموذج ننعم فيه بالحريات العامة وباستقلالية القضاء وبإدارات رسمية في خدمة المواطنين، كل المواطنين، بصرف النظر عن موالاتهم أو معارضتهم للحكم، وبصرف النظر عن إنتماءاتهم الطائفية أو المذهبية أو الحزبية، وهو ما يجعل المواطنين سواسية أمام القانون، بحيث لا يتمتع الحاكمون وبطاناتهم الحزبية أو العائلية أو المذهبية بامتيازات خاصة يحرم منها المواطنون الذين ولا ينتمون إلى أحزابهم وتياراتهم السياسية أو يؤدون الطاعة والولاء للحاكمين".
وخلال الجلسة الثانية لمناقشة البيان الوزراي، أكد "أنني لقد قرأت بيان الحكومة بتمعّن، فوجدته خليطاً من بيان حكومتنا السابقة ومن خطاب القسم، فأعجبت ببراعة من صاغه، لأنه صاغه بحنكة من يسير في حقل ألغام، فتمكن من القفز فوق كل لغم تفادياً لانفجار الحكومة وسقوط التفاهمات التي قامت عليها، ولم يسعَ لإزالة هذه الألغام، ولو بقيت مزروعة لتنفجر في أي وقت في وجه شعب لبنان"، مشيرا الى ان "صيغ البيان بعبارات مطاطة حمّالة أوجه، بحيث يستطيع كل فريق التباهي أنه ثابت على مواقفه لم يتنازل عن طروحاته، وأنه شارك في الحكومة، ربطاً لنزاع، أو تحقيقاً لمواقع في السلطة تسمح له بنصرة قضاياه ومبادئه".
وأشار الى انه من الطبيعي أن نتساءل عن صحة ما بشرّتم اللبنانيين به حول التغيير الكبير الذي سيحققه إنتخاب رئيس جديد، رئيس غير تقليدي، رئيس قوي غير عاجز، لا يقبل بدور مدير للأزمات، رئيس قادر على إيجاد الحلول وفرضها على الجميع، لافتا الى ان جميعنا نعلم أن الدائرة الفردية المصغّرة ، التي يختار الناخبون فيها نوابهم، ستحقق للمسيحيين حقهم في اختيار ممثليهم المسيحيين الحقيقيين، كما ستحقق للمسلمين حقوقهم في اختيار ممثليهم المسلمين الحقيقيين، وأنه ليس من داعٍ للتفتيش عن صيغ غريبة عجيبة".
واعتبر انه "بالنسبة لقضية السلاح غير الشرعي خارج إطار المؤسسات الأمنية الشرعية، فيتبين من صيغة بيانكم، ومن تحفظ حزب القوات اللبنانية ووزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، أنكم لم تبدلوا أياً من مواقفكم المتضاربة تجاهه، وحصرتم بحثكم في مقاومة اسرائيل وتحرير ما تبقى محتلا من ارض الجنوب، ولم تجرأوا حتى على ايراد كلمة واحدة عن تورط لبنانيين ممثلين في الحكومة في الحرب الدائرة في سوريا".
وأكد "أننا مع حماية لبنان من أي خطر إرهابي قد يهدده، ونحن مع تطوع كل من لديه قدرات قتالية في المنظومة العسكرية الشرعية للدولة لمواجهة الإرهاب التكفيري، ولا سيما أن الجيش اللبناني يثبت، يوماً بعد يوم، قدرته القتالية في ضرب هذا الإرهاب، وأن أجهزة المخابرات اللبنانية قد أثبتت أيضاً فعالية كبيرة في الضرب الاستباقي لأي عمل إرهابي، وهو ما يسقط التحفظات التي تدلي بها بعض الدول الشقيقة والصديقة، وما يزيل أي التباس يعكّر أية علاقة مع الدول العربية الشقيقة."
ولفت الى انه "بالنسبة لموقفي من الحكومة، فإنني بالرغم من ترشيحي رئيس الحكومة سعد الحريري لرئاستها، ومن رفقة النضال الوطني معاً، والمخاطر التي تعرضنا لها دفاعاً عما نؤمن به أيام ثورة الأرز وحركة 14 آذار الوطنية، وبالرغم من وجود أصدقاء في عداد الحكومة، أحترم وطنيتهم، وأجلّ تاريخهم النضالي، وأشاركهم مبادئهم، أجد صعوبة كبيرة في منح الحكومة الثقة بكل أعضائها ولا سيما في وجود بعض رموز الفساد في عدادها الذين استباحتهم السلطة خدمة لمصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية، فضميري لن يرتاح إذا منحتهم ثقتي، وكنت أتمنى لو أستطيع تخصيص بعض الحكومة بثقتي، لما كنت ترددت بذلك، إلا أن الثقة بالحكومة بكل مكوناتها أمر أعجز عنه".
وأشار الى انه "بغية منح العهد الجديد ورئيسه فرصة إثبات قدرته على الوفاء بقسمه ومنح رئيس الحكومة فرصة ترجمة بيان حكومته أفعالاً وإنجازات، سأمتنع عن حجب الثقة عن الحكومة كما سأمتنع عن منحها إياها، داعياً لها بالتوفيق