التبويبات الأساسية

أقامت مفوضية العمل في الحزب التقدمي الإشتراكي وجبهة التحرر العمالي إحتفالا لمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي وذكرى تأسيس الحزب، برعاية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ممثلاً بالنائب فيصل الصايغ، في فندق "ريفييرا"- بيروت.
حضر الإحتفال وزير العمل الدكتور كميل ابو سليمان، رئيس الإتحاد العمالي الدكتور بشارة الأسمر، النائب السابق غازي العريضي، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، وعدد من أعضاء مجلسي القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية وعدد من الحزبيين، نائب رئيس الإتحاد العمالي العام حسن فقِيه، مدير عام النقل المشترك زياد نصر، المفتش المالي في مجلس الجنوب ياسر ذبيان، نائب رئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي سعد الدين حميدي صقر وعضو هيئة المكتب الدكتور أنيس أبو ذياب، مفوض العمل السابق عصمت عبد الصمد، وفد من نقابة موظفي مصرف لبنان برئاسة النقيب عباس عواضة، رئيس مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية إيلي جعجع، رئيس رابطة العمل الإجتماعي الدكتور مكرم بو نصار، قيادات نقابية وعمالية، أعضاء جبهة التحرر العمالي وحشد من الحضور.

بعد النشيد الوطني، وكلمة تعريف وترحيب من سعاد الحسنية، ألقى الزهيري كلمة قال فيها: "اليوم، في عيد العمال العالمي وذكرى تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي وفي الوقت الذي نستعد فيه لحملة مطلبية بهدف حماية الانتاج الوطني وتعزيز مكانة العمال والفلاحين لتحسين ظروفهم وتأمين سبل العيش الكريم لهم، وفي الوقت الذي نشدّد فيه على الوسائل الديموقراطية في النضال السياسي والاجتماعي وعلى تحصين وتفعيل العمل النقابي لاعادة اتخاذ النقابات دورها في مواجهة التحديات الصعبة و عدم القبول بأنصاف الحلول، وامام تحدّيات للحركات العمالية التي تواجه عقبات كثيرة أمام المتطلبات والأعباء الاقتصادية التي تطال شريحة واسعة من اللبنانيين وخاصة أصحاب الدخل المحدود، في هذا الوقت:

ترتفع نسب البطالة،
تزداد الظروف المعيشية تعقيداً وصعوبة،
تتعطل دورة الانتاج،
تغلق العديد من المصانع،
تزداد الهجرة،
يتهدد الأمن الاقتصادي والاجتماعي والصحي للمواطنين".

أضاف: "لقد بات العمال يحتفلون بعيدهم في ظل ظروف صعبة وفي منتهى القسوة وهم يئنّون تحت ضغط الفقر والحاجة والخوف والقلق، والرد الوحيد على ذلك يكون بشعار واضح: "تعالوا نقبل التحدّي، تعالوا نرفع التعدّي، تعالوا نحفظ لبنان"، تعالوا نقبل التحدّي يطلبون من العمّال أن يضحوا بحقوقهم ومكتسباتهم ورواتبهم وعرق جباههم وأمنهم الاقتصادي والاجتماعي والصحي، يطلبون منهم أن يقدموا القربان فداء لأخطاء وارتكابات وسرقات ونهب قام بها غيرهم لخزينة الدولة وماليتها العامة، يريدون أن يصبح الفقر فضيلة تستحق التمجيد، وأن يصبح الزهد في الرواتب والأجور والحقوق هو علامة وطنية لإنقاذ البلاد... لقد بات الإنجاز الوحيد لهذه السلطة انها راكمت علينا ديوناً بلغت عشرات المليارات من الدولارات، تكلف 35 % من الموازنة العامة لخدمة هذا الدين والذي يذهب برمته آمناً مطمئناً الى جيوب أصحاب السلطة والنفوذ".

تابع: "تعالوا نرفع التعدّي ونعمل معاً بمحبة ويداً بيد فالعمل النقابي المشترك هو أكبر استثمار في بناء المجتمعات، فمقتضيات المرحلة التي يمر بها وطننا لبنان تتطلب منّا الاستنهاض لحماية اليد العاملة والتكاتف وحشد الطاقات لتحصين هذه الحماية، كما تتطلب منا الوقوف الى جانب العمال والكادحين للمحافظة على المكتسبات وفقاً لما ورد في الاتفاقيات والمعايير الدولية، تعالوا نرفع التعدّي ونرفض رفضاً قاطعاً اعادة النظر بسلسلة الرتب والرواتب وفرض ضرائب جديدة فقد أعلنت القيادة في حزبنا مجموعة كبيرة من الاقتراحات الاصلاحية التي يجب ادخالها على مشروع الموازنة بعيدة عن لقمة عيش الفقير وراتب الموظف وهذه الاقتراحات ستكون موضع متابعة من قيادة الحزب ورئيسه كما من اللقاء الديموقراطي في مجلس النواب ومن وزيري الحزب على طاولة مجلس الوزراء".

قال: "تعالوا نرفع التعدّي بوقف الهدر ومكافحة الفساد من خلال وضع قيود على التهرب الضريبي والجمركي وتفعيل دور الهيئات الرقابية وفتح ملف الأملاك البحرية، وهون بالمناسبة بخبركن انو الحزب التقدمي الاشتراكي رح ينظم ورشة عمل حول الأملاك البحرية، تعالوا نرفع التعدّي باعلان التعبئة العامة والوقوف جنباً إلى جنب في كل الاتجاهات التي تصب في اشراك الجميع في تنظيم ورش العمل واطلاق المبادرات انطلاقاً من القناعة الراسخة بأنّ في سلم أولوياتنا النهوض بالعمل النقابي لحماية وتدعيم الحقوق والمكتسبات مجددين انحيازنا وتبنّينا لمطالب الموظفين والمستخدمين والعمال، داعمين كل التحركات المطلبية المحقة والمشروعة لهم ونقف إلى جانبهم بوجه الهجمة الشرسة التي تهدد حقوقهم ومكتسباتهم داعين كل القوى النقابية والعمالية وعلى رأسها الاتحاد العمالي العام الى وقفة حقيقية وصلبة في الدفاع عن آخر ما يحمي هذا الوطن من السقوط في المجهول".

اضاف: "تعالوا نحمي لبنان بالتوسع في البرامج والأنشطة والتبصر بالأخطار التي يواجهها شبابنا وشاباتنا وخاصة خطر الفراغ وما ينجم عنه من انحرافات في السلوك و غزو فكري، وأن نعمل على تأمين فرص عمل الشباب واشراكهم في البرامج التي تعد لهم وليس بالتوجيه فقط حتى نتعاطى مع أمالهم وتطلعاتهم بمرونة وتفهم وحتى يلقى الصدى المطلوب من قبلهم، تعالوا نعمل على أن نترك في عقول الناس ومخيلتهم أجمل وأبهى صورة النقابي المعطاء".

وختم كلمته قائلا: "هي كلمات قليلة فيها من المعاني أوضحها وأعمقها وفيها الكثير من الطموح والإصرار والايمان وليكن استذكار الماضي ومن سبقنا في العمل النقابي مدعاة إلى التطلع صوب المستقبل لبذل المزيد من العطاء. تحية لكل العمال في عيدهم ك، تحية لعمال لبنان، تحية لكم جميعاً".

ثم القى الأسمر كلمة قال فيها: "منذ العام 1949 عام تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي في الأول من أيار نشأت تلك التوأمة النضالية بين عمال لبنان وهذا التنظيم التقدمي الإشتراكي ليس على المستوى الرمزي فقط بل في ساحات النضال العمالي والنقابي المطلبي وأحيانا السياسي. وقد تجلى ذلك بربط الشهيد كمال جنبلاط يوم تأسيس الحزب بالذكرى (63) لشهداء أحداث شيكاغو التي جرت عام 1886 وذهب ضحيتها نقابيون وعمالا اغتيالا وظلما على يد السلطات الأميركية في حينه نتيجة مطالبتهم بيوم عمل من ثماني ساعات وتحسين شروط وظروف العمل".

اضاف: "سبعون عاما وهذا الحزب بقي شابا ويعمل على قناعة راسخة بوصية المعلم الشهيد القائلة: "إن الحياة إنتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء"، و"ان الذين لا قمصان على صدورهم سيغيرون العالم". وقد ارتبط نضال الحزب العريق والمتجذر في التربة اللبنانية وفي الحياة السياسية والاجتماعية والنقابية بنضالات العمال وكفاحهم لغد أفضل للمجتمع والوطن. وقاد الشهيد كمال جنبلاط بنفسه مسيرات وتظاهرات الاحتجاج في أوائل السبعينات تضامنا بل، واندماجا مع نضالات وشهداء معمل غندور ومزارعي التبغ الذين سقطوا شهداء وجرحى".

وقال: "كانت هذه هي الترجمة لربط تأسيس الحزب قبل سبعين عاما مع روح النضالات العمالية والشعبية والفلاحية، وهو ما يجمعنا اليوم ليصبح العيد عيدان، عيد الاحتفالات بيوم العمال العالمي وعيد الاحتفال بتأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي شريك النضال الممهور بدماء مؤسسه الشهيد الكبير كمال جنبلاط".

وعن مشروع موازنة العام 2019، قال الأسمر: "لن استطراد في موقفنا ولن أضيف على ما قلته في كلمة الاتحاد العمالي العام في الاحتفال المركزي في الأول من أيار قبل ثلاثة أيام. بل أضيف ما قاله الزعيم وليد جنبلاط – رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي أول من أمس حول الموازنة حيث صرح "بأنه اذا سرنا بمشروع التقشف واذا جرى المس بالأمور الجوهرية، اي المكتسبات المعيشية الأساسية، أعتقد ان هناك ثورة اجتماعية".

أضاف: "والموازنة كما قلنا في الاول من ايار هي ملك الناس وليست ملك السلطة فالناس من يمول الموازنة ويتحمل تبعاتها، وان أي تغيير يطرأ على الحقوق والمكتسبات سواء للمدنيين او العسكريين هو اخلال بالعقد الاجتماعي وتجاوزا للثفاقية الدولية رقم 98 حول الحوار الاجتماعي، وبالتالي لا يحق لأي طرف من اطراف العقد الاعتداء على حقوق الاخر، فكيف اذا كان قد ورد في مشروع الموازنة على سبيل المثال شطب دين الدولة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي البالغة 3200 مليار ليرة واعفاء اصحاب العمل من غرامات التأخير لأكثر من 1500 مليار ليرة تمهيدا لتفليس الضمان الاجتماعي والغائه لصالح شركات التأمين".

وقال: "نحن لسنا هواة اضرابات ولا قطع طرقات نحن طلاب حوار على قاعدة الحفاظ على مصالح الأكثرية الساحقة من أبناء الوطن وشرائحه الضعيفة من عمال وموظفين وذوي دخل محدود ومزراعين وصغار المكتسبة. نحن مع الضريبة التصاعدية على المداخيل الموحدة والارباح ولسنا مع رسم القيمة المضافة من الأساس نحن مع الاصلاح الحقيقي ولسنا مع مفهوم التقشف غير الواضح!"

اضاف: "نحن نعتبر ان العلة الاساسية تكمن في النظام السياسي الطائفي والمذهبي المولد للحروب والمعطل للمؤسسات. ونحن ضد النموذج الاقتصادي القائم على الريوع المالية والعقارية الذي أودى بالبلاد الى هذا الحجم الخطير من الدين العام وخدمة الدين العام، مضيفا "نحن مع قانون انتخابي قائم على النسبية وخارج القيد الطائفي يضع حدا للزبائنية والمحصاصة والانقسام العامودي بين أبناء الوطن الواحد"، مؤكدا "نحن مع قضاء مستقل وشريف خارج السيطرة السياسية والمحسوبيات مع أجهزة تفتيش فعالة ومع المحاسبة والمساءلة الشفافة في جميع المجالات. ونحن مع استعادة اموال الناس المنهوبة، وقال: "نحن ضد املاءات البنك الدولي وخبرائه الذي يهدف الى الغاء القطاع العام ويترك الناس تحت رحمة مافيات الرساميل الكبرى والاحتكارات في القطاعات الخدماتية والصحية والنفطية".

واردف: " لقد اعلنا الاضراب التحذيري في القطاع العام ولنا مطالب مزمنة حول تصحيح الاجور ورفع الحد الادنى للاجور، آن اوانها ونعلن بالفم الملآن ان موازنة من هذا النوع المجحف، يجب ان تناقش ماليا مع القطاعات الانتاجية"

وختم قائلا: "في عيدكم وعيدنا المشترك، نحن على ثقة بان الحزب التقدمي الاستراكي بقيادته ونوابه ووزرائه سوف يكونون الى جانبنا كما كانوا دائما وسوف يبقوا أمناء على وصايا المعلم الشهيد كمال جنبلاط".

من جهته، قال ابو سليمان: "العيد اليوم عيدين: عيد العمَّال، وعيد تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي. ولكن يَحِل عيد العمال هذا العَام على وَقع هواجس مشروعةٍ للعمال مع بحث موازنة العام 2019. ثمة اجماع ان وضعَ المالية العَامة في "العناية الفَائقة"، فالدين العام يَفوق 85 مليار دولار، وتَصنيفات لبنان الى تراجعٍ وهو اصبح في اسفل الترتيب، والعجز في ميزان المدفوعات وفي الميزان التجاري يتزايد، والنمو شبه معدوم. وأمام هذا الواقِع، كم نحن بِحاجةٍ الى السَيرِ بِدَعوة المعلم الشَهِيد كمال جنبلاط: "عودوا إلى أفضَلِ ما فِي أنفسِكم واطرقوا بَابَ الإنسانِ فِيكم، وادخلوا إلى مَراشد العقلِ على ضَوء هِدَايَةِ الضمير وهَديِ العِلمِ الصَحِيح".

اضاف: "نَعم، نَحن بِحَاجَةٍ الى مصَارَحَةِ اللبنانيين بالواقعِ على حَقِيقَتِه بَعِيداً مِن الاستِخفَافِ بِه. نَعم، المطلُوب ان تَسودَ لُغَةُ العَقلِ عَلى ضَوءِ هِدَايَةِ الضميرِ، فالمرحَلَة التي تَمر بِها البِلاد دَقِيقَة ومِفصَلِيَة. نَعم، عَلَينا ان نَطرُقَ بَاب المسؤوليَةِ الوطَنِيَةِ دَاخِلَ كُلِ انسانٍ فِينا، فَنَتَشَاركَ جَمِيعاً في القراراتِ الصَعْبَةِ لانقَاذِ البلادِ كُلٌ بِحَسَبِ حَجمِه وقدرَاتِه، وإلا سَيَغرَق القَارِب بِنا جَمِيعاً. لذا فالافضَلُ اَن نُضَحِي اليومَ قَلِيلاً كَي لا نُجْبَرَ على التَضحِيَةِ غداً كثيراً".

تابع: "اطَمئِنكم، إنَنَا لَن نَقبَلَ ان تَكونَ الاجراءات على حِسَابِ ذوي الدَخلِ المَحدود والطبقاتِ الفقيرة والمتوسطة، ونَسعى لأن تَكونَ الموازنة سلةً متكَامِلَةً تتضَمَن اجراءاتٍ لوقفِ الهدرِ والفسادِ وتَفعِيلِ العمل المؤسساتِي والقضَائِي والرَقَابِي، وكذلِك خُطواتٌ اِصلَاحِيَة مستَدَامَة. منذ وصولنا الى الوزارة، وهَمنَا خلق فرَصِ عَمَلٍ للبنانيين. لذا نَعْمَل على تَفعِيلِ المؤسسةِ الوطنيةِ للاستخدامِ وعلى ضَبْطِ اليَدِ العَامِلَةْ الاجْنَبِية ومكَافَحَةِ اليد العاملة غَيرِ الشرعية منها. اعلم ان الامر صَعب، ولَكِنَ الاصْعَبَ ما سينجم عَن استسلامِنَا".

وقال: "لقد تزايدات منافسة اليدِ العامِلَة اللبنانية وخصوصاً مُنذ بَدءِ الازمَةِ السورية وقدم النازحينَ الينا. فهناك فقط نحو5 الافِ اجازةِ عملٍ ِلسوريين صادرة عن وزارةِ العمل! فِيما مِئات الالاف يعملون في لبنان بطريقةٍ غيرِ شرعيةِ. مِن هُنا، وضعنا خطة لضبط العمالة الاجنبية ومكافحة اليدِ العَامِلة غَيرِ الشَرْعِية وأمل التعاون في هذا الاطارِ معَ الجَميع أكانَ الاطراف السياسية او الوزاراتُ المَعْنِية والاجهِزَةِ الاَمْنِيَة واربابِ العَمَلِ والنِقابَات والبَلَدِيَات. الجميع يعلم انني ابعد ما اكُونُ عَن العُنصرِية ولَكِنَ هذه الخطوة من بابِ المسؤوليةِ الوَطنية".

أما فِي ما يتعلق بصندوقِ الضمانِ الاجتماعي، فقال: أعْمَلُ على إعادةِ تكوينِ مجلسِ الإدارةِ واللجنةِ الفَنيةِ. وهنا كلي ثقة بأنَ الحِزبَ التقدمي سيدفع مَعَنا بِهذا الاتِجاه. كَما طَالبتُ بتدقيقِ الحِسَاباتِ المَالية منذ العام 2011 وتَعزيزِ المكنَنَة. كذلك نَحنُ بِصَدَدِ اعادةِ النظرِ بقانونِ العَمَلِ الذي مَضَى على وضْعِه أكثَرَ من 70 عاماً، وكذلِكَ بمبدأ الكَفَالة في ما يتعلق بالعمال الاجانب".

اضاف: "يسِرنِي ان اشَارِكَكم في عِيدِ تأسيسِ الحزبِ التقدمي الإشتراكي، صَاحِب المسيرة الطويلةِ في النضَالِ العُمَالي. وهنا تَحِيةٌ لروحِ المؤسسِ الشَهِيد كمال جنبلاط وتحيةٌ للزَعيم وليد جنبلاط الذي تجرأ رغمَ سَطوةِ النظام الامِني على مدّ اليدِ، فَكَانت المُصالحَةُ التاريخيةُ في آب 2001 مع زيارة بطريركِ الاستقلالِ الثَاني مار نصر الله بطرس صفير الى الجبل. إن هذه المُصَالحة شَكَّلت مِدمَاكاً اساسياً في الطريقِ الى السيادة وقِيام ثَورةِ الارز. وانني أؤمن انَ روحَ 14 آذار التي آمَنا بِها سوياً لا بدَّ ان تنتصِرَ، مهما اختلفَ المَشهَدُ والإطارُ السياسِي. لأنه لا بد للحقِ ان يَنتَصِر".

وفي الختام أكد على "إنَ سيادة الوطنِ التي نَعمَلُ مِن اجلِهَا سَوياً لا تكتَمِل الا بسيَادَة عمَالِه، فلا يكونوا ضَحايا العُبودِية المُقَنَعة او المُنَافَسَةِ غَيرِ المَشْروعة. فَكَرامَة الوطَنِ من كَرَامَةِ عمَالِه".

وأخيرا، ألقى النائب الصايغ كلمة راعي الإحتفال، فقال: "كلفني رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط فشرفني بتمثيله في هذا الإحتفال الذي تقيمه مفوضية الشؤون العمالية وجبهة التحرر العمالي لمناسبة الأول من أيار، عيد العمال العالمي وعيد تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي".

اضاف:"إن الاحتفال هذه السنة ينطوي على رمزية إستثنائية لأنه ينعقد في لحظة يحتدم فيها النقاش الإقتصادي والمالي في البلد، وترتفع الحركة المطلبية لتحصين المكاسب الإجتماعية والمعيشية حيث تحققت، ولتحصيلها حيث لم تكتسب. إن الإنحياز للشرائح الإجتماعية من ذوي الدخل المحدود وللفئات المهمشة هو الموقف التاريخي للحزب التقدمي الإشتراكي الذي قاد عبر مسيرته النضالية محطات أساسية في طريق الدفاع عن العمال ومصالحهم وحقوقهم ودعم حركتهم المطلبية المحقة، انطلاقا من قناعته الراسخة بأن الحصانة الإجتماعية والمعيشية والإقتصادية لا تقل أهمية عن الحصانة الأمنية والسياسية".

تابع: "وبالأمس عقدت قيادة الحزب مؤتمرا صحافيا أكدت فيه على هذا الخيار فشددت على ضرورة إطلاق أوسع عملية إصلاحية، ودعت لتطبيق سلة من المقترحات التي من شأنها تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتكريس العدالة الإجتماعية. كما سبق للحزب ان أعلن عن ورقة إقتصادية حدد فيها رؤيته لكيفية الخروج من المأزق الإقتصادي والإجتماعي الحاد الذي تعيشه البلاد وعرض فيها ايضا خطوات محددة من شأن تطبيقها إحداث تغيير جدي في الوضع الإقتصادي والإجتماعي. وبذل الحزب جهودا كبيرة مع كل المرجعيات الرسمية والسياسية والأحزاب ومختلف مكونات المجتمع السياسي لتوسيع هامش التفاهم حول عناوين هذه الورقة ايمانا منه بالمسؤولية الوطنية التي تحتم على كل الأطراف المشاركة في تقديم الحلول والمقترحات البناءة".

وقال: "في الأول من أيار، نكرر ما قاله رئيس الحزب وليد جنبلاط: "ان عيد العمال هو عيد العبور الى مستقبل أفضل ويقتضي التوحد فوق الخلافات الآنية، وكمال جنبلاط عندما أسس الحزب في الأول من أيار أراد وحدة الطبقة العاملة فوق كل إعتبار وهكذا فعل ونجح عندما أنشا وقاد الحركة الوطنية اللبنانية".

وأكد "اليوم الظروف إختلفت، لكن يبقى الأساس في وحدة الحركة العمالية". وإذا كان الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي قد عبر مرارا عن تمسكه بالوحدة العمالية والنقابية وعقد شراكة مع الإتحاد العمالي العام بغية الدفع لمزيد من النضال لتحصين شرائح العمال في مختلف المناطق، إلا انه يعتبر في الوقت ذاته أن الإتحاد نفسه يجب ان يكون محصنا من تدخل سفراء بعض الأنظمة التي دجنت الحركة العمالية اللبنانية وقسمتها وشرذمتها، وفي ذلك مصلحة أكيدة للحركة العمالية ولنضالاتها الناصعة مقاربة بأساليب وسلوكيات الأنظمة السوداء".

وختم قائلا: " تحية للرفاق في مفوضية العمل وللرفاق في جبهة التحرر العمالي، وتحية للرفيق عصمت عبد الصمد الذي قدم تضحيات نضالية كبيرة على مدى سنوات وقاد عمل المفوضية والجبهة نحو تحقيق المطالب المحقة للعمال في مختلف القطاعات".

وفي الختام، تم تكريم النقابي المناضل عصمت عبد الصمد بتقليده ميدالية كمال جنبلاط.

وعبر عبد الصمد عن إعتزازه لنيل هذه الميدالية متوجهاً بالشكر العميق لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ورفاقه في الجبهة، مضيفا "يبقى الشكر الكبير والتحية الكبيرة لقائد المسيرة لأيقونة الوطنية لمن في أحلك الليالي وفي اكثر من مرة كادت السماء ان تطبق على لبنان ورفعها عمود السما، وحمى الوطن والاستقرار فيه انه وليد جنبلاط".

وختم: " وليد بك، مالى الدنيا وشاغل الناس خسئوا ان ينالوا منك، فهم يجهدون في محاولة التسلق الى فوق، علهم يلمسوا ذيول قدميك وانت تعلو وتعلو حتى اصبحت لا تطال ولن تطال".

صورة editor14

editor14