يكاد يكون شارع «الحمراء» في مدينة بيروت، أحد الشواهد على كل الأحداث السياسية والفكرية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة العربية، من خلال تنوع الوافدين إليه، ومن حيث تنوع المحال التجارية والمقاهي الموجودة على جانبيه.
هذا الشارع البيروتي، مع تنوعه وازدحامه كان مقصدا للمتسولين، إلا أن أعداد هؤلاء تضاعفت منذ سنوات بشكل كبير إلى أن أصبح ظاهرة بدأت تتفشى فيه، لدرجة أن أصحاب المحال التجارية والمقاهي بدأوا ينزعجون من انتشار المتسولين من الأطفال والفتيات وحتى المسنين من مختلف الجنسيات على امتداد الشارع. ويقول فايز الشاعر أحد تجار شارع الحمراء لـ«الوكالة الوطنية للإعلام»: «إن عددهم تضاعف 15 مرة عن السابق والتجار يعانون من هذه الظاهرة»، لافتا إلى أن «هذه المنطقة تدفع الثمن عن باقي المناطق»، سائلا: «لماذا توجد شوارع في مدينة بيروت ممنوع على المتسولين دخولها، بينما يتكاثرون في الحمراء».
ولفت إلى الخسائر التي تلحق بالتجار بسببهم، قائلا: «هؤلاء يطاردون الزبائن من لحظة وصولهم إلى الشارع حتى دخولهم إلى محل ما، وفي أغلب الأحيان ينتظرونه عند الباب، ما يشكل إزعاجا للزبون والتاجر على حد سواء. ولا يقتصر التسول على طفل واحد بل هناك ما يشبه (العصابة) التي تلحق بالزبون أو أي شخص يتجول في الشارع، فما إن يتركه المسن حتى يتبعه طفل بالكاد يستطيع المشي، وصولا إلى الفتيات اللواتي يتمسكن بالزبون»، ووصلت الأمور ببعض التجار للطلب من المتسولين الانتقال إلى رصيف مقابل للمحال التجارية إفساحا بالمجال أمام الزائرين.
وطالب الشاعر مع زملائه من التجار «الدولة بإيجاد حل لهذا الموضوع وأن يتم وضعهم في مراكز اجتماعية متخصصة أو نقلهم كليا من بيروت».
من ناحيته، اعتبر نائب رئيس لجنة تجار الحمراء محمد العريس: «إن وجود مستشفى الجامعة الأميركية في المنطقة يجذب المتسولين الذين يلحقون بقاصدي المستشفى من مختلف الجنسيات»، مؤكدا أن «الحل يجب أن يكون قاسيا جدا، ومن الضروري اتخاذ قرار حاسم وإيجاد بديل أو مركز لهم».