استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال المهندس جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء: "من واجبنا تقديم المعايدة إلى سيدنا البطريرك بعيدي الميلاد ورأس السنة، وهذا عرف نحن نتمسك به، ومن المؤكد أننا هنا اليوم للاستماع الى نصائحه وأفكاره. وبدورنا، أطلعناه على رأينا حول قضايا وطنية عدة، على رأسها موضوع تأليف الحكومة الذي هو من أولى اهتماماتنا".
أضاف: "أنتم تعلمون نحن كنيسة وديانة الامل والرجاء، ونحن لا نعترف باليأس، وسنظل نرى الامل سواء من نافذة او من طاقة او من اي ثقب يظهر منه النور سوف نستمد منه النور والطاقة والامل، ولن نستسلم لليأس ولا للقدر المحتوم بالفشل. ولذلك، سنظل نعمل في كل القضايا الوطنية وفي موضوع الحكومة تحديدا للوصول الى نتيجة، ولن نقبل بالفشل. وأخيرا، النجاح يكون لكل اللبنانيين، فليس من فريق يؤلف الحكومة، هناك من يقدم اقتراحات. وكما قلنا لدينا الكثير من الافكار والحلول لنقدمها، ولكننا لسنا من يصنع الحل. الحل يصنعه من يوافق عليه وفي اطار الدور الذي يلعبونه سواء من ناحية اخراجه او اقتراحه او الموافقة عليه فيكونون شركاء في هذا الحل".
وتابع: "إن حكومة الوحدة الوطنية هي صنيعة كل الاطراف المشاركة فيها، فنحن لسنا في سباق لإيجاد الحل او صنع المبادرات، ولسنا في سباق سياسي آخر لربط هذا الإستحقاق باي استحقاق آخر. هذا الإستحقاق مرتبط فقط بتأليف حكومة عليها ان تكون منتجة وفاعلة لتقدم نتائج إلى اللبنانيين، وربط موضوع تشكيلها بأي أمر آخر غير مفيد، لأن الأهم في تشكيل الحكومة هو ماذا ينتظر الناس منها".
وأردف: "أفهم أن في كل استحقاق سياسي ودستوري، الناس يودون تثبيت حقهم ودورههم. أنا أعرف أن هناك معادلات جديدة بعد قانون الإنتخاب، لكن ما لا يمكننا فهمه هو ان تكون اليوم هذه لحظة تسجيل مكتسبات سياسية معينة او تغيير في النظام، لا اعتقد ان هذا هو الوقت لا من ناحية التوقيت ولا من ناحية المناسبة السياسية. إذا، الأفكار كثيرة، والمهم ان تكون النوايا جيدة".
وقال: "أجدد قولي، وهنا لا أتمنى، وإنما أستند الى واقع حقيقي، وهو أنه لا يمكن رفض كل هذه الافكار، ولا يمكن رفض كل هذه الحلول القائمة على المعايير وعدالة التمثيل وأيضا قائمة على فكرة اساسية وهي ان الربح للجميع. وإن كانت هناك من خسارة فهي موزعة على الجميع، وأي تنازل هو ايضا موزع على الجميع وليس على طرف واحد فقط، في وقت هناك الكثير من الافكار التي لا يخرج احد بها بخسارة، وبها نحترم معايير التمثيل والعدالة، المهم ألا نؤلف حكومة قائمة على زغل ونكد سياسي لا تتمكن من الإنتاج".
أضاف: "لقد بات معروفا أنني قدمت وفكرت واقترحت 5 أفكار جديدة وكلها قائمة على هذه المبادئ. طبعا، نحن نقوم بالإتصالات اللازمة، بعيدا عن الإعلام، ونحن بانتظار الأجوبة اللازمة لكي نتمكن من الوصول الى نتيجة، وكلي امل بالوصول الى نتيجة".
وتابع: "لبنان امام استحقاق، وهو القمة التنموية العربية على ارضه، والأفضل له ولصورته وضع هذا الهدف امامنا لاستقبال ضيوفنا بحكومة وحدة وطنية لأننا نملك افكارا يمكننا تقديمها مرتبطة بالوضع العربي والوضع في سوريا وبورشة اعادة الإعمار في سوريا، فليس من الطبيعي ان يدفع لبنان 8 سنوات ثمن الأزمة في سوريا، وايضا ان يدفع ثمن الإعمار في سوريا بدل ان يكون شريكا في الإعمار كما كان شريكا في الإنتصار على الإرهاب وقدم الكثير في هذه المسألة. كذلك عليه ان يكون شريكا في النهوض الإقتصادي والعمراني، وهذا دور اللبنانيين في الدول البعيدة في افريقيا واميركا، فكيف مع دولة جارة كسوريا. استعدادنا واجب في هذا الموضوع ان تكون لدينا حكومة تقوم بالأمر".
وردا على سؤال عن رأيه في "أن "حزب الله هو من يؤخر تشكيل الحكومة بهدف منع اعطاء رئيس الجمهورية الثلث المعطل"، قال: " كلا، اعتقد ان حزب الله عبر عن رأيه مباشرة وكذلك السيد حسن نصرالله في الإعلام، وكرره مسؤولون ايضا، وسمعنا تأكيدات والصيغ التي يوافق عليها حزب الله بشكل واضح تؤكد ان ما من مشكلة لديه بالنسبة إلى هذا الموضوع المختلق ايضا. كذلك مختلق هو القول إن استحقاق تأليف الحكومة مرتبط بالانتخابات الرئاسية بعد 4 سنوات. من المعيب ربط هذا الأمر بهذا الشكل احتراما لذكاء اللبنانيين. نحن نتحمل، ولكن تصوروا أن احدا يعرقل نفسه ونود اقناع الناس بأننا نعرقل المبادرات التي نقوم بها والأفكار التي نطرحها. الحكومة من الطبيعي ان نكون مستعجلين عليها. أعتقد أن هذا اتهام، وموافقتهم على أفكار عدة طرحناها تؤكد أن ما من مشكلة لديهم في هذا الشق، الذي نؤكد انه ليس الهدف، وانما هو نتيجة حصة لرئيس الجمهورية، وهو حق وحصة لتكتل لبنان القوي، وهو حق لا بل اقل من حقنا، ونحن قبلنا وتنازلنا، وهذه هي النتيجة".
وعن ربط الوزير المشنوق موضوع تأليف الحكومة بمعركة رئاسة الجمهورية قال باسيل: "في الحقيقة انا اضحك. اذا فشل هذا العهد تعتقد انه سيبقى هناك رئاسة تليق بنا. الهدف اليوم هو نجاح العهد والعهد هو رئيس جمهورية وحكومة ومجلس نواب ومؤسسات والدولة، اي كلنا هل من احد يفشل نفسه؟ القليل من المنطق بين بعضنا البعض. لا نغش بعضنا، اليوم يوجد وللاسف مناطحة سياسية ابعد من تأليف الحكومة. من المؤكد بالنسبة لنا انها غير مرتبطة بالإنتخابات الرئاسية لانه عندنا رئيس نفتخر به وهو استثنائي ولن يتكرر وعلينا الإستفادة في هذه السنوات الست لتحقيق اكبر قدر للبنان وللبنانيين. ولكن اذا كان هنالك من لديه غير هذا المشروع ويود ان يلقيه على غيره من حقه ان يكون عنده هذا التفكير ولكن لا يرميه على غيره. المشكلة الأساسية مرتبطة بتأليف الحكومة، هذه الحكومة لا تنتخب الرئيس وانما تقيم انتخابات نيابية وبعدها تكون انتخابات رئاسة الجمهورية، فلنبق في حد ادنى من المنطق ومن تسلسل الأمور. قانون الإنتخاب الماضي وضع على اساس رئاسة الجمهورية بعد 6 سنوات ولكن هناك عملية تأليف حكومة على اسس وقواعد، برأينا لتأليف حكومة وحدة وطنية علينا احترام التمثيل الذي ظهر بعد الإنتخابات على اساس القانون النسبي هذه هي كل المشكلة فليحترمها الجميع، عندها تتألف الحكومة بدقيقتين".
وعن تحمل لبنان تبعات دعوة الرئيس بشار الأسد او عدم دعوته لحضور القمة الإقتصادية في لبنان اوضح باسيل: "اعتقد اننا نقوم منذ زمن بكل ما يلزم نتيجة لقناعاتنا ومواقفنا وما حصل في سوريا هو انه يجب ان تكون في قلب الحضن العربي والجامعة العربية ووضعها ان تكون خارج الجامعة هو غير سليم. لبنان لا يوجه الدعوة وانما يمكنه المبادرة والعمل لكي تكون سوريا في الجامعة العربية قد يكون متفرجا او رافضا او مبادرا".
وقال: "رأينا كفريق سياسي وكخارجية لبنانية معروف نحن لم نقطع العلاقة مع سوريا، عندنا سفارة في الشام ولسوريا سفارة في لبنان وهناك علاقة ديبلوماسية بين البلدين ووضعنا سليم معها ومع صدور قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لبنان كان من الرافضين للقرار. ومصلحة لبنان تهمني. وبرأيي مصلحة لبنان بغض النظر عن اي امر آخر هي ان تكون سوريا في جامعة الدول العربية وان تكون علاقات لبنان المميزة مع سوريا قائمة لأنه بموجب هذه العلاقات المميزة تحمل لبنان الكثير من تبعات الحرب في سوريا من باب الأخوة والجيرة واليوم من الطبيعي ان يشارك لبنان في نهوض سوريا وليس ان يقاصص او ان يقاصص نفسه".
وردا على سؤال حول مشكلة تأليف الحكومة: "يورد الإعلام الكثير من الأخبار غير الصحيحة واليوم اردنا معايدة غبطته والتوضيح ان الأمل الذي نعطيه يستند الى عمل نقوم به علينا جميعنا ان نتشارك بهذا العمل فهو ليس من مسؤوليتنا وحدنا نحن نبادر عندما يطلب منا المبادرة ونعمل عندما يطلب منا العمل لا نود اخذ مكان احد، على العكس نتمنى ان يأتي الحل وعلينا الموافقة على ما يتعلق بنا وانما اذا اردنا المساعدة والتحرك بطلب وتكليف من اكثر من فريق نقوم بهذا الأمر".
وعن تحديد المشكلة ومن هو المعرقل اكد باسيل: "انا لا اتهم احدا وليس من الضروري ان يكون هناك احد يعرقل. فالبحث ايضا عن ثقافة العرقلة وان هناك فريقا واحدا مرتبطا بأحد من الخارج هو عرقلة. يمكننا القول ان نظامنا وتركيبتنا للاسف صعبة ومعقدة ولاول مرة نؤلف حكومة بعد انتخابات نيابية وفق قانون النسبية. هناك وضع جديد لم يعتد الناس عليه سواء لناحية الاحجام الكبيرة او الصغيرة ونتيجة لهذا الواقع السياسي الجديد على الناس ان تضع نفسها في هذا الإطار ضمن حكومة وحدة وطنية كبيرة ام صغيرة النتيجة هي نفسها. الكبر بالنسبة للعدد ليس مرغوبا وبقدر ما تصغر الحكومة بقدر ما يكون الامر افضل ولكن كبر الحكومة يكون لتتسع للناس اكثر وفق معيار العدالة التمثيلية فقط. كل القصة انها يجب ان تتسع لكل الناس ضمن هذا الحجم وكل وفق حجمه التمثيلي. وعندما ينفخ احدهم حجمه على حساب غيره عندها تقع المشكلة وبكل بساطة. وكثر هم من توزعوا هذا الدور لذلك تنقلت المشكلة وكان لها عدة اسماء".
وقال: "من يحب السياسة ويود تسميتها تسمية جديدة يمكنه القيام بهذا، ولكن النتيجة ان اللبناني تعب من هذا الوضع ومن حقه القول "قرفتونا" ولا يهمه حجم الحكومة لانه يريد حكومة تعمل وتقدم نتيجة واقتصادا وتعطيه حقوقه، هذا هو حق اللبناني، لذلك تحدثنا مع سيدنا البطريرك ان يكون هناك اختصاصيون يفهمون ملفاتهم وينتجون في وزاراتهم، نريد وضعا استثنائيا وعملا استثنائيا وانتاجية استثنائية وهذا هو التحدي الأصعب في تأليف الحكومة".
وعن تأليف الحكومة قبل القمة الإقتصادية ختم باسيل:"ان شاء الله خير".
زوار
وكان الراعي استقبل ممثلي الدوائر البطريركية برئاسة المطران رفيق الورشا حيث تم عرض لأبرز النشاطات التي تقوم بها هذه الدوائر في مختلف القطاعات الإجتماعية. واثنى الراعي على "الجهود التي يبذلونها في سبيل تقديم المساعدة والتوعية للعائلات وللشباب وللمرأة كل بحب دائرته"، متمنيا لهم "التوفيق في مهامهم المرتكزة على مبادئ وتعاليم الكنيسة".
كما التقى مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن انطوان منصور ورئيس فرع مخابرات جبل لبنان العميد الركن كليمان سعد، في زيارة تهنئة بالأعياد.