صاحب مسيرةٍ صاخبة مليئة بالتضحيّات والنضالات. إسمه أزعج الكثير من المسؤولين والوزراء بعدما كاد يهزّ عروشهم بالحركات الشعبيّة التي كان أحد أبرز وجوهها.
هو هاني فيّاض الذي تحوّل اليوم إلى رمزٍ من رموز المجتمع المدني بعدما ساهم في إطلاق صرخة مدويّة في وجه هذه السلطة التي وصفها بالـ «مجرمة».
هو هاني فيّاض واحدٌ من الذين قالوا يوماً «بدنا نحاسب» وتبعهم الآلاف، هو تلك العين الساهرة التي تلاحق الملّفات وتفضح الفساد والفاسدين من دون خوفٍ أو مواربة.
هاني فيّاض، هو مرشحٌ من خارج النادي التقليدي للسياسيّين الذي إعدناه، فهو ابن الشارع الذي يخوض معركةً حامية في قلب العاصمة، معركة سيكون لها تداعيات وإرتدادات كبيرة وكبيرة جدّاً.
معه نفتح الملّف الإنتخابي الساخن في دائرة بيروت الثانية ونتطرّق إلى مُجمل الملفّات الدسمة في ضوء الإستحقاق النيابي والمتغيّرات المرتقبة.
- بدايةً ما الذي دفع المرشح الشاب هاني فيّاض إلى خوض الإستحقاق النيابي؟
إنّ شعوري بالمسؤولية تجاه المجتمع وهذا البلد الذي نعيش فيه هو ما دفعني لخوض الإستحقاق النيابي، علماً بأن مشواري في العمل السياسي بدأ منذ دراستي الجامعيّة حين كنت طالباً في كليّة الإعلام أتخصص في مجال التلفزيون والراديو، هذا المجال الذي يعتبر قلب العمل السياسي، والدليل على ذلك هو عدد الإعلاميين الذين تقدّموا بترشيحاتهم إلى وزارة الداخلية. فلا شكّ ان كليّة الإعلام والاحتكاك بالأحزاب بالإضافة إلى عملي في محطّة الجديد وتحديداً في قسم الأخبار شكلوا دافعاً بالنسبة لي لخوض غمار الشأن العام. ومن هناك أكملت المسيرة وذهبت باتجاه الحراك المطلبي، حيث شاركت في العديد من النشاطات والتظاهرات والحركات الإحتجاجية، كما كنت عضواً مؤسساً في التجمع الوطني الديمقراطي، وعضواً مؤسساً في حملة معاً للسلم الأهلي، وعضواً مؤسساً في حركة بدنا نحاسب حيث خضنا الحِراك بكافة تفاصيله تنظيماً، حضوراً وإعلاماً. من هنا، فإنّ حسّ المسؤولية لديّ لم يعد خياراً بل أصبح جزءا منّي ومن قناعاتي. فهذا البلد متروك، والفساد كلمة تجمّل الواقع المرير، ذلك ان ما يجري اليوم هو جريمة موصوفة في مختلف المجالات. وأنا من أصحاب النظريّة التي تقول بأن الفساد في لبنان ليس موضوعاً تقنياً إنّما سياسياّ، وحلّه يكون بالسياسة من خلال قانون إنتخابي نسبي على أساس لبنان دائرة واحدة خارج القيد الطائفي، إذ فقط من خلال هذه الطريقة نستطيع التغيير.من هنا كان خيار الترشح للإنتخابات.
- مِمن تتألّف لائحتكم؟
نحن لائحة مشكلّة، تضمّ ممثلين عن المجتمع المدني وممثلين عن الأحزاب الوطنية بالإضافة إلى شخصيّات مستقلّة وناشطين مخضرمين بالسياسة خرجوا من رحم الحراك الشعبي. لائحتنا هي متنوعّة ومتجانسة جداً كما أنّها تضمّ 4 سيّدات من أصل 10 مرشحّين وهذا ما نعتبره أمرا ً مميّزاً.
- من يدعمكم؟
الناس تدعمنا. فلائحتنا هي لائحة صوت الناس.
- ما هي نسبة حظوظكم بالفوز أو قدراتكم على تحقيق خرق؟
نحن نعمل ما بوسعنا، إنما الحظوظ تقررّها الناس. اليوم وبغض النظر عن الحظوظ التي أعتبرها موجودة وموجودة جدّاً، فإن هذا القانون منح بصيص أمل للناس رغم إعوجاجه وتفاصيله البشعة. ونحن نعوّل، بالإضافةً إلى الناخبين الذين يدعموننا، على الناخبين اليائسين الذين لم يعمدوا إلى التصويت في السابق على إعتبار أن صوتهم لن يغيّر في المعادلة ولن يؤثر على المحادل. هؤلاء بات لديهم أمل اليوم، ذلك انّه في الدورات السابقة كانت المعركة الإنتخابية في بيروت صورية فقط. اليوم إختلف الوضع كثيراً، اليوم توجد لائحتان للسلطة، هناك لائحة الحريري وأخرى لحزب الله وأمل، بالإضافة إلى لوائح رديفة لهما ولوائح معارضة. اليوم الناس هي من يجب أن تختار. إمّا أن تُعيد من اوصلنا إلى هذه الحالة المزرية بعد أكثر من 35 سنة في الحكم، أو تختار من كان يصرخ في الشوارع طوال السنوات العشر السابقة. إنطلاقاً من هنا، أنا أرى بأن كلّ اللوائح التغييرية في البلد لها أمل، فمزاج الناس تغيّر فعلاّ، ونحن نؤمن بهم ونعوّل على وعيهم وذاكرتهم.
- ماذا عن برنامج عملكم؟
المضحك في هذا الموضوع أن البرنامج الإنتخابي الذي يعتمده جميع المرشحين هو نفسه بحيث بات شبه فلكلور وغير ملزم.
أمّا بالنسبة لنا، فطبعاً يوجد برنامج عمل مطبوع، إنّما نحن نقول ان برنامجنا هو عملنا على مدى السنوات العشر الماضية بكلّ بساطة.
- ماذا أثمرت جهودكم طوال الفترة الماضية؟
في موضوع الكهرباء، نحن قمنا بإعتصام أمام شركة الكهرباء وقد رفعنا دعوة قضائية بحقّ عبد الله بري وجبران باسيل. كما ذهبنا بإتجاه معمل الجية وأقفلناه بالإشتراك مع أهل برجا والإقليم، كذلك ذهبنا بإتجاه وزارة الطاقة حيث تعرضنا للضرب وشتى أنواع التعذيب. ما أحاول قوله هو أننا واجهنا في الشارع، وفي القضاء واليوم نواجه في السياسة من خلال الانتخابات .
في موضوع النفايات، واجهنا صفقة الترحيل وأوقفنا عمل شركة شينوك بعدما قمنا بفضحها حيث تبيّن أن ملكيّتها تعود إلى عميل إسرائيلي صدر بحقّه 3 أحكام قضائيّة في لبنان.
في موضوع الميكانيك، نحن من واجه صفقة الـ 220 مليون دولار التي ما كانت لتتوقف لولا ذهابنا بإتجاه مجلس شورى الدولة.
في موضوع الجنسية، أنا شخصياً شاركت في أكثر من 15 حركة ونشاط في هذا السياق. اليوم توجد مآسي إنسانيّة كبيرة تدمي القلب في هذا الملف.
وفيما يتعلّق بموضوع الجيش اللبناني، نحن ندعم هذه المؤسسة والدعم بمفهومنا يجب أن يكون بالفعل وليس بالقول. بمعنى أنه يجب أن يكون على مستوى العديد والعتاد. كلّنا يعلم بأنّ الأميركيين يضعون فيتو كبيرة في موضوع التسليح فهم أوصلوا رسالة إلى فخامة الرئيس مفادها بأن أي تسليح للجيش اللبناني من خارج منظومة الناتو، لن يكونوا عند ذلك مسؤولين عن السلم الأهلي في لبنان، وهذا ما نعتبره تهديداً مباشراً لنا كلبنانيّين. لذلك لا بدّ لنا من البحث عن بديل، وهذا البديل قد يكون أي شيء آخر وحتى ولو وصل بنا الأمر إلى شراء السلاح من السوق السوداء. إنطلاقا من هنا، نحن ننادي بضرورة تعدّد مصادر التسليح.
كذلك وفي موضوع العديد، يجب إعادة النظر في خدمة العلم بغض النظر عن التجربة السابقة التي كانت سيّئة إلى حدّ كبير، فمن يريد تقوية الجيش فعليّاً عليه أن يتحدث عن هذين الأمرين، أمّا الباقي فهو مجرّد شعارات.
- هناك انطباعٌ بأن المجتمع المدني مشتت، ماذا تقولون؟
هذا الإنطباع فيه الكثير من الظلم لأن المجتمع المدني ليس حزبا ً منظمّا ً.
- كيف سيبادركم الناس في صناديق الاقتراع؟
إنّ معنوياتنا أكثر من مرتفعة. وما جرى في الإنتخابات النقابية والبلديّة السابقة خير دليل على تبدل مزاج الناس واقتناعها بعملنا.
- كلمة أخيرة للناخبين؟
نحن ندعو الناخبين إلى ممارسة دورهم والتصويت لمصلحة قناعاتهم ومصلحة أولادهم.