رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة ملتقى الفينيق للشباب العربي السيدة رندة عاصي بري حفل تخريج 297 طالبا وطالبة من ثانوية العباسية الرسمية نجحوا في امتحانات الشهادة الرسمية.
حضر الإحتفال الذي أقيم في صالة الملكة- وادي جيلو عضو المكتب السياسية لحركة "امل" محمد غزال، مسؤول إقليم جبل عامل في الحركة علي اسماعيل، مدير الثانوية محمود غزالي، الأب نقولا نخلة، رئيس دائرة التعليم الأساسي هادي زلزلة، رئيس بلدية العباسية خليل الحرشي وفاعليات وحشد من أهالي الطلاب.
وبعد كلمات للطلاب المتخرجين، القى غزالي كلمة قال فيها: "لا يسعني في هذا الحفل المميز إلا أن أكشف حقيقة ثانوية العباسية الرسمية، صرحها رحب الصدر عتق التاريخ، عمقها عميق المنبع عريض العطاء، دافق الحب، منه نستمد الرؤى ونحقق النجاحات، ونشق الطريق، ونسعى من هذه الأبعاد الى الأمام". أضاف: "أردنا نحن أسرة الثانوية ان نطيب عيشنا فطيبناه، أن نحسن أداءنا فحسناه، ان نحول عبء الهم الى انطلاق الهمم فحولناه، إنها الإرادة وليست القدرة وحدها، إنه الإصرار وليس القرار وحده، انها المشاركة الفعالة وليس القائد الفرد وحده، انها الرؤية الحادة وليست الرغبة وحدها، انها الرغبة الجامحة وليست النوايا وحدها، فقط بالحب الدافئ الدافق بالأفئدة وبهذه الشحنة المضيئة حبا وطاقة ننطلق نحو تحقيق الآمال ونيل المبتغى، نرسم الإبتسامة على وجوه الطلاب وعلى محيى الآباء والأمهات، ونجعل عيون الأبناء أكثر بريقا ودموع الأهل أكثر فرحا".
وتوجه الى بري بالقول: "اسمحي لي سيدتي ان أطلق في سماء التعليم الرسمي 298 كوكبا، وشكرا على رعايتك". وختم: "الطلاب الأعزاء، مبارك لكم هذا النجاح. الشهادة التي استلمتم هي جواز سفر لعبور الحياة، وتصبح بلا قيمة إذا لم تقترن بالجد والعمل والإطلاع والأخلاق، نحن أكيدون بأن هذا الوطن سيزهو بكم وسيعمر بعطائكم".
بري
ثم ألقت بري كلمة جاء فيها: "في حضرة الأمل المنشود قدرا عله جباه أمنت بالعلم ولم تيأس، وأمام عيون اختزلت في طياتها شقاء أيام وليال ولم ترهقها عوائق من هنا وهناك، وأمام إرادة لم تكسرها تخلف الدولة عن وضع سياسات لتلقف هذه القامات لوضع بصمتها في مسيرة بناء الوطن والإنسان. لهؤلاء النجوم الكواكب التي نكرمها اليوم لنطلقها علامة مضيئة في مساحات الوطن التي تنتظر زرعا طيبا يثمر غدا افضل. لهؤلاء الباقة من الفرسان ولذويهم الذين نرى في عيونهم فرحة لا تعكرها دمعة أمل ذرفت رغما عنهم، وهم يراقبون فلذات أكبادهم يسلكون الخطوات الأولى لدخول معترك الجامعة التي تعتبر الركيزة الأولى لبناء شخصية قيادية مؤثرة، من دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري ومني شخصيا ألف تحية وهنيئا لكم هذا التخرج.
اسمحوا لي بداية بالتوجه بالشكر لمدير ثانوية العباسية وأفراد الهيئتين التعليمية والإدارية ولجان الأهل، على منحي شرف أن أقف بينكم في هذه البلدة العزيزة من الجنوب لتخريج الطلاب الناجحين في الإمتحانات الرسمية دفعة الوحدة الوطنية والعيش المشترك، هذه الدفعة التي نأمل أن تكون لبنة أساسية لقيامة الوطن.
ان حماية الوطن التي لم تتحقق إلا من خلال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي أثبتت جدواها وفرضت نفسها بالرغم من بعض الضجيج المنفصل عن الواقع أحيانا. هناك ثلاثية أخرى توزايها أهمية لقيامة الوطن وهي ثلاثية تقوم على التنمية، التعليم والتربية على القيم، ومن خلال هذه الأركان الثلاثة ننطلق للتأكيد على بعض الأمور التالية:
في التنمية: إذا كانت التنمية من المفردات التي يصعب تحجيمها بمفردات لغوية بأبعادها المختلفة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، فإنها أضحت اسلوبا منشودا لتحقيق النهوض الحضاري ومعيارا للمقارنة بين الأمم والدول والمجتمعات المختلفة. وعليه يجب أن تتبنى الدولة استراتيجية عشرية تكون من أهدافها بناء إدارة جديدة للاستفادة من الموارد الطبيعية وصيانتها، وكذلك توجيه التغيرات التكنولوجية والمؤسسية بطريقة تضمن تلبية الإحتياجات البشرية للأجيال الحالية والقادمة بصورة مستمرة، فهذه التنمية المستدامة يجب أن تنطلق من المحافظة على الأراضي والمياه والثروات الحيوانية والنفطية.
في التعليم: العمل على تفعيل النظام التعليمي والإرتقاء به الى مستوى يواكب تطورات العصر الرقمي وطرائق التدريس الحديثة وبما يعد جبلا متفكرا مبدعا خلاقا لحل مشكلاته ذاتيا، ويؤهله للمنافسة في سوق العمل من خلال التجريب العملي إضافة للنظري، وربط المنهج التعليمي بالبيئة واستدامتها، وبحقوق المرأة والطفل وذوي الإحتياجات الخاصة، حينها نضع حدا لإهدار إمكانياتنا وننجح في إعادة بناء إنساننا على أسس واضحة تقوم على المواطنة الحقيقية والإنتماء للأرض والهوية لا للطائفة والمذهب، وعندها فقط سوف تؤدي العملية التعليمية رسالتها في بناء مجتمع متقدم ومزدهر.
في التربية على القيم: هي حصيلة مجموعة من الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية، التعليمية وغير التعليمية (الأسرة)، فهذه القيم لا يمكن غرسها بشكل كل داخل الكتب والمقررات، بل تعتمد بالأساس على الممارسات والتطبيقات التي تتم داخل المؤسسة التربوية وخارجها.وعليه يجب التأكيد على ان التربية على القيم هي عملية مستمرة، بحيث ينبغي العمل بشكل دائم على تكوين الفرد وتنمية وعيه بنظام حقوقه وواجباته، وترسيخ سلوكه وتطوير مستوى مشاركته في دينامية المجتمع الذي ينتمي اليه. فالمسؤولية تبدأ مع الأسرة حيث تتبلور شخصية الفرد ليصبح قادرا على التفاعل في المحيط الاجتماعي والانضباط بضوابطه، كما تعمل الأسرة أيضا على تنشئة الفرد على جوهر القيم والمعتقدات. نحن على مرمى أيام قليلة من ذكرى تغييب الامام القائد السيد موسى الصدر ورفيقيه، امام أثمر زرعا ووطنا يعتز بجيشه ومقاومته اللذين يخوضان اليوم على حدود الوطن معركة العلم والحق ضد الباطل، والاعتراف بالآخر والعيش المشترك ضد الانغلاق والانعزال والرجعية. أجدد شكري لادارة الثانوية وافراد هيئتها التعليمية لمنحي ذهه الثقة الكبيرة لرعاية هذا الاحتفال، وأجدد التهنئة لهذه الباقة المضيئة من شبابنا، على أمل اللقاء بكم في رحاب الوطن".
ثم وزعت الشهادات على المتخرجين وقدمت لبري درعا تذكارية.
أخبار الوكالة الوطنية للاعلام