أطلق "مرصد العائلة اللبنانية" في احتفال اقيم في مركز المرصد في ضبيه، بمشاركة وزير الاعلام ملحم الرياشي، رئيسة المرصد ملكة جمال الكون السابقة جورجينا رزق، رئيس مجلس إدارة "تيلي لوميير" جاك كلاسي، السفير خضر حلوي ورئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم. وحضر الاحتفال هيام بستاني عن المؤسسة المارونية للانتشار، سركيس سركيس وعدد كبير من المهتمين بشؤون العائلة اللبنانية والمخاطر التي تتهددها في هذه المرحلة.
كلاسي
بداية، النشيد الوطني ، ثم ألقى كلاسي كلمة اعتبر فيها "ان موضوع افتتاح المرصد جاء استجابة لنداء الوزير رياشي ونداء الضمير، لأن ناقوس الخطر قد دق ونظامنا الاخلاقي القديم هو بحالة احتضار".
وإذ شدد كلاسي ان "كل حضارة تخلت عن قيمها زالت"، قال: "ان اللبنانيين عصوا على العالم بسبب قيمهم، لكنهم اليوم يحاولون ضربها بآخر سلاح لهم، وهو ضرب الشبيبة والعائلة، وذلك بتسويق الانحلال الاخلاقي عبر كل الوسائل المتاحة... المخدرات، البطالة... اليأس... مستعملين التطور التكنولوجي والتقدم السريع لوسائل التواصل التي فرضت علينا، والتي علينا ان نتعايش معها شرط ألا تكون على حساب امور اخرى اغلى ثمنا، اي على حساب قيمنا وحضارتنا وانسانيتنا".
أضاف: "في الماضي كان التلفزيون يجمع العائلة والجيران واهل الحي، اليوم يفرق التلفزيون العائلة نفسها. بالامس كنا نسهر لندرس اليوم نسهر على chat والمواقع الالكترونية حتى الصباح ونأتي الى مدارسنا ومؤسساتنا وشركاتنا نياما، ناهيك عن الارتفاع المريع لمعدلات الانتحار لدرجة ان في بعض بلدان الغرب محاولة انتحار كل اربعة دقائق وهذا كله نتيجة انحلال العائلة".
وقال كلاسي: "ليس دورنا اليوم ان نعلم المحطات ووسائل الاعلام ووسائل التواصل ماذا يجب ان تقول او تكتب او تنشر فكلهم ناضجون ومسؤولون، لكنهم يعرفون تماما انهم عن قصد او غير قصد ساهموا والى حد كبير بتدهور كل تلك القيم ونشر كل هذه المخاطر التي لا تهدد مجتمعات ودول واوطان بل تهدد الانسانية بكاملها لذلك كان "مرصد العائلة اللبنانية"الذي ولد من رؤية الوزير رياشي لأنه خائف ان نخسر هذه العائلة وان نخسر معها لبنان وذلك بهدف الدفاع عن هذه العائلة، عن قيمها وقيمتها، عن كيانها ووجودها كي يبقى لنا ارض ويلقى لنا وطن".
وختم: "لقد أنشىء المرصد للتنبيه عن خطورة بعض البرامج ومحتواها الذي يضر بالتوازن النفسي والعاطفي والفكري والانساني لأطفالنا وشبابنا، وليشكل مرجعية ضاغطة تجمع الرأي العام والمجتمع، واختصاصيين بالتربية وعلم النفس والاجتماع للتحذير من تنين العصر الآتي تحت راية الاعلام والتواصل دون ان يعلمنا او يدعنا نتواصل، لذلك سنفتح باب الانتساب On-line لتكوين اكبر شريحة ضاغطة من اللبنانيبن لتدق على ابواب المسؤولين لنضمن الامتثال للقوانين ولفرض غرامات وتشريع قوانين جديدة تتماشى مع تطور التكنولوجيا من جهة وتحفظ قيمنا وعائلاتنا من جهة اخرى".
حلوي
ثم تحدث السفير حلوي، فأكد "وجود أخطار كبيرة جدا تتهدد قيمنا ومجتمعنا وعائلاتنا، وهي التي دفعت الى تأسيس هذه الجمعية مدعومة من الوزير رياشي بأقصى سرعة، وهو ما يحملنا مسؤولية كبرى لكننا لن نخاف منها لأننا مؤمنون بالدور والهدف وحرصاء على مجتمعنا وابنائنا، لذلك سنكون راصدين لما يمكن ان يؤذي تقاليدنا وكرامتنا الانسانية وخصوصية الفرد، لنحمي العائلة اللبنانية اولا وكل عائلة موجودة على ارضنا ثانيا".
الرياشي
وكانت للوزير الرياشي كلمة شكر للقيمين على هذا المشروع وخص بالشكر "جلالة الملكة، ملكة عن استحقاق والتي هي احدى ابرز رعاة مشروع مرصد العائلة اللبنانية". وقال: "لن اطيل الكلام ولكن يجب ان اضع بعض النقاط في نصابها الطبيعي. مرصد العائلة اللبنانية مرصد اساسي بالنسبة لي للمراقبة وليس لوضع رقابة، لحماية الحرية والقيم وليس لقمع الحرية ولا لقمع اي انسان، بل على العكس، نحن ضد القمع ولكن مع القيم، نحن ضد قتل الحرية ولكن ضد قتل العائلة وقتل القيم، لن نقبل بهذه ولن نسمح ابدا بتلك. ما هو ضروري ويجب ان نعمل عليه جميعا هو حماية العائلة، وكما قال سعادة السفير، نحن لا نخاف، لكن انا اطلب منكم الا تخافوا ابدا لأن سقوط العائلة يعني سقوط لبنان. سقوط العائلة يعني سقوط كل ما هو قيم على هذا الكوكب، العائلة بدءا من العائلة المقدسة وصولا الى كل عائلة من عائلاتنا وهي عائلات مقدسة لأنها تحمي وتحتضن بالمحبة والقيم والاخلاق وتعلم وتربي، هي الدور الاساسي والمرجع الاساسي لقيام المجتمعات ونهضتها".
أضاف: "في هذا المحفل الكريم اقول ان مرصد العائلة اللبنانية، صحيح انه بتشجيع من وزير الاعلام ولكنه ملزم لوزير الاعلام كما هو ملزم لغيره، انا ادعوكم لمراقبة وزير الاعلام ومحطات الاعلام الرسمية والخاصة ووسائل التواصل الاجتماعي وان تراقبوا رقابة معنوية لحقها في النقد والانتقاد والنقض ولكن لا تقبلوا ابدا، بدءا مني، ألا ان توجهوا ملاحظاتكم لأي أحد يخالف الاصول والآداب ويخالف الاخلاقيات التي نحن نتبعها ونحترمها. فإذا خسر أحد منا هذه الاخلاقيات بطريقة التخاطب مع الآخر خسر كل شيء وانتهى كل شيء".
وتابع الرياشي: "نحن لا مشكلة لنا بالانتقاد ولا مشكلة لنا في ان يكون لأحد موقف مخالف لأي موقف آخر. حرية الآخر مقدسة كما حريتنا هي مقدسة، ولا يمكن لهذه الحريات ان تكون مقدسة الا اذا تقدست بيوتنا وما سمحنا بالدخول إليها ضيوف يشوهون هذه البيوتات ويشوهون اخلاقياتها.
يمكن للتلفزيون ان يكون ضيفا، يمكن ان يكون صديقا واخا داخل البيت ويمكن ان يكون عدوا داخل البيت. مهمة هذا المرصد ألا يسمح لهذه الوسائل الاعلامية ان تتحول الى عداوات داخل البيت. هذه الوسائل الاعلامية الضخمة والعظيمة والتكنولوجيا العظيمة بين ايدينا نتمنى ان نتعلم منها شيئا واحدا، ان نتعلم كل ما هو جميل ومفيد وكل ما يؤمن التواصل والحوار ولكن لا ننسى رؤوسنا المنحنية عندما نشتغل على هواتفنا فلنتذكر دائما وفي كل يوم وكل ساعة وثانية عندما نأخذ راحة من الهاتف ان ننظر الى فوق".
وختم: "مرصد العائلة اللبنانية امانة بين ايديكم ووزارة الاعلام امام تحد كبير ان تدعم هذا المرصد بكل الوسائل المتاحة سواء عبر وسائل الاعلام الرسمية بدءا من الوكالة الوطنية للاعلام الى اذاعة لبنان وتلفزيون لبنان او عبر مجلس الوزراء وكل الوزارات المختصة. هذه مسؤوليتي وانا قبلت هذا التحدي وامام هذا التحدي اقول انا الى جانبكم ومعكم والى الامام".
رزق
اما رزق فتحدثت عن تجربة شخصية مع اولادها وردات فعلهم تجاه ما يرونه على التلفزيون وتأثرهم به كما كل الشباب. واذ شددت على ان "الطفل عندما يكبر سوف يعتبر الامور السيئة طبيعية"، نبهت الى "ضرورة التنبه الى المخاطر المحيطة بعائلاتنا من كل صوب وهو عمل المرصد الاساسي".
ابو كسم
من جهته، شدد ابو كسم الذي ذكر بتجربته الايجابية مع الوزير رياشي عندما كان مستشارا في وزارة الداخلية وقام المركز الكاثوليكي بحملة ضد المخدرات، على ان "العائلة اللبنانية مستهدفة (المسلمين والمسيحيين) وعلى المرصد حمايتها عن طريق الحفاظ على القيم الادبية والاخلاقية مع ضرورة حماية الحرية في الوقت نفسه".
وقال: "نحن في المركز الكاثوليكي للاعلام لدينا "هيئة صون القيم" التي تضم ممثلين من كل الطوائف وسوف نعمل مع المرصد لحماية العائلة وذلك بمؤازرة الوزير الرياشي ورعايته الدائمة اليوم وغدا وبعد غد".
واخيرا، أخذت صورة تذكارية للمؤسسين مع الرياشي.