التبويبات الأساسية

شهدت كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة على سيامة الإيبوذياكون ايليّا حوزف عون شماساً انجيلياً على مذابح ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، بوضع يد صاحب السيادة راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش الجزيل الوقار، خلال قداس احتفالي عشية عيد البشارة، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الأرشمندريت ايلي نمّور، والآباء جوني بو زغيب واليان ابو شعر، وخدمت القداس جوقة القديس يوحنا الذهبي الفم بقيادة اسعد بشارة ومشاركة المرنم الأول جورج رياشي.
حضر القداس جمهور قليل من المؤمنين والكهنة والرهبان والراهبات وعائلة الشماس المرتسم.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة هنأ فيها الشماس الجديد شارحاً أهمية البشارة في حياتنا ومما قال :
"أتوجه اليكم بعيد البشارة بمحبة وفرح، بتحية السلام، هذه التحيةُ التي وجهها الملاك لمريم العذراء، وقد بشرها من خلالها بولادة الله في قلب انسانيتنا، وهي نفس التحية التي وجهها السيد المسيح إلى تلاميذه بعد قيامته لمّا قال لهم السلام لكم.
أتوجه بتحية خاصة لعائلة الشماس ايليا، باتريسيا وابنته جاسينتا ووالديه جوزف ورولا وأشكرهما على هذه التربية الصالحة وتحية خاصة لأخويه ساسين وشربل. الشماس الجديد هو سند روحي لكم ولكن أيضا أنتم سند له في رسالته
أنا وأخوتي الكهنة في الأبرشية سعداء جدا برسامة ايليا شماسا انجيليا. سيصبح ايليا بعد رسامته واحدا من خلفاء الرسل الذين أُقيموا في الكنيسة للخدمة والتبشير."
واضاف " منذ معرفتي بالشماس ايليا، لمست عنده رغبة صادقة وتوق حقيقي لخدمة الرب وخدمة الكنيسة، ولمست عنده، التزاما في كل الأمور التي تطلب منه، وكلمة "نعم" هي دوما في قلبه وعلى لسانه، والتزامه وغيرته على كنيسته وخدمته الجميع بدون استثناء وحبه للصلاة، بالإضافة إلى دعم زوجته له. كلها جعلتنا نقرر بأنه مستحق لهذه النعمة.
أراد ايليا أن تكون رسامته بعيد البشارة لأن العذراء هي أهم مدرسة للكاهن ومنها نتعلّم التواضع، والخدمة والصمت. العذراء مريم، سيدة البشارة، هي ايقونة الكاهن وأيقونة الكنيسة. معها تأسست الكنيسة عندما قالت "نعم" للرب. نحن ايضاً عندما نقول نعم للرب تبدأ مسيرتنا الايمانية."
وتابع سيادته " يلفت إنجيل اليوم انتباهنا أولا للملاك جبرائيل فكلامه يدل على مهمته: إنه رسول من العلى. من أجل ذلك يقول الإنجيلي إن الملاك أرسل من السماء.
بما أن المرسل هو من الله، ننظر باهتمام إلى الشخص المرسل إليه أو المنتفع من هذه الزيارة. لكن الإنجيلي يتحدث أولا عن المدينة: " أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة تسمى الناصرة". لماذا يسلط الضوء على الناصرة، برأي ليس المهم اسم المنطقة بحد ذاتها ولكنه ذكر الناصرة ليبرهن أن ظهور الملاك ليس خرافة أو قصة تحكيها لنا جدتنا لكي ننام، إنما هي حدث تاريخي حقيقي، هو لقاء السماء مع الأرض في مكان معين
ولكن لمن أرسل هذا الملاك؟ يقول الإنجيل: أرسل "إلى عذراء" أي إلى شابة عذراء لم تعرف رجلا كما قالت هي فيما بعد.
كل هذا يتم ليحبس لنا الإنجيلي أنفاسنا لنعرف من هي هذه العذراء وكأني به يريدنا أن نكتشف من هي هذه المحظوظة. أخيرا يبوح الإنجيلي باسمها ويقول: "واسم العذراء مريم"
هذا التقديم الجميل للعذراء مريم المخطوبة لشخص من نسل داود يجعلنا نصغي بشغف لما سيقوله الملاك.
"فدخل الملاك إليها فقال": يمكننا أن نفهم دخل إلى قلبها، إلى أعماقها وهي كانت تصلي في الهيكل. "السلام عليك أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك"
نندهش من هذا السلام، فهي ممتلئة نعمة، إذن هي مواطنة من السماء، الله نفسه يرمي السلام عليها.
تتضح هنا رسالة الملاك فهو يريد أن يُبلّغ قصد الله. أي أن العذراء ستلد ولدا، ليس من لحم ولا من دم، وليس من إرادة بشر (يو1: 13)، "إن الروح القدس يحل بك وقدرة العلي تظللك لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يُدعى". في أعين البشر سيكون هذا المولود ابن يوسف ولكن بنظر المؤمنين الذين ينفتحون على الروح القدس، سيعرفون أن "الكلمة صار بشرا، فسكن بيننا فرأينا مجده، مجد الابن الواحد الذي أتى من لدن الآب، ملؤه النعمة والحق" (يو1: 14). "وكل الذين قبلوه فقد أولاهم أن يصيروا أبناء الله (يو 1: 12)."
وختم المطران درويش عظته بتعنئة الشماس الإنجيلي الجديد وقال " باسمي وباسم جميع أخوتي الكهنة، أهنئك، ايها الشماس ايليا، لأنك اخترت النصيب الصالح، نصيب يسوع المسيح. باسم كل الموجودين أهنئك برسامتك شماسا إنجيليا. وهي بداية مسيرة قداسة وتضحية وبذل الذات، وأهنئ معك من جديد زوجتك وأهلك.
باركك الله وثبت خطواتك في طريق القداسة والبر. أتمنى له خدمة مقدسة. أكسيوس، أنت مستحق بنعمة الله الأب والابن والروح القدس."
وبعد كلام التقديس بدأت رتبة الرسامة فخرج الشماس المزمع أن يرتسم برفقة عرّابه الأب اليان ابو شعر والأرشمندريت ايلي نمّور من الباب الشمالي للهيكل متوجهين الى وسط الكنيسة، حيث قدّم الأب ابو شعر الشماس الجديد الى سيادة المطران الذي كان جالساً على كرسي امام الهيكل. وبعد ان قبّل الشماس زوايا المذبح ثلاث مرات، جثا على ركبتيه امام المذبح حيث وضع المطران درويش يده عليه وتلا الصلاة الخاصة برسامة الشمامسة، ومن ثم البسه بدلة الشموسية وسط تصفيق الحضور
وبعد القداس تقبل الشماس الجديد وعائلته التهاني في الكاتدرائية.

صورة editor3

editor3