التبويبات الأساسية

بين الخوف والأولويات...لغة الحياة تعطلت كتبت : نضال شهاب

وكأنها قيامة صغرى ، لغة الحياة تعطلت ، الشوارع خالية وكذلك المساجد والكنائس ، الحدائق تخلو من إبتسامات الأطفال تنتظر العصافير فيها فتات خبز تركها هذا أو ذاك ، الحياة تخلو من الحياة . وسائل الإعلام تفرغت لمتابعة المأساة العالمية التي تحدث لأول مرة في التاريخ الحديث ،ففيروس كورونا كجهاز تحكم يتحكم بحركة المطارات والموانئ، يطفئ أنوار المسارح ويقفل أبواب المطاعم والدوائر الحكومية والوزارات...

دوائر الأوقاف دعت الى الصلاة في المنازل وعدم التردد الى دور العبادة . المشافي فقط ظلت مشرعة أبوابها تغص بالمرضى ، تقدم العلاج وتسعف المحتاج رغم التحديات التي تواجهها ، وللأسف لم يفكر أحد من قبل في أهمية زيادة عددها وتزويدها بالخدمات والإهتمام بالكوادر الطبية فيها...

ولا تخلو بلدة من مسجد أو كنسية أو أكثر ، وإنما تفتقر لوجود مشفى أو حتى لمركز صحي أو مستوصف. لعل هذا الوباء قد جاء كي يدعونا لبناء المشافي عوضاً عن بناء المساجد والكنائس ، ولعله يجعلنا نعيد التفكير بأولويات العطاء والتقرب الى الله ، فالصلاة تصل الى الله من المنزل وإنما المرض يحتاج للمشفى ، فليكن إهتمامنا بالمشافي في كل اّن وزمان وليس عند وقوع الداء والوباء.

وبين الخوف واللاخوف والأولويات يبقى الإيمان هو الخلاص، وتبقى الوقاية خيرٌ من العلاج . هو وباء الكورونا الذي لم يحدث مثله وباء منذ مئة عام ، الوباء الذي جعل المرء يفر من أبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تأويه ، الوباء الذي سبب الذعر للبشرية جمعاء وكأنها بكل من فيها لا تعي بأن العلي القدير هو الرحمن الرحيم اللطيف بعباده الخبير بأحوالهم ... "فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً".. "لا يحدث شيء في الكون بدون علم الله وإرادته سبحانه، فلنطمئن.

و لا شك أن هناك حِكمة ، قد نعرفها وقد نجهلها ، فلنفهم. وحين تضِلُّ الأمم وتنحرف ، يُرسل الله لها جنودًا وآيات ، قد تبدو في الظاهر قاسية ، ولكنها في الباطن خيرٌ ورحمة ..فلنستبشر سُنّة الإبتلاء ماضية ، وقد يكون فرديًا أو جماعيًا. فلنعقِل خفف عنك ذعرك واتركها تاتى كما شاء الله لعلها المنجية ولانعلم . فلننشر الطمأنينة..." الكلام للدكتور محمد راتب النابلسي ليكن تقربنا من الله وإيماننا به أكبر ، فهو المدبر وهو الشافي والمعافي وهو الغفور ونحن الضالين ...

لنسأله الغوث والرحمة ، ولنتقدم بجزيل الشكر والإحترام لدور الأطباء وملائكة الرحمة ولوازة الصحة ...

أملنا كبير في الله سبحانه وتعالى وبشغف العلماء والباحثين الذي لا ينضب بالبحث عن اللقاح أو الدواء .

صورة editor14

editor14