حسين زلغوط – خاص, موقع “رأي سياسي” :
تعيش اسرائيل بمختلف مستوياتها السياسية والعسكرية والشعبية، القلق والخوف من ردة الفعل الإيرانية الحتمية وفق ما أعلن أكثر من مسؤول في طهران على العدوان الصهيوني الذي استهدف قنصلية الجمهورية الإسلامية في العاصمة السورية دمشق، والذي سقط فيه عدد من القادة في فيلق القدس.
ويضع المحللون والخبراء سيناريوهات عن آلية الرد الايراني، فيما تهافت الآلاف من الاسرائيليين وفق إعلام العدو على شراء المواد الغذائية وغيرها من المواد الضرورية خوفاً من تداعيات قصف القنصلية إلإيرانية.
وفيما حددت ايران أن القرار بالرد أتخذ، وأنه يبقى تحديد نقطة الصفر في الزمان والمكان، كون أن العدوان وقع على أرض ايرانية، على عكس الاعتداءات السابقة التي طالت مستشارين وقياديين ايرانيين في مناطق مختلفة في سوريا والعراق، كان الأمين العام لـ”حزب الله” واضحاً في خطابه الأخير لجهة التأكيد بأن الرد سيكون إيرانيا، قاطعا بذلك الشك باليقين بعدما ذهب البعض من المحللين في الداخل والخارج الاسرائيلي الى القول بأن طهران سترد على قصف القنصلية عبر أذرعها في لبنان أو سوريا، أو العراق.
واذا كان من المعروف أن ايران لا تشتغل على الفعل ورد الفعل المباشر، وأنها تتعامل مع أي حدث ببرودة أعصاب، ليكون الرد مدروساً بعناية فائقة، فانه لا يمكن التكهن بما سيكون عليه الرد على الاعتداء على القنصلية، هل يكون بقصف للعمق الاسرائيلي بواسطة اسطول من الطائرات المسيرة، أو عن طريق اطلاق الصواريخ البالستية البعيدة المدى، أم سيكون استهداف مباشر لمقار عسكرية في الداخل الاسرائيلي، او ضرب قنصليات ومصالح اسرائيلية في مكان ما في هذا العالم.
وبناء عليه فإن اسرائيل حتماً تأخذ كل ذلك بعين الاعتبار، لكنها ستكون عاجزة بالتأكيد عن معرفة ما يفكر فيه الإيراني الذي يعمل بنفس طويل وهو المعروف عنه أنه مستعد لحفر بئر بإبرة.
أين لبنان من الرد الإسرائيلي في حال قامت تل أبيب بتوسعة إطار عدوانها ردا على ما يمكن أن تقوم به ايران؟
من الطبيعي أن قيادة المقاومة تأخذ كل شاردة وواردة تحصل بالمنطقة بعين الإعتبار، وهي ستتعامل مع الأمور وفق التطورات الميدانية، فإذا قامت اسرائيل بتوسيع نطاق عدوانها، فإن المقاومة ستتعامل معها على هذا الأساس، بحيث لا يعود هناك قواعد اشتباك وما شابه، وأن السلاح الذي ما زال في باطن الأرض سيصوب في اتجاه العمق الاسرائيلي حيث ووفق التقديرات ستنهمر هذه الصواريخ في الأماكن المحدد لها بشكل لم تألفه اسرائيل منذ قيام كيانها الغاصب على أرض فلسطين، وبذلك سنكون أمام تطورات مفتوحة على كل الاحتمالات.
أما في حال بقيت الأوضاع في الجنوب على ما هي عليه اليوم ولم ترتكب اسرائيل حماقة توسعة الحرب، فإن المقاومة ستبقى تتعامل مع الواقع بما يفرضه الميدان، وكان كلام السيد نصرالله بهذا الخصوص مباشراً، عندما قال إن هم وسعوا دائرة النار وسعنا، مما يعني ان قرار الحرب الواسعة هو عند الاسرائيليين، وليس عند أي طرف آخر.
وفي هذا السياق قالت صحيفة “نيويورك تايمز” أن القوات العسكرية الأميركية في المنطقة وضعت في حالة تأهب قصوى. ووضعت إسرائيل أيضًا جيشها في حالة تأهب قصوى، وفقًا لتصريحات مسؤول إسرائيلي للصحيفة، كما تم إلغاء إجازات الوحدات القتالية، وتم استدعاء بعض جنود الاحتياط إلى وحدات الدفاع الجوي، وحجبت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، كما إن إيران وضعت جميع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى، وإنه تم اتخاذ قرار بأن إيران يجب أن ترد مباشرة على هجوم دمشق لخلق الردع، وهذا يعني أن المنطقة برمتها أمام سيناريوهات متعددة، تؤدي جميعها الى ثابتة واحدة وهي أن تحولاً كبيراً سيطرأ على وجه المنطقة بعد أي رد إيراني وما يخلفه من ارتدادات.