كتبت صحيفة "المستقبل" تقول: غابت "العيدية" الحكومية فحضرت "الرسائل" الميلادية على أعلى المستويات الرئاسية والكنسية تعبيراً عن الاستياء المتعاظم جراء استمرار عرقلة التأليف وسط علامات استفهام وتعجّب لافتة للانتباه طرحها رئيس الجمهورية ميشال عون عبر "المستقبل" عشية العيد متسائلاً: "لم أفهم ما هي أسباب الحرب الساخنة على العهد، وما هي مرتكزاتها؟ اللبنانيون ينتظرون منا الكثير ولدي ثقة بأننا نستطيع فعل الكثير لكن لماذا التأخير؟"، معرباً عن استيائه مما آلت إليه الأوضاع على مستوى تشكيل الحكومة، ومشدداً على كون "اللبنانيين خسروا الكثير من الوقت ويجب أن نعوّض ما فاتهم من مسيرة إعادة بناء". وصبيحة الميلاد، وضع رئيس الجمهورية الاصبع على نزيف التأليف مؤشراً بما قلّ ودلّ إلى مكمن الخلل والعلّة: "ثمة من يسعى إلى إحداث تغيير في الأعراف والتقاليد في لبنان"، لافتاً من الصرح البطريركي قبيل مشاركته في قداس الميلاد إلى أنّ عملية تشكيل الحكومة تواجه معركة سياسية و"يبدو أنّ البعض يضع تقاليد جديدة في عملية التأليف لم نألفها من قبل وهي بحاجة إلى بعض الوقت لنحلّها".
أما على المستوى الكنسي، فقد استرعت الانتباه "الرسائل" المتتالية التي وجّهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى السياسيين المعنيين بتعطيل تأليف الحكومة، بدءاً من رسالة الميلاد التي انتقد فيها من "يماطلون ويتفنّنون في خلق العقد في كل مرة تصل الحلول إلى خواتمها (...) فلا يجوز أن تطل علينا من حين إلى آخر نسخة جديدة مشوهة لاتفاق الطائف"، بينما وفي مقابل "الخوف من حرب جديدة مع إسرائيل"، جاءت "الرسالة" لتذكّر بأنّ "الدولة لا تمتلك أحادية السلطة والسلاح لكي تخرج لبنان من ساحة الصراع في المنطقة"، مع التأكيد على أنه "ميثاقياً ودستورياً ودولياً لا تستطيع الدولة اللبنانية التخلي عن دورها في تنفيذ القرارات والسياسات الدولية وبخاصة النأي بالنفس وتطبيق القرار 1701، ولا يحق لها التنازل لأي طرف عن حقها وواجبها بالقرار الأوحد في قضية الأمن القومي اللبناني وفي السياسة الخارجية والعلاقات الدولية".
وإلى عظة الميلاد، واصل البطريرك الماروني توجيه الرسائل المُنددة بعرقلة تأليف الحكومة وقد خصّ بالذكر في هذا المجال من وصفهم بـ"أصحاب القلوب الفارغة من الحبّ والمشاعر الإنسانيّة والولاء للوطن والإخلاص للشّعب" الذين "خنقوا فرحة العيد"، وصولاً إلى مطالبته بالأمس المركز الماروني للتوثيق والأبحاث بإجراء "دراسة عن الخطر على الجمهورية وكيف انتقلنا من الانتماء إلى المواطنة إلى الانتماء إلى المذهب، ودراسة أخرى عن الطريقة في تأليف الحكومة"، منبّهاً إلى أنّ "الجمهورية تتزعزع بسبب أمور كثيرة، ورئيس الجمهورية تحدث عن أعراف جديدة فالدستور في مكان والممارسة في مكان آخر" ليُجدد الراعي انطلاقاً من ذلك المطالبة بتشكيل "حكومة مصغرة حيادية من اختصاصيين تعمل على تسهيل أمور الدولة على أن يلتقي السياسيون في القصر الجمهوري حول طاولة حوار لحل المشاكل السياسية".