التبويبات الأساسية

تحت عنوان "تجربة التعليم عن بُعد في لبنان غير مجدية"، كتبت جنى الدهيبي في "المدن" تقول:

منذ أن تحول فيروس "كورونا" إلى وباءٍ عالمي، انقطع عشرات ملايين الطلاب والطالبات حول العالم عن تلقي دروسهم الصفّية، بسبب الاجراءات التي اتخذتها سلطات البلاد للحدّ من انتشار الفيروس، وكان أبرزها إغلاق أبواب المدارس والجامعات. هذا الواقع، دفع عددًا من الدول العربية والأجنبية إلى تفعيل نظام التعليم عن بُعد، أو التعليم من المنزل. فتفاوتت فاعليته بين دولةٍ وأخرى، وحتى بين مدرسةٍ وأخرى ضمن الدولة الواحدة، لا سيما أنّ هذا النوع من التعليم بدا تجربةً جديدة على الطلبة والمعلمين سويًا.

ثلاثة مسارات
أمّا الحال في لبنان، الذي ينهي أسبوعه الثالث بتجربة التعليم عن بُعد، فيبدو مختلفًا وتشوبه معوقات كبيرة، في ظلّ مكابرة وزارة التربية بإجراءات لا تتماشى مع الواقع التعليمي اللبناني من جهة، والانهيارات الاقتصادية الكبيرة التي يشهدها لبنان منذ ما قبل "كورونا" من جهةٍ أخرى.
الأسبوع الماضي، حدد وزير التربية طارق المجذوب ثلاثة مسارات للطلاب اللبنانيين كي يتابعوا تعليمهم عن بُعد:

أولًا، البثّ التلفزيوني لحصص تعليمية تلحظُ صفوف الشهادات على وجه التحديد عبر تلفزيون لبنان.
ثانيًا، المنصات الإلكترونية بعد أن قدمت شركة "مايكروسوفت" تطبيق Microsoft teams بشكلٍ مجاني للأساتذة.
ثالثًا، الوسائل التقليدية أو الورقية عبر تبادلها بين المدارس والطلاب عن طريق الأهل، ثمّ إعادتها من جديد لتصحيحها.

حتّى الآن، لم يجرِ تفعيل هذه المسارات على مستوى عالٍ من الحرفية، ولا يزال عمل المدارس الرسمية والخاصة يختصر على التواصل الإلكتروني مع الطلاب، إمّا عبر الواتساب أو عبر تطبيقات ومنصات خاصة بكلّ مدرسة. وإذا كان العام الدراسي في لبنان بدا مهددًا منذ بداياته مع أسابيع التعطيل الطويلة التي رافقت ثورة 17 تشرين الأول 2019، غير أنّ ما يصدر عن وزارة التربية لم يرتقِ بعد إلى مستوى خطّة واضحة، وإنّما هي إجراءات للهروب فحسب، مع إصرار وزير التربية على إجراء امتحانات الشهادات الرسمية من دون أن يقدّم رؤية مقنعة لكيفية إجرائها، ومن دون أن يلحظ أوضاع الطلاب وظروفهم، فيما مصير لبنان مع "كورونا" لا يزال ضبابيًا.

أمّا الإشكالية الأبرز لدى المدارس والطلاب والأهالي على حدٍّ سواء - إلى جانب الشرخ الكبير بوجهات النظر حول فعالية التعليم عن بُعد – فتتمحور حول السؤال عن مصير العام الدراسي ومصير امتحانات الشهادات الرسمية التي كانت مقررة في حزيران المقبل.

تدابير عشوائية
وفي السياق، أشار مستشار وزير التربية، ألبير شمعون لـ "المدن"، بأنّ التدابير التي تتخذها وزارة التربية لجهة فتح ثلاثة مسارات للتعليم عن بُعد، هي فقط تدابير استثنائية لظرفٍ استثنائي، وأنّه من المبكر الحكم على التجربة، سواء بنجاحها أو فشلها، و"لا بدّ أن نعطي الوقت الكافي في كلّ مرّة نطبّق فيها خطوةً جديدة". وقال: "لقد دخلنا مجبرين مرحلة التعليم عن بُعد، بانتظار المعلومة الصحيّة، وحين ننتهي من الفيروس ويخرج الناس من منازلهم، سيكون عيدًا كبيرًا لنا لنقيّم مكتسبات المرحلة السابقة، لا سيما أننا لا نخلق منظومة تعليم بديلة، وإنما تدابير مرحلية".

لكن، يبدو واضحًا أن الوزارة تتخبط بتدابيرها العشوائية. وحين سألنا شمعون إن كان التعليم عن بُعد سيُدرج بعلامات الطلاب لهذا الفصل، أجاب: "كلّ الفروض والدروس نجري لها تقييمًا سريعًا قبل التقييم النهائي حين يعود الطلاب إلى صفوفهم. والحديث عن علامات لا يزال باكرًا، لأن الهدف في هذه المرحلة هو أن يبقى التلاميذ في أجواء التعليم، لكي نعوّض قليلًا عن فترة التعطيل للاكتساب من هذه التجربة الطارئة".
وبما يخصّ الشهادات الرسمية، تابع شمعون: "هناك اصرار واضح من الوزارة على اجراء الامتحانات الرسمية، وننتظر تطور الأمور أسبوعاً بأسبوع، وحين تتغير الظروف يُبنى على الشيء مقتضاه، لكن حتى الآن لا يوجد شيء جديد مطروح في هذا الشأن".

المصدر: المدن

صورة editor14

editor14