نظم المركز التربوي للبحوث والإنماء، بدعوة من رئيسته الدكتورة ندى عويجان، لقاء حواريا هو الأول مع مدير التعليم في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD الدكتور أندرياس شلايخر، في مبنى المطبعة في سن الفيل، في حضور وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب، النائبين نقولا صحناوي وعدنان طرابلسي، المدير العام للتربية فادي يرق، مدير المجلس الثقافي البريطاني دايفيد نوكس، عميدة كلية التربية الدكتورة تيريز الهاشم، الدكتورة وفاء قطب والسيدة بوليت عساف من مشروع "كتابي"، رئيس شبكة التحول الرقمي ربيع بعلبكي، المدير الإداري للمركز شربل مسلم، رئيسة مكتب الإعداد والتدريب في المركز رانيا غصوب، رئيسة مكتب البحوث التربوية في المركز الدكتورة غيتا حنا، رئيس مكتب التجهيزات والوسائل التربوية في المركز جورج نهرا وممثلين لمؤسسات تربوية وجامعية وجمع من التربويين وممثلي قطاعات سوق العمل.
وكانت كلمة لوزير التربية قال فيها: "من المسلم أن يكون التقويم في المناهج جزءا لا يتجزأ من عملية التعليم والتعلم، ومن المسلم أيضا، ألا يعتمد الحفظ والاختبار الكتابي كمؤشر وحيد للحكم، وألا يكتفى بمرحلة القياس فقط، بل الوصول إلى التصويب والمعالجة من خلال برامج دعم هادفة. ومن المسلم أيضا، أن يستخدم المعلمون مروحة واسعة ومتنوعة من استراتيجيات التعليم والتعلم والتقويم لفهم ما تعلمه المتعلمون ولقياس مخرجات التعلم، واقتراح برنامج التدخل الهادف والإجراءات اللازمة للتحسين والتطوير التربوي. وتقوم منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD بتنفيذ اختبار ال PISA الذي يقيس جودة الأنظمة التعليمية في بلدان مختلفة. ويساعد هذا الاختبار في مقارنة مستويات المتعلمين في العالم، كما يكشف أوجه الضعف لديهم، ويساعد الدول في تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الدول المتفوقة".
أضاف: "اسمحوا لي أن أرحب بمدير التعليم والمهارات في منظمة OECD الدكتور أندرياس شلايخر، الشخصية العالمية في مجال التطوير التعلمي وربطه بالتنمية المستدامة وتطور النظم الاقتصادية، وأن أحيي اهتمامه بموضوع التربية في لبنان وأشيد بزيارته المركز التربوي للبحوث والإنماء على مدى يومين، وإحيائه ثلاث حلقات نقاش: الأولى اليوم، مع أصحاب القرار عن فرص العمل في عصر اقتصاد المعرفة لجيل جديد قادر على الابتكار والإبداع والريادة، والثانية مع المتعلمين عن أهمية الPISA والتجربة الدولية المشابهة للواقع اللبناني من حيث نتائج امتحان الPISA. أما الثالثة فهي مع القيادات التعليمية والتربوية عن الPISA كأداة لتحديث المناهج وتحقيق تحول نموذجي في التعليم والتعلم".
وتابع: "في نتائج اختبار 2018 Pisa، حل لبنان في مراكز متأخرة، وهذا ما دفعنا إلى دعم الخطة الوطنية للتطوير والاستجابة التي دعا إليها المركز التربوي للبحوث والإنماء والتي تطاول محاور ومستويات مختلفة تتعلق بخدمات المدارس اللوجستية والبنى التحتية للتحول إلى اختبار PISA الإلكتروني، إضافة إلى نشر الوعي على أهمية الاختبار. وتطاول أيضا تهيئة المتعلمين وتدريبهم على نوع الأسئلة وهيكلية الاختبار والتركيز في مهارات التفكير العليا والتفكير النقدي والإبداعي والتحليل المنطقي والتعبير الصحيح وحل المشاكل غير المألوفة، بالإضافة إلى تدريب المعلمين لتطوير أساليبهم التعليمية. وأخيرا، الاستفادة من نتائج وملاحظات الاختبار لمصلحة عملية تطوير المناهج الجديدة".
وختم المجذوب: "إن اهتمامنا بالدور المحوري والاستراتيجي الذي تؤديه المؤسسات التربوية في تهيئة جيل جديد يمتلك الكفايات والمهارات المطلوبة والكفيلة بإحداث نقلة نوعية، يدفعنا إلى توحيد الجهود وبناء الشراكات الفعالة والنشطة في المستوى الداخلي مع الوزارات والمؤسسات المعنية مرافقة لدعم واهتمام الأهل والمجتمع، وفي المستوى الخارجي الإقليمي والدولي للارتقاء بالمنظومة التربوية ورفع مستوى لبنان لبلوغ مركز ريادي في المستويين العربي والعالمي".