يشتكي بعض عشاق السيارات، من أنها باتت هذه الأيام تشبه بعضها البعض، فمعظمها مطلي بأحد ثلاثة ألوان، هي الأبيض والأسود والرمادي، ويقول مختصون إن شيوع تلك الألوان في طلاء السيارات له ما يفسره من أسباب اقتصادية ونفسية، بحسب شبكة "سي أن بي سي" الأميركية.
وفقا لبيانات جمعتها شركة الطلاء BASF في عام 2019، فإن 39 في المئة من السيارات بيضاء اللون، بينما يشكل الأسود والرمادي والفضي معًا 39 في المئة أيضا من السيارات على الطريق. ما يعني أن قرابة 80 في المئة من جميع المركبات مطلية بأحد الألوان الثلاثة "الباهتة" فقط.
ويأتي اللون الأزرق، كأحد الألوان "الحيوية" الأكثر شيوعا خارج تلك المجموعة، بنسبة 9 في المئة، بينما طليت 7 في المئة من السيارات باللون الأحمر.
هناك عدة عوامل مؤثرة، بما في ذلك حقيقة أن الأبيض والأسود والرمادي تتماشى مع كل شيء. كما أنها ألوان مرغوبة دائما و"لا تبطل موضتها"، بحسب موقع "كارسكوبس" المتخصص بالسيارات. وهي على عكس بعض خيارات الألوان الجامحة، التي قد تضر بقيمة إعادة بيع المركبة في المستقبل.
ويميل معظم العملاء إلى شراء سياراتهم من الوكلاء، بدلا من صنعها خصيصا. ويعمد التجار عادة إلى تخطي الألوان الجامحة، لأنهم يريدون مركبة تروق للجميع ويسهل بيعها، لذلك يطلبون من المصنعين، عادة، سيارات وفق الألوان الثلاثة الأكثر شيوعا.
وللجانب النفسي دور أيضا، فاللون الأزرق، مثلا، شائع في السيارات الكهربائية، وقد يرجع جزء من هذا إلى أنه عندما بدأت السيارات الكهربائية في الانتشار لأول مرة، استخدم البعض درجة معينة من اللون الأزرق، وقد يربط المستهلكون اللون الأزرق بالمركبات الكهربائية.
لكن صانعي طلاء السيارات يصرون على أن ألوان اليوم أكثر تنوعا مما تظهره الإحصاءات، فالأبيض ليس مجرد أبيض وكذلك الأسود والرمادي، إذ يمكن تعديل الطلاءات بطرق متعددة، مثل إضافة تأثيرات، كقشور المعادن أو جزيئات الزجاج، أو بعض الدرجات الخفيفة من ألوان أخرى كالأزرق والأصفر.