التبويبات الأساسية

لأنها تؤمن بالإنسان وحقوقه التي يكفلها له الدستور اللبناني وجميع المواثيق الدولية، لأنها تؤمن بلبنان وطن الرسالة والعيش المشترك، لأنها تؤمن بدور المرأة الريادي الفاعل على مختلف المستويات والصعد ولأنها تؤمن بدور المجتمع الأهلي وقدرته على تطوير وإنماء المجتمعات، قررت المحامية أنديرا الزهيري خوض الإستحقاق الإنتخابي ليس طمعاً بكرسي تحت قبّة البرلمان، إنّما تكريساً لقناعاتها الراسخة بضرورة ضخ دماء جديدة لبلدٍ يلفظ أنفاسه الأخيرة في غرفة العناية الفائقة وينزف خيراته وشبابه وبيئته وإقتصاده من دون توّقف ومن دون أيّ أملٍ في الشفاء.
في حديث خاص أجرته أسرة مجلّتنا مع المرشحة عن المقعد الدرزي في دائرة بيروت الثانية ضمن لائحة «البيارتة المستقلين»، تتوقّف الأستاذة الزهيري عند الأجواء الإنتخابية عشيّة الإستحقاق والتي وصفتها بالضبابية، عازيةً السبب إلى القانون الإنتخابي الذي أدخل الناخبين في حال ٍمن الضياع كما قالت، مشيرةً إلى أن التحالفات لم تأتِ كتجسيدٍ للقناعات إنما تمّت بطريقة عشوائية لتأمين أكبر عدد من الأصوات، الأمر الذي انعكس إرباكاً وتشويشاً عند الناس.
الزهيري إعتبرت القانون الإنتخابي مجحفاً، ودعت المجلس النيابي المقبل الى إعادة النظر به وتعديله ليلّبي طموحات أبناء الوطن، سائلة ً هل إنّ الأقلّية التي ستصل إلى المجلس النيابي من خلال النسبيّة تستطيع تحقيق التغيير المنشود؟.
أمّا عن إستعدادات «البيارتة المستقلين» للمعركة، فتشير الأستاذة أنديرا إلى أن تحالفات «اللحظة الأخيرة» ضربت اللائحة، إنّما على الرغم من ذلك «إستطعنا تأليف لائحة مكتملة». وعن مكوّنات هذه اللائحة، توضح الزهيري أن «البيارتة المستقلين» تضمّ مجموعة أشخاص مستقلّين ومثقفين لديهم أفكاراً ودراسات لمشاريع إنمائيّة عديدة ومتنوّعة، مشيرةً إلى وجود نوع من التجانس والكيمياء بين أعضاء اللائحة، فما يجمعنا هو الأهداف الإنمائيّة المدنيّة والإقتصادية لمدينة بيروت، كما تقول الزهيري.
ورداً على سؤال حول ديمقراطيّة ونزاهة الإنتخابات، تقول الناشطة الحقوقية أنّنا في لبنان نعيش ديمقراطيةً مقنّعة وليس ديمقراطية بالمعنى الحقيقي للكلمة.
أمّا بالنسبة للنتائج المتوّقعة، فتشير الزهيري إلى أن المنافسة قويّة للغاية، وحظوظ «البيارتة المستقلين» مرتقعة، مع تأكيدها على الإستمرار بالعمل على المشاريع المطروحة بغض النظر عن النتائج.
هذا وتؤكد الأستاذة انديرا أنها تخوض المعركة بحماس واندفاع لأن الرسالة يجب أن تصل والصوت لا بدّ من سماعه.
وعن أسباب تشتت المجتمع المدني وعدم قدرته على تشكيل لوائح موّحدة في معظم الدوائر الإنتخابية، تقول بأن كلاً مِن مَن يدّعون رفع راية المجتمع المدني يطرح قضيته الخاصة، مشيرة في هذا السياق إلى وجود مرض يدعى مرض «السلطة والكرسي» وقد أطاح بالمصلحة العامة لصالح المصالح الآنية الضيّقة، والدليل على ذلك هو الخلافات بين أعضاء اللائحة الواحدة حول ترؤس اللائحة، كما تقول الزهيري.
عن بيروت وقضاياها، تتحدث «البيروتية أباّ عن جدّ» كما تصف نفسها بغصّة كبيرة، مشيرةً إلى أن العاصمة لها رمزيتها وخصوصيّتها رغم أنّها عاصمة للبنانييّن كافة، فهي عُرفت على أنّها بوابة الحكمة ومنارة الشرائع، متحدثةً عن تفريغ المدينة من أهلها، فالعائلات البيروتية برأيها باتت مهمّشة ودورها في تراجعٍ مستمرّ.
أمّا عن برنامج عمل «البيارتة المستقلين»، فتشددّ الأستاذة انديرا على أن اللائحة تخوض الإنتخابات وفق برنامج عمل عملي ومحدّد ولا تطرح شعارات فلكلورية فضفاضة، من هنا فإن أعضاء اللائحة سيسعون لاستصدار مشروع الإيجار التملكي ومشروع حق المرأة في منح الجنسية لأولادها بالإضافة إلى مشروع ضمان الشيخوخة والبطاقة الصحية، هذا على المستوى العام. أمّا فيما يتعلّق بمدينة بيروت فالمرشحين سينكبّون على اعداد دراسات معمّقة لمشروع قانونٍ يتعلّق بالأبنية التراثية يرمي إلى حفظ حق الملكيّة وحق التعويض العادل للمالك، كذلك سيسعون بجهد إلى تحقيق مشروع عمراني إنساني إقتصادي ينطلق من بيروت الى كل لبنان يهدف الى زيادة المساحات الخضراء، وزيادة القدرة الاستيعابية للسكن داخل العاصمة، بالإضافة إلى حلّ مشكلة المواصلات والتخفيف من حدة زحمة السير. كما يهدف المشروع إلى تأهيل شبكات الصرف الصحي وبناء محطات تكرير بهدف الحفاظ على نظافة الشاطىء، كذلك الأمر بالنسبة إلى شبكة المياه الشفة فهذه الأمور الحياتية هي أساسية بالنسبة لنا. هذا وتضيف الزهيري بأن أعضاء اللائحة سيعملون على إعادة أبناء بيروت للسكن داخل مدينتهم من خلال تقديم سكن لهم بسعر الكلفة من دون إحتساب كلفة الأرض، مع تشديدها على أن كافة المشاريع ستتم وفق تخطيطٍ وتنظيمٍ مدني حديث من شأنه ان يجذب الإستثمارات لمدينة بيروت ويؤدي بطبيعة الحال إلى خلق فرص عمل للشباب وتحريك الدورة الإقتصادية.
وعن الرسالة التي توجهها للناخبين ولا سيما الشباب منهم، تقول الأستاذة أنديرا «أدعو الشباب إلى النظر بجديّة إلى واقعهم لمعرفة من يحرمهم من أبسط حقوقهم التي يكفلها لهم الدستور وشرعة حقوق الإنسان وأدعوهم لأن ينتفضوا على هذه الحالة المريرة، فالأمر يتطلب منهم قراراً واحداً واضحاً. وللناخبين أقول لا تحكموا علينا ولا تحاسبوننا على أخطاء لم نقم بارتكابها، لقد إختبرتم أهل السلطة وعرفتم النتيجة لذا تشجّعوا وجربّونا، وأنا أعدكم بأننا أهل ثقة!».
وفي كلمة ختامية معبّرة، أوضحت الأستاذة الزهيري أنها كإمرأة واثقة من نفسها وقادرة على تحقيق أهدافها بالأطر المشروعة، متعهدّةً باستكمال الطريق حتى النهاية.

صورة editor11

editor11