التبويبات الأساسية

أقام مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، غداء تكريمياً للقائد السابق للجيش العماد جان قهوجي، في منزله في طرابلس، في حضور النائب سمير الجسر ممثلاً الرئيس سعد الحريري، النواب محمد الصفدي وأحمد فتفت وقاسم عبدالعزيز وكاظم الخير، الوزير السابق عمر مسقاوي، راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين المطران إدوار ضاهر، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبدالرزاق إسلامبولي ورجال دين.

وحضر أيضا نقيب الصحافة عوني الكعكي، النقيب السابق للمحامين بسام الداية، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، السفير السابق عبدالمجيد القصير، أحمد الصفدي، الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي الدكتور محمد السماك، المدير العام السابق لدار الأيتام الإسلامية محمد بركات، الدكتور سابا زريق، العميد الدكتور هاشم الأيوبي، العميد عبدالله ضاهر، عضو المجلس الشرعي بسام برغوت والمهندس عبدالله بابتي.

وألقى الشعار كلمة قال فيها: "المكرم العزيز الغالي، رجل المواقف، ورجل الحكمة والقرار سعادة العماد جان قهوجي ضيف الشمال وطرابلس، ممثل دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري ،اصحاب المعالي، اخواني أصحاب السيادة المطارنة، أصحاب السعادة النواب، إخواني الحضور أهلا بكم جميعا في دارتكم التي إشتاقت إلى حضوركم والتي تضج بالبهجة والسعادة والسرور بإستقبال رجل مميز كان يمثل واحدا من أهم المراكز في لبنان، قيادة الجيش، صاحب القرار الحكيم".

وأضاف: "في هذا اليوم الأغر، أردت ألا يكون الاستقبال إلا بحضوركم جميعا أنتم تمثلون المدينة وضميرها وتمثلون الضمير الحر، في بيروت والبقاع والشمال والجنوب، وأردت ان يكون هذا التعدد لأن الإجماع منعقد على هذه القامة المميزة وعلى هذا النبل في التعاطي والتعامل "وإسألوا به خبيرا"، كم كنت أوقظه ليلا بعد منتصف الليل، وبعد الثانية والثالثة فجرا، أردت يا سعادة العماد ان يشاركني أهل بلدي في حسن استقبالك وتكريمك، وأنا أدرك أنك كنت تقوم بواجبك، لكن الواجب عندما يكون ممزوجا بالإحساس والعاطفة على أن الشعب أهلك وعائلتك وأسرتك هذا بحد ذاته يحتاج إلى تكريم وإلى تكريم مميز ونوعي".

وقال: "لذلك وجدت أن أتمنى على جميع إخواني الذين يمثلون هذا الضمير الحي لنبض الشارع المدني والسياسي والديني أن يكونوا جميعا في استقبالك وأن يشاركونني فرحة تكريمك ولو أنك إبن المدينة وإبن الشمال، وكنت كما حدثتني أكثر من مرة، كنت لفترة طويلة في خدمة عملك العسكري، في طرابلس وعكار والشمال، فمرحبا بك ألف مرة ومرحبا بك بحرارة وبصدق وبلهفة عالية".

وتابع: "سعادة العماد، الدنيا موقف وأهم المواقف هي التي تكون على مساحة الوطن، وعلى مستوى المسؤولية، طرابلس تقول اليوم لك شكرا ألف مرة، لأنك استطعت بحكمتك وإدارتك وحسن معالجة ما حدث على أرضها من فتن، أن تستأصل بذور الفتنة دون أن يكون هناك انتصار إلا للوطن، وهذا الذي نريده نحن، نحن لا نريد أن ننتصر على أحد، ولا نريد لأحد أن ينتصر على أحد، نحن نريد أن ينتصر الوطن، العمود الفقري للوطن هو الجيش الذي عشقناه وأحببناه، ومدحناه مرارا، ورغم ذلك فإننا نجد أنفسنا ما زلنا مقصرين في أن نعطي الجيش حقه، ورجال الجيش حقهم".

وقال: "المرحلة التي مر بها لبنان كان المراد منها أن تعود الحرب الأهلية السابقة وأن تعود الفتن ليقتنع العالم أن لبنان بلد لا يستحق الحياة، ولا يستحق أن يحكم نفسه، إما أن يكون ملحقا وإما أن تكون قوة خارجية هي التي تدير شأنه، الجيش هو الذي حسم الموضوع، والقرار السياسي الذي أعطى الجيش كل الدعم لا أغفل عن إعطائه حقه، القرار السياسي والجيش الذي أثبت أنه ملح البلد وأنه وطني بامتياز، ولا علينا أن تحدث قضية إختلف فيها الناس أو تعددت فيها الآراء هذا شيء طبيعي، ولكن أن يكون محور المسألة هو الأمن والاستقرار ووحدة المدينة والشمال ووحدة الوطن هذه رسالة كبرى، لا يستطيع أن يستوعبها إلا الرجال الكبار أمثالك وأمثال الذين كنت تتواصل معهم وخصوصا من أرباب القرار السياسي، فألف تحية لهم كذلك".

وأضاف: "لا أريد أبدا أن أقوم بمحاضرة أو بخطاب جماهيري كان يكفي أن أقول كلمة واحدة، شكرا لك يا سيادة العماد بإسمي وبإسم الشمال وطرابلس، لكن العاطفة تغلب، ولأن العاطفة الصادقة التي مزجت بحرارة الصدق في التعامل معك هي التي جعلتني أسترسل في كلام كل واحد من الحضور يحمل لك فيه مئة ضعف أو يزيد، أنا سأترك المجال لابتسامتكم وتحياتكم لقائد جيش يعتز لبنان به وبمواقفه، وصدقوني ما قمت بعمل بصفتي الفردية أو حتى الدينية إلا وأنا محاط بإخواني أصحاب السيادة المطارنة وبكل نواب المدينة ووزرائها، وبدون إستثناء".

وختم الشعار: "الفضل في ما حدث في أي قرار في طرابلس هو لهذه النخبة التي تحملت مسؤولية المدينة ولهذه القيادة الدينية التي قل نظيرها في لبنان، هؤلاء المطارنة، كل واحد منهم كان يعتبر أن الآخر يمثله، تحية إليكم إخواني جميعا، لمواقفكم التي اشتركنا جميعا في تحملها وأدائها، وشكرا لك الف مرة سيادة العماد على ما فعلت وأنجزت وأتممت وقررت وأخذت في ذلك مواقف ليس أمامك من خط أحمر إلا لبنان والأمن والاستقرار، عشتم جميعا وعاش الجيش أبد الحياة، وعشت أنت أيها القائد وعاش لبنان".

ورد قهوجي بكلمة قال فيها: "أنا أشكر سماحتك وكل الحضور وأكيد ممثل حبيب قلبنا الرئيس الشيخ سعد الحريري، وأؤكد أنه خلال كل فترة خدمتي في قيادة الجيش كان همي الشمال وطرابلس، لأني وصلت إلى قيادة الجيش وكانت مشكلة طرابلس "عم تغلي"، واستغرقت وقتا لنجد الحلول، وطرابلس كانت دائما في قلبنا. اشكر كل الفاعليات الموجودة، وأعرف أنه لولا مساندتكم لنا وسهركم لما إستطعت تخليص طرابلس من المشكلة الكبيرة التي كانت واقعة فيها، وليس طرابلس فقط في قلبي بل كل الشمال".

وختم: "أتمنى لكم كل خير واتمنى لطرابلس ان تعود إلى عزها الذي كانت فيه قبل الحرب، وأتذكر ان طرابلس عند مداخلها كانت تعج بالمعامل والمصانع وكل الناس تعمل وتشتغل، كما أتمنى لكل الشمال الإزدهار والعودة إلى الزمن الجميل وأتمنى لسماحتك وللجميع دوام الصحة والشكر".

وفي ختام اللقاء قدم الشعار لقهوجي سبحة من الأحجار الكريمة.

صورة editor11

editor11