كتب عبدالفتاح خطاب في صحيفة "الجمهورية": لم يشأ المحافظ زياد شبيب أن يهنّىء البيارتة (من بين جميع المواطنين اللبنانيين) بفترة ينسون فيها هموم الحياة ومنغصاتها، فقرر أن يمنع رفع أعلام الدول المشاركة في المونديال في محافظة بيروت، مستنداً إلى قانون "موديل عام 1945"، ومن منطلق أنّ رفع الاعلام يثير حساسيات بين اللبنانيين المؤيدين لهذا الفريق او ذاك!!
ولم يكتفِ محافظ بيروت بمنع رفع الاعلام على الاملاك العامّة بل شمل الاملاك الخاصة أيضاً، وتوعّد بإزالتها مع إحالة المخالفين امام النيابة العامة (!) لملاحقتهم جزائياً، فضلاً عن تكبيدهم تكاليف الإزالة على نفقتهم!
للتذكير، فإنّ محافظ بيروت لم يتحرّك ولو مرّة، في المرّات التي اجتاحت الأعلام واللافتات الحزبيّة والفئويّة والمذهبيّة شوارع بيروت وأزقّتها وأعمدة الإنارة وسواها!!
ولم يكد يُلملم البيارتة صفعة حاكم بيروت، إذا به يوجّه لطمة أخرى!
ففي حفل نظّمته جمعية "حماية وتحسين نسل الجواد العربي"، وعدَ المحافظ "محبّي هذه الرياضة العريقة في لبنان والعالم" بـ"العمل على تطوير هذا الميدان، ليستقبل ليس فقط الخيل العربي، بل أنواع خيول عالمية، ومنها الخيول الإنكليزية بهدف رفع مستوى السباقات"!
من يسمع تصريح المحافظ يعتقد أنّ اكتفاء بيروت بالبنى التحتية والمنشآت والخدمات قد وصل إلى حدّه الأقصى، وصار لزاماً تطوير ميدان سباق الخيل، وهكذا تنتقل المراهنات و"البارولي" من المحلية الى العالمية!
كأن لا يكفي ما تحصل عليه جمعية "حماية وتحسين نسل الجواد العربي" وأعضاؤها من دعم ومميزات ومعونات وإعفاءات وتسهيلات، فجاءهم هذا الوعد الإضافي على حساب المُكلفين من أبناء بيروت من الأكثرية الساحقة التي لا تكترث بهذه "الرياضة العريقة" ولا المراهنات السيئة التي ترافقها.
(عبدالفتاح خطاب - الجمهورية)