التبويبات الأساسية

هنأ رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد الشعب الإيراني وجميع أحرار العالم بالاحتفالية الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، معتبرا أن "جوهر الانتصار الذي حصل في هذه الثورة هو انتصار القيم".

كلام السيد جاء خلال رعايته ملتقى القيم الانسانية في الاديان السماوية الذي نظمته هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية في "حزب الله" وجمعية مراكز الامام الخميني بالتعاون مع بلدية الغبيري، في اجواء الاحتفالية الاربعين لانتصار الجمهورية الاسلامية في ايران.

وحضر الملتقى نائب سفير الجمهورية الاسلامية في ايران السيد احمد الحسيني المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية محمد مهدي شريعتمدار الوزير السابق طراد حمادة، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، رئيس جامعة المعارف البروفيسور علي علاء الدين، رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام، رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي نزيه جباوي ووفد من المكتب التربوي للتيار الوطني الحر ضم الدكتور فؤاد نخلة والدكتور جهاد عبود والدكتورة ندى الطويل، مسؤول التعبئة التربوية يوسف مرعي، ممثلي رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عاطف الموسوي وعلاء غيث، ممثل جامعة العلوم والاداب اللبنانية (usal) وممثل الجامعة اللبنانية الدولية (liu) الدكتور حسان خشفة ووفد من جامعة الجنان وآخر من المكتب التربوي الاسلامي برئاسة ناصر الظنط، ممثل مركز الابحاث والدراسات التربوية الدكتور يوسف ابو خليل، رئيسة مركز سكن للارشاد الاسري السيدة اميرة برغل، ممثل بلدية حارة حريك المهندس علي الحركة وحشد من الدكاترة اعضاء الفرق البحثية الخاصة بالمؤتمر الثقافي وعدد كبير من اساتذة الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة ومهتمين بالشأنين التربوي والثقافي.

الافتتاح
بداية الملتقى تلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني وقدم للملتقى الدكتور يوسف زلغوط فرأى "اننا نعيش في ظروف تتلاشى فيها القيم، لذلك كانت أهمية تسليط الضوء على المخاطر التي تتهدد القيم الإنسانية، وخير معيار لذلك ما تختزنه الأديان السماوية".

كلمة الجهات المنظمة
والقى عضو اللجنة البحثية في العلوم الاجتماعية الدكتور غسان طه كلمة الجهات المنظمة فرأى "ان من بين هذه التحديات التي تواجهها منظومة القيم، هي تحديات العولمة التي أثرت في خلق هويات جديدة جراء انضغاط الزمان والمكان بفعل التطور السريع لنظام الاتصالات، وخلق تاثيرات ثقافية جديدة. فهل ان الناس لم تعد هوياتهم محددة طبقا للقيم التي نشأوا عليها ؟ أم ان ثمة هويات هجينة تنشأ بفعل صناعة الثقافة التي تتمحور حول قيم الترفيه واستهلاك الرسائل السريعة؟"

وتساءل عما اذا كان المستهلك لانشطة وسائل الاتصال هو متلق سلبي لمنهجيات قيمية وثقافية سهلة المنال، وفيها من المتعة ما يعطل القدرة النقدية ويعمل على تسطيح العقل البشري؟
اما حول دور التعليم العالي في تعزيز القيم الإنسانية، فاعتبر انه "يعكس نظرة التعليم إلى القيم الإنسانية باعتبارها ظاهرة من ظواهر الوعي، ووعي هذه الظاهرة يشكل ميدانا معرفيا تجري مقاربته في ميادين علمية متنوعة ، ولكن الاشكالية التي تطرح في هذا المجال: هل ان تعزيز القيم من موقعية التعليم العالي يجب أن تتم وفق مخاطبة العقل المجرد الذي يقطع مع التاريخ والدين؟ ام من خلال العقل المسلح بالايديولوجيا. وبحسب مقتضبات العقل العلمي المجرد، فالقيم لا تقودها العاطفة الانفعالية، من جهة اخرى فما الذي يبرر وجود قيم مصحوبة بشحنات عاطفية تعطي القيم صفة الوجوب، حتى ولو كانت قيم سالبه ويصعب للعقل الدفاع عنها؟".

امين السيد
وهنأ راعي الملتقى امين السيد كلمة هنأ فيها الشعب الإيراني وجميع أحرار العالم، واعتبر أن "جوهر الانتصار الذي حصل في هذه الثورة هو انتصار القيم". وأكد "أن الجمهورية الإسلامية في إيران ما زالت مستمرة في تقديم نموذج القيم لهذا العالم"، مشيرا إلى أن "هدف الأعداء هو استهداف هذه المنظومة القيمية".

ولفت الى "أن القيم هي ما أودع الله لدى الإنسان من اتجاهات نحو الخير واتجاهات نحو الشر، ودور الأديان هو تنمية هذه القيم وتنميتها وتزكيتها". وأوضح أن "القيم هي عملية خروج من مساحة الوحشية في هذا الإنسان نحو مدارج الكمالات لتحقيق الهوية الإنسانية".

ورفض السيد مقولة أن حريتك تنتهي عند حرية الآخر، معتبرا "أن المعادلة الصحيحة هي أن حريتك تنتهي عند حدود حقوق الآخرين، فالتزاحم في الاجتماعي البشري ليس بين حرية وحرية بل بين حق وحق".

الجلسة الاولى
بعدها بدأت اعمال الجلسة الاولى التي ترأسها عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية البروفيسور محمد محسن، فرأى ان "القيم الدينية هي الوازع المرتكز على الإيمان. وهي أكثر فاعلية في تهذيب السلوك والقول والعمل والتفاعل مع الآخرين. وهي لدى النفوس المؤمنة والعقول المضاءة بالحضور الإلهي، دافع، ولدى الكثيرين رادع. وفي الحالتين هي ضرورية لتسويغ الوجود الإنساني في الدنيا، ولرفع القيمة الإنسانية عبر طموحها الكادح إلى ربها. وفعالة في تقويم السلوك ليكتمل الهدف من الوجود". وختم ان "لا معنى لوجود الإنسان، في دنياه، إلا إذا ارتبط بالمعرفة العميقة بالذات الألهية، ولا معرفة بالذات الإلهية إلا بالإيمان وترويض النفس ومجاهدتها، ولا تروض النفوس الا باستحضار القيم الدينية السامية...إنها الطريق إلى الله".

الاباتي ضو
بعدها القى الامين العام للجنة الاسقفية للحوار الاسلامي المسيحي الاباتي انطوان ضو كلمة تحدث فيها عن موقعية الانسان في القيم المسيحية فقال: "ان الفكر اللاهوتي المسيحي والفقه الاسلامي يلتقيان حول القيم الانسانية في المسيحية والاسلام، وهذه القيم يغنيها الاسلام والمسيحية ويعطيانها طابعا روحيا مميزا، فيتكامل المفهوم الانساني والديني وينتج عنه السلام والوئام (...) واضاف: "الانسان يجمع ما بين العالم الروحاني والعالم المادي ووحده الانسان يعرف خالقه ويحبه، ولقد خلق الانسان لهذه الغاية وهذا سبب كرامته، واذا كان الخير البشري من اصل مشترك فهو يؤلف وحدة في التنوع لان جميع البشر هم اخوة على قاعدة التضامن والمحبة وغاية الانسان هي محبة الله واخيه الانسان، والايمان فعل انساني اصيل لا يخالف حرية الانسان ولا عقله ولا ارادته، بل يثبت في الله وهذا ليس فيه مخالفة لكرامة الانسان واحترام كرامة الانسان السامي، لان الانسان غاية الجميع القصوى. جميع الناس خلقهم الله تعالى ومنحهم نفسا عاقلة وهم اصحاب طبيعة واحدة واصل واحد وهم متساوون بالكرامة. ان التضامن الانساني والمحبة الاجتماعية هي من بين الايجابيات الكبرى في حياة الانسان، والكرامة الانسانية مرتبطة بمسألة العدل والعدالة،، وعلينا ان نعير هذا الموضوع كبير اهتمامنا وان نعرف ان الفضائل المسيحية والاسلامية مشتركة فيما بينها، من هنا اعتقد ان القيم الانسانية والمسيحية عليها ان تتكامل فيما بيننا".

ودعا الاباتي ضو في هذه اللحظة المباركة الى ان "نعتبر ان الانسان لا يمكنه ان يعيش خارج الدين، وان الدين هو مكون من مكونات الانسان، لاسيما في هذا الشرق اذا كان العالم الغربي يدعو الى العلمنة وفصل الدين عن الدولة، فهذا غير ممكن عندنا في هذا الشرق (..) علينا ان نستنير بانوار القرآن والانجيل، وان نرجع الى الينابيع الاسلامية والمسيحية. وعلى اللاهوت المسيحي والفقه الاسلامي ان يتعاونا لتقديم لغة جديدة وحضارة جديدة تتميز بالشركة في المحبة، نحن كلنا اخوة على تنوعنا شركة في المحبة ووحدة في التنوع. ليس المطلوب الغاء المسيحية او الاسلام يجب ان تجمعنا الشركة في المحبة ووحدتنا في التنوع على صعيد العائلة او المجتمع او الوطن او العالم" .

الشيخ جابر
ثم تحدث الشيخ الدكتور علي جابر عن القيم الانسانية في البناء المعرفي الاسلامي ـ الامام الخميني نموذجا فقال: "ان الاثر الاهم لهذه الثورة الاسلامية انها من زاوية منظومة القيم التي دعت اليها، اعادت الدين الى ساحة الفكر والشعور والحياة وان الامام الخميني الشخصية الفذة الاستثنائية التي قلما تتكرر في المسار الانساني، قد طبع الثورة لانه جمع بين الفقاهة والاجتهاد والفلسفة والعرفان والشخصية القيادية التي جذبت الكثيرين في العالم وتركت تأثيرها على مختلف الشعوب(...)".

عتريسي
وتحدث المستشار العلمي لجامعة المعارف البروفيسور طلال عتريسي عن القيم الدينية والقيم الوضعية، فرأى ان "مشكلة القيم الوضعية انها فقدت نقطة الارتكاز المرجعية. هل هي العقل والتجربة المعاشة، وما يريده المجتمع، وما تقرره مصالح الدولة؟ ومثل هذه القيم سوف تتبدل بين زمن وزمن. ام ان هذه النقطة المرجعية المركزية هي القيم الدينية الاخلاقية الثابتة التي ترتبط بدور الانسان فبهذه الحياة وبمعنى وجوده، فهناك فرق كبير على سبيل المثال بين اعتبار الصحة النفسية هي تحقيق للرغبات وبين اعتبارها على العكس من ذلك هي القدرة على السيطرة على تلك الرغبات، هنا تختلف قيمة الرغبة بين تحققها وبين السيطرة عليها".

واعتبر عتريسي "أن القيم الدينية هي قيم تصاعدية تريد أن تسمو بالإنسان نحو الخالق سبحانه وتعالى. في حين أن القيم الوضعية هي إما قيم أفقية نحو المجتمع، وإما داخلية نحو الذات. ما يعني أنها لا تبحث عن المطلق المتعالي غيبيا باعتباره هدفا. وهذا يفسر بالنسبة الينا كيف تبرر القيم الوضعية الحروب التي تشنها الدول الغربية على الأمم والشعوب الأخرى، (من أجل التمدين، ونشر الديمقراطية كقيم إنسانية) بحيث يمكن للطائرات الأميركية أن ترمي المساعدات والحصص الغذائية الى الشعب الأفغاني (مساعدة انسانية)، وترمي هذه الطائرات نفسها الصواريخ التي تقتل المدنيين في الوقت نفسه!"

واضاف: "إن القلق على القيم اليوم هو من الدول الكبرى الغربية التي تقدم نفسها حامية للقيم على المستوى العالمي (حقوق الإنسان، الحريات، السلام العالمي، الديمقراطية...) وتسمي نفسها المجتمع الدولي. وهي تقدم نفسها على أنها تسهر على العالم لحمايته (قيمة أخلاقية) في حين أنها في الواقع لا تعمل سوى على تدمير هذا العالم من خلال تدمير البيئة، وتعظيم الإستهلاك، واستخدام القوة في التعامل مع الشعوب الأخرى لإخضاعها وكسر كرامتها".

ورأى ان "ما يكتب عن ازمة الحضارة الغربية، وعن افول الغرب، هو تأكيد على الطريق المسدود الذي وصلت اليه القيم في تجربة تلك الحضارة الحديثة".

الجلسة الثانية
وترأس عضو مجلس الجامعة اللبنانية الدكتور حسين رحال الجلسة الثانية للملتقى وقال: "علينا ان ننطلق من مسألتين معرفيتين اذا كان ثمة قيم انسانية فكيف يمكن لها ان تنعكس في العقيدة الدينية، الامر الاخر هو كيف يمكن لدين يعتبر نفسه الدجين القيم والقويم الذي يملك الحقيقة ان يعترف بحقيقة عند غيره من الاديان.
اذا كان هذا الدين صاحب الحقيقة المطلقة وان اتباعه هم الذين يسيرون على الصراط المستقيم فاين يأخذهم هذا الصراط في الدنيا والاخرة، وهذه تطرح مسألة النجاة للاديان الاخرى، هل يعتبر اي دين من اتباع الاديان ممكن ان ينجو في الاخرة نعم ام لا".

الشامي
ثم اعطى الكلمة الاولى للاعلامي والباحث الاستاذ غسان الشامي الذي تحدث عن القيم الدينية بين العولمة والاعلام الثقافيين فقال: "في عالمنا العربي انقضت علينا العولمة فهدمت البناء المتصدع أصلا وزلزلت الحجر، ولأننا توقفنا عن الإنتاج منذ ألف عام أخذنا الإعلام من أطرافه السفلية، وبدل أن نستغله لتعميم المعرفة والثقافة والانتماء الواحد والمواطنية الحقة، دخلنا في لعبة أرادها لنا الأعداء واستنقعنا بها، أما الذين حاولوا استغلال العولمة في شقها المرئي من الجهات المتسترة بالدين فقد استعملوا رجال الدين كطعم للفرقة والتنابذ والدليل وجود حوالي 140 محطة تلفزيونية إسلامية و9 محطات مسيحية تكر، بأغلبيتها الساحقة، على عقول المشاهدين العرب بأسلحة قروسطية ناشرة التلفيق والتجهيل، من دون أن تغوص في تقديم المداميك التي تستند إليها الثقافة الدينية الإسلامية أو المسيحية، بحيث تحولت بعض هذه القنوات إلى وسائل لتعميم القتل والذبح".

واضاف: "نحن أمام واقع موجع، لأنه في الثقافة الدينية يجب أن نستحضر ما يجمع ونبني عليه وأن نحيي إرث المحبة والتسامح على قاعدة "كلمة سواء"، وإذا كان النبي العربي قال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فما بال الكثيرين ممن يقولون إنهم اهتدوا بهديه يزورون عن مكارم الأخلاق ، وما بال الكثيرين ممن آمنوا مع المسيح بأن المحبة هي أم الفضائل يعممون ثقافة الكراهية؟".

يكن
وعن القيم الانسانية الدينية: اشكالية التنظير والتطبيق، تحدث رئيس مجلس الامناء في جامعة الجنان الدكتور سالم فتحي يكن فقدم ملخصا تاريخيا "للمنظومة الغربية المنتجة للافكار والسلع والازمات"، معتبرا ان "المقاومة التي حققت إنجازات ميدانية، لم يصاحبها التنظير الوافي والمطلوب، كهامش إقتدار ذاتي وكإحتراب هادف لا عبثي ، وهي جزء من أجندة وطنية ومشروع إقليمي للتحرر والإنعتاق من الإستعمار، وهي القيمة الإنسانية الوحيدة التي أجبرنا العالم على الإعتراف لنا بها في كل الساحات وبمحطتها التاريخية بعيد عدوان 2006 ، وهم يسعون ومنذ ذلك التاريخ الى نفي الطابع القيمي عنها مجندين كل أدواتهم البشرية وسواها".

واشار يكن الى "تحد حقيقي يواجهنا هو تقديم المنظومة القيمية الدينية في هذا العصر عبر تأمين سيولة تفاعل متبادل بين الآليات والأزمات، فجمود الآليات سيقابله جمود الأزمات والنتيجة المزيد من التخلف والتقهقر والتوحش غالبا ".

كما دعا الى "إنتاج فكري جديد قائم على لغة جديدة يتسم بصفتي القلة مع التكثيف، واتساق مع قول الله عز وجل: "سيروا في الأرض فإنظروا .." أي أن المطلوب هو إدامة النظر والتأمل والتدبر وليس رسوخ الصور والإستنتاجات". من غير قطع مع الماضي وعلى قاعدة ابقاء باب الاجتهاد والتجديد مفتوحين".

ودعا الى "التمثل بتجربة إسلامية معاصرة عرفت التجديد في مجال الفكر الديني والكشف في المجال العلمي، وهي أنموذج الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المجال. فالتحديث اللافت في مجال الفكر السياسي قيد لنظامه السياسي أن يجيب، ضمن الظروف الإقليمية والدولية المحيطة، على التحديات ويكون الأكثر تعبيرا عن إرادة شعبه بقرينة العجز عن إسقاطه لا بل إسقاطه هو كل المؤمرات التي حيكت ضده، دون أن ننسى أنه أطلق وخلق المجالات لطاقات شعبه العلمية أن تسجل حضورا متميزا في مجال رفد البحث العلمي على مستوى العالم بإنجازات وبراءات سجلت لهم ، ولقد سبق أن قلت في أحد خطاباتي: "لقد قدمت إيران للعالم السيف والقلم وعليه أن يختار".

زيعور
الكلمة الختامية كانت لرئيس هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية الدكتور عبدالله زيعور تحت عنوان "التعليم العالي أمام أزمة الهوية والدور المنشود في تعزيز القيم الإنسانية"، ورأى ان "التعليم العالي يواجه تحديات من قبيل هل اولوياته في انتاج المعرفة كمشعل ينير الدرب الإنسانية بالعلم والمعارف ويكون المعزز للقيم الإنسانية؟ أم عليه أن يستجيب لضغط السوق وتكون الاختصاصات والموازنات استجابة لمتطلبات سوق العمل؟"
ورأى ان "هاجس الدولة هو الحريات الأكاديمية قبل غيرها، وان القيم المرادة للخريج هي ذاتها لدى الجامعات الغربية حيث القيم نسبية والحقائق مفككة". مشيرا الى كلام عن "دور مدني" للجامعات يتجلى في خدمة المجتمع وهو دور ينهض في إطار النزعة "النيوليبرالية" التي تجتاج الجامعات, بحيث باتت مهام التعليم العالي على الشكل الاتي: التعليم، فالبحث العلمي فخدمة المجتمع".

وقدم رؤية للتعليم العالي انطلاقا من قول الامام علي بان "قيمة كل امرئ ما يحسنه" ، وان التعليم العالي مؤهل لتنمية القيم الأخلاقية في المجتمع في مقابل سياقين لقضايا القيم والأخلاق لدى العديد من الجامعات المتحولة نحو العولمة وهما: الاول: ذكر القيم الحاكمة لمؤسسة التعليم العالي, بالطابع الإنشائي.
والثاني تحديد أنظمة العقوبات المترتبة على المخالفات وهي قانونية عقابية لا تربوية.

ودعا الدكتور زيعور الى "تقديم العلوم بقوالب قيمية واعدة، واستثمار فرصة الاخلاقيات العلمية في برامج الدراسة وتضمينها مادة خاصة عن أخلاقيات المهنة والمعايير والقيم الواجب التحلي بها لممارسة هذه المهنة في المجتمع، اضافة الى اختيار مواد الاختصاص ممن لديهم الوازع الديني الاخلاقي للنهوض بهذه المهمة"، مشيرا الى "اهمية ان يرتقي الاستاذ بدوره من الموقع المهني الى الموقع الرسالي النابض بالفاعلية".

وفي الختام تلا مدير جمعية مراكز الامام الخميني الثقافية الشيخ نزار سعيد توصيات المؤتمر.

صورة editor2

editor2