لأن فيروس كورونا بسرعة إنتشاره لا يمكن أن ينتظر بيروقراطية الإدارة المركزية في إتخاذها الإجراءات الملحة لمواجهته، دعا رئيس بلدية زحلة – معلقة وتعنايل أسعد زغيب، نواب منطقة زحلة والبقاع الغربي، الى إجتماع طارئ في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الثلثاء، مع أصحاب وممثلي المستشفيات الخاصة في زحلة وقضائها، بالإضافة الى رئيس مجلس إدارة مستشفى الياس الهراوي الحكومي، هدف الى تشكيل قوة ضغط نيابية من جهة، تبدد العقبات التي لا تزال تؤخر حتى الآن تجهيز أقسام في المستشفى الحكومي لإستقبال مرضى الكورونا، ومن جهة ثانية الى البحث في كل الإجراءات المطلوبة لتبديد العقبات المالية الحائلة دون تأمين المستلزمات الطبية لهذه المرحلة، بالإضافة الى وضعها خطط المواجهة للمرحلة المقبلة، بالتعاون بين المستشفى الحكومي في زحلة والمستشفيات الخاصة.
حضر الإجتماع رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي، والنواب ميشال ضاهر،جورج عقيص، سليم عون، سيزار معلوف، محمد قرعاوي، إدي دمرجيان، وأنور جمعة، وكانت مداخلة لكل منهم، خلصت الى التوافق على تقديم كل الدعم اللازم لمستشفى الياس الهراوي الحكومي كي يكون جاهزا. وإنتهى الى توافق على تشكيل لجنة لجمع التبرعات، أبدى كل من النائب ميشال ضاهر والنائب عاصم عراجي بالإضافة الى رئيس البلدية إستعدادا للإشراف عليها بالتعاون مع لجنة الأزمة الطبية المنبثقة من المستشفيات الخاصة. وستكون مهمة اللجنة تشكيل صندوق، تجمع فيه التبرعات من أجل تأمين كافة مستلزمات مواجهة مخاطر الإنتشار السريع لفيروس كورونا، مع وضع خطط سريعة لتأمين إستقبال المرضى، في حال تفشي الوباء.
وأوضح رئيس البلدية لاحقا أن كل التبرعات التي تجمع في الصندوق سيعلن عنها، لتأمين الشفافية المطلقة في إنفاق هذه الاموال وفي تحديد الحاجات الإضافية.
رئيس مجلس إدارة المستشفى الحكومي الدكتور نقولا معكرون، شرح من جهته إستعداد المستشفى لإستقبال مرضى كورونا من ضمن الخطة الموضوعة للمرحلة الأولى والتي تتضمن تجهيز 18 سريرا خلال أيام، شارحا في المقابل العقبات التي لا تزال تعترض إطلاق المركز بشكل رسمي، وخصوصا بالنسبة لتأمين جهاز ال pcr المطلوب للتأكد من نتائج الحالات المشتبه بها.
وإثر النقاش الذي أثاره عدم قدرة المسشتفى على تأمين الجهاز، أبدى النائب ميشال ضاهر إستعدادا للتبرع بكلفته فورا، مع إستعداد لتأمينه خلال يومين للمستشفى، وذلك بعد أن جرى التواصل مع وزارة الصحة من قبل النائب عاصم عراجي، وأكدت ليونتها التامة بالنسبة لتلقي المساعدات في هذه الفترة.
وكان زغيب قد إفتتح الإجتماع بالتأكيد على أنه لا يمكننا أن نواجه وباء بسرعة إنتشار "كورونا"، بمثل هذا البطء. وقال "لا يجوز أن يصل الوباء الينا ولا نكون جاهزين"، مشيرا الى أن إقتراحه هو تحويل المستشفى الى مستشفى متخصص بالكورونا، على ان يحول باقي مرضاه الى المستشفيات الخاصة في هذه المرحلة. وأسف زغيب بالتالي لعدم تسلمه لائحة بمستلزمات المستشفى، التي أبدى إستعداد البلدية لتأمين تكلفتها، داعيا النواب الى تشكيل قوة ضغط على وزارة الصحة لتأمين مستلزمات المستشفى بالسرعة المطلوبة.
وبعد عرض من قبل الدكتور معكرون لخطط إستيعاب المستشفى الحكومي في حال تفشي المرض، قدمت ورقة مطالب من قبل لجنة الأزمة الطبية المنبثقة من مستشفيات زحلة الخاصة، وتضمنت رؤيتها حول أن يكون المستشفى الحكومي خط الدفاع الأول في حال إنتشار فيروس كورونا ، فدعت الى تأمين كافة التجهيزات المطلوبة له، مع الأخذ في الإعتبار إمكانية تحويل المستشفى بشكل كامل لإستقبال مرضى الكورونا في المرحلة المقبلة. مبدية إستعدادها في المقابل لتكون بخط الدفاع الثاني، معللة ترويها حاليا بالخوف من نقل العدوى الى مرضى أخرين، والى كونها مثقلة بالديون، ومحتارة بكيفية التعاطي مع أزمة تأمين المستلزمات بالدولار، فضلا عن تضخم حجم مستحقاتها لدى الدولة..
الورقة تضمنت أيضا مطلبا بتجهيز مركز عزل خاص للمرضى أو الذين يشتبه بحالاتهم، الامر الذي شرح زغيب أن بلدية زحلة ستأخذه على عاتقها بعد أن تستكمل كل المعلومات المطلوبة حول كيفية إدارته.
بعد الإجتماع أعطي الكلام لرئيس لجنة الصحة البرلمانية النائب عاصم عراجي، الذي لخص مقررات اللقاء، ودعوته لإجتماعات متكررة من اجل توحيد كل الجهود في مواجهة أي إنتشار محتمل لوباء كورونا، وشدد عراجي على أهمية ملازمة اللبنانيين لمنازلهم حتى لا نصل الى المرحلة الرابعة من إنتشار كورونا. وتحدث عن النتائج الإيجابية التي خرج بها الإجتماع، وأبرزها دعم المستشفى الحكومي ليكون خط الدفاع الاول في منطقة البقاع. وأعلن أن المستشفى سيضم 19 سريرا، 16 منها للعزل، و3 للعناية بمن سيحتاجون الى تجهيزات التنفس الاصطناعي، على أن تتضمن المرحلة الثانية 49 سريرا للعزل و20 سريرا للعناية الفائقة، وإذا اضطرينا سيكون المستشفى كله مركز أساسي في منطقة البقاع الأوسط لمرضى الكورونا.
وشدد على اهمية الجهوزية في المستشفيات الخاصة ليكون الجميع يدا واحدة في مواجهة هذه المرحلة.