التبويبات الأساسية

أجرى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل محادثات في صوفيا مع كل من الرئيس البلغاري رومن رادف ورئيسة مجلس النواب تستسا كارايانشفا ووزيرة الخارجية كاترينا زاكاريفا. وتركزت اللقاءات على الملفات السياسية والاقتصادية بين اوروبا ولبنان والشرق الاوسط عموما، بالاضافة الى العلاقات الثنائية بأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية، عشية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس البلغاري للبنان.

أما ملف النازحين السوريين، فكان الموضوع الأبرز في محادثات باسيل مع كبار المسؤولين في الدولة البلغارية، وخصص له اجتماع بين باسيل ونظيرته البلغارية التي أبلغته تأييدها للموقف اللبناني القائم على أن حل ازمة النازحين يكون فقط بتأمين العودة الآمنة والكريمة لهم الى بلادهم.

وفي ما يتعلق بتطوير التبادل التجاري، جرى الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لتحديد سبل تطويرها وتنوعها، إذ إن بلغاريا تقدم فرصا كبيرة في مجالات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا، ولاسيما أن الاستثمارات اللبنانية في هذا البلد تتجاوز الـ 400 مليون دولار أميركي، وأبرزها مصانع للأجبان والالبان وزراعة الكرمة وصناعة النبيذ وصناعة الورق. واتفق الجانبان على أن بلغاريا تشكل بوابة لتصدير المنتجات اللبنانية الى أوروبا، فيما يشكل لبنان بوابة لتصدير المنتجات البلغارية الى دول الشرق الاوسط.
وتم الاتفاق أيضا على إقامة خط طيران دائم ومباشر بين بيروت وصوفيا, وعلى تخفيف الإجراءات لحاملي جوازات السفر اللبنانية الخاصة من أجل الدخول بطريقة أسهل الى صوفيا والعمل على تشكيل لجنة وزارية وأخرى من رجال الاعمال. وسيتم تخصيص يوم لبناني في صوفيا لعرض المنتجات الزراعية والغذائية. وتم الإتفاق على إعادة العمل بتخصيص منح للطلاب اللبنانيين ليدرسوا في بلغاريا، والتوقيع في حينه على اتفاق حول التبادل الثقافي والتربوي والتبادل الزراعي.

وردا على سؤال عن مصير شبعا وكفرشوبا بعد اعتراف واشنطن بحق إسرائيل في ضم الجولان، كان لافتا قول باسيل: "هذه الأرض لبنانية، وأثبت شعبنا قدرته على تثبيت حقوقه، ولن يكون للإحتلال مكان على أرضنا".

وتم الإتفاق على إعادة العمل بالتشاور السياسي المتوقف منذ العام 1996.

وحول زيارته لسوريا قال باسيل: "تتم في الوقت المناسب ووفقا لمصالح لبنان وبما يؤدي الى فتح شرايين الحياة للإقتصاد اللبناني عبر سوريا".

أما الرئيس البلغاري فوصف دور لبنان في الشرق الأوسط بأنه "عامل استقرار"، مثنيا على "الديبلوماسية البناءة التي ينتهجها لبنان وعلى مكانته المميزة كدولة تحفظ التنوع والعيش معا".

وتوجه الى باسيل: "أنا سعيد بزيارة لبنان بعد أيام، والأهم هو أن نفعل الحوار السياسي ونطور اهدافا مشتركة ونرى شبابا من لبنان وبلغاريا يدرسون ويعيشون ويعملون معا".
وأجابه باسيل: "بيننا مسائل كثيرة مشتركة لم نستثمرها، بما فيه الكفاية، وحان الوقت لذلك في الاقتصاد والسياحة والثقافة".

وأضاف: "أنتم تقدمون الفرص للإستثمار ونحن نقدم الخدمات العالية الجودة في الطب والهندسة والقانون والمصارف. نحن شعب ينتشر في أنحاء الارض فنحمل الى شعوب العالم حلولا لا مشاكل، وأطلب اليكم ان تشجعوا مواطنيكم على اكتشاف لبنان. سنكون بوابتكم الى الشرق مثلما تريدون ان تكونوا بوابتنا الى الغرب".

وكان الرئيس البلغاري حاسما في تأييد موقف باسيل من موضوع النازحين، منتقدا "التقصير الاوروبي في هذا المجال كما في معالجة مشاكل الشرق الاوسط، سواء لتثبيت الاستقرار أو لتنمية الاقتصاد في دوله".

وقال: "إن الهجرة لا تحل مشاكل الدول التي يهاجر شبابها، بل ان التنمية هي الحل".
فرد باسيل: "نحب ان تكون اوروبا حاضرة في صياغة الحلول السلمية وإعادة الاعمار وان تدعم الذين يكافحون الارهاب والتطرف مثل لبنان الذي نجح في أن يكون مختبر حوار وعيش مشترك".

أما رئيسة مجلس النواب فتناولت موضوع التعاون البرلماني، وأبدت رغبتها في زيارة لبنان وتفعيل لجنة الصداقة البرلمانية بين البلدين.

وعلى جدول زيارة باسيل اجتماع مع غرف التجارة والصناعة والزراعة لتفعيل التبادل بين البلدين، كما سيكون له لقاء مع الجالية اللبنانية التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من ألفي نسمة، وهي ناشطة جدا في المجالات الصناعية والزراعية والخدمات في بلغاريا.

صورة editor2

editor2