أقامت "مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية"، حفل عشائها السنوي في فندق "كورال بيتش"، برعاية رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ممثلا بنجله تيمور، حيث تخلل الحفل تكريم طلاب المؤسسة المتفوقين وتقديم درع تقديرية للمدير العام للمؤسسة المقدم شريف فياض.
شارك في الحفل النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير البيئة محمد المشنوق ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، النائب محمد الحجار ممثلا رئيس تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق نقولا نحاس ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور سليم حمادة ممثلا النائب طلال أرسلان، الشيخ غاندي مكارم ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، اضافة الى وزراء ونواب حاليين وسابقين وعدد كبير من المديرين العامين وممثلي الأجهزة العسكرية والأمنية ورؤساء وعمداء الجامعات وأعضاء مجلسي القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية في الحزب التقدمي الإشتراكي وشخصيات سياسية وثقافية وإجتماعية وتربوية ونقابية.
قدمت الحفل الإعلامية رنيم أبو خزام التي اشارت الى ان السيدة ديانا جنبلاط أشرفت على تصميم الموقع الإلكتروني الجديد للمؤسسة الذي من شأنه تعزيز التواصل مع مختلف الشرائح الطلابية والأكاديمية داخل وخارج لبنان، وبعد النشيد الوطني، سلم تيمور جنبلاط شهادات التقدير لعدد من طلاب المؤسسة المتفوقين الحائزين على معدل 80,3 GPA) في جامعات مختلفة، ثم ألقت كلمة الطلاب جود قائدبيه، فقالت: "لبنان بخير، ما دام هناك هيئات تستشعر الإنسانية ودعم العلم سعيا للرقي، كم تسبب عدم الإهتمام بالشباب والشابات إلى هجرة الفكر اللبناني إلى بلاد رحبت بهم وحرصت على تغذية هذا الفكر وإفادته للإستفادة منه، حارما هذا الوطن العزيز من أن يخطو خطواته العظيمة المرجوة".
أضافت: "وبسبب المشاكل السياسية والإقتصادية المتفشية في البلد، إضطر الكثير من الشبان والشابات أن يكونوا على مفترق طرق بين متابعة تعليمهم الجامعي أو العمل لكسب لقمة العيش بشرف. ولم أكن أحسن حالا، فلقد فقدت والدي ومنزلي وواجهت صعوبات معيشية. لكن بفضل حرص والدتي الدؤوب للتطلع قدما لمستقبل أفضل، قامت بدق باب مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات العليا، واثقة بالإستجابة الكريمة وبالتالي لم أضطر إلى مواجهة مفترق الطرق هذا".
وأشارت قائد بيه إلى أن "المؤسسة سعت على مدى أجيال لتقديم الدعم المعنوي الذي لا يقل أهمية عن الدعم المادي. هذا الدعم غرس فينا روح التحدي والإجتهاد للتقدم والنجاح. هذا الدعم عمل على إزاحة العقبة المادية وتأجيج روح المبادرة الفكرية والإجتماعية. الكلمات لن تعبر عن صدقية تقديرنا لهذه المؤسسة الكريمة. نشكر الرئيس وليد جنبلاط على إحتضانه للشباب اللبناني من خلال هذه المؤسسة وإننا على أمل وثقة بأن هذا الإحتضان سيستمر مع أمل الشباب الواعد الأستاذ تيمور جنبلاط".
وختمت قائلة: "نشكر مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية وكل القيمين على هذا الصرح الشامخ. ونشكر الحضور على مشاركتنا هذه اللحظات القيمة في حياتنا التي سوف تكون حافزا لقدرتنا على العطاء وتشجيع الطلاب في الأجيال القادمة وعسى لبنان أن يتجاوز محنته عبر تماسك أيدينا وتعاضد قدراتنا الفكرية والمعنوية وتوظيفها من أجل مجتمع أفضل".
يارد
بعد ذلك كانت كلمة ضيف الحفل عميد كلية الطب في الجامعة اللبنانية الدكتور بيار يارد، فقال: "شرفتني مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية بالطلب مني أن اقوم بمداخلة في إحتفال اليوم وإني لها من الشاكرين لأنها أتاحت لي الفرصة لأتكلم عن بعض الأفكار حول التعليم العالي في لبنان".
أضاف: "كما تعلمون إن لبنان هو أعرق دولة عربية في التعليم العالي الذي بدأ في العام 1866 مع إنشاء الكلية السورية في بيروت التي عرفت فيما بعد بالجامعة الأميركية في لبنان ومن ثم أنشئت الجامعة اليسوعية في العام 1875، ولقد ساهمت هاتان المؤسستان في إعداد الكوادر البشرية في مختلف الإختصاصات على مدى عقود عديدة أغنت لبنان والعالم العربي بأطباء ومهندسين ورجال فكر مميزين من مختلف المشارب، وبعد نضال ومظاهرات ومطالبة حثيثة للشباب اللبناني ولبعض القيادات الوطنية وعلى رأسهم الزعيم الراحل كمال جنبلاط إستمر عدة سنوات تم تأسيس الجامعة اللبنانية عام 1951 مع إنشاء دار المعلمين العليا ومن ثم أكملت نضالها وتحركها إلى أن تم انشاء كليات العلوم والآداب والحقوق والعلوم الإجتماعية عام 1959 ورغم مطالبة الطلاب حينذاك بكلية هندسة وطب عام لم يتم الاستجابة لهذين المطلبين إلا في أوائل الثمانينات".
وتابع: "شهدت التسعينات تأسيس جامعات خاصة تكاثرت كالفطر في بلد صغير دون حسيب أو رقيب ودون احترام المعايير الأكاديمية والبحثية العلمية إلا اللهم المعايير السياسية والطائفية ليصبح عددها حاليا "47" مؤسسة جامعية ومعهد موزعين كالتالي: 30 جامعة، 16 كلية جامعية وجامعة رسمية وحيدة هي الجامعة اللبنانية، تضم هده الجامعات 196 ألف طالب منهم 70 الفا في الجامعة اللبنانية (60 بالمئة إناث و 40 بالمئة ذكور)".
واردف: "إذا أخذنا كمثال كليات الطب في لبنان نجد أن كلية الطب في الجامعة الأميركية أسست في العام 1866 وفي اليسوعية العام 1883 وبعد مئة عام أي سنة 1983 أنشئت كلية الطب في الجامعة اللبنانية وبعد العام 1996 توالت مراسيم التراخيص فتم افتتاح اربع كليات طب جديدة ليصبح العدد الاجمالي سبع كليات تخرج سنويا حوالى 600 طبيب علما انه في مصر مثلا دولة المئة مليون نسمة لا يتعدى عدد كليات الطب فيها العشرة. ولقد ورد في صحيفة النهار السبت الماضي أن مجلس التعليم العالي يدرس طلبات ترخيص لكليات طب جديدة، بالله عليكم هل هذا مسموح في بلد لا يتعدى عدد سكانه الخمس ملايين؟ وأين هي المعايير المفروضة من قبل السلطات المعنية للسماح بترخيص جديد لكليات تخرج أطباء يعتنون بأثمن ما يملكه المواطن ألا وهو صحته وعافيته".
وتابع يارد: "إذا طرحنا السؤال هل واقع الجامعات في لبنان سليم؟ ربما في نظرة أولى نقول نعم ونزهو بالأعداد والأرقام لكن إذا قمنا بتشريح الوضع بدقة يتبين لنا أن قسما لا يستهان به من هذه المؤسسات لا يتمتع بالمستوى الأكاديمي المطلوب أو السمعة المهنية الجيدة، وهي تقبل الطلاب من دون أي رادع أو معيار، مما يؤثر سلبا على سمعة التعليم العالي في لبنان، وإذا نظرنا إلى واقع الجامعة اللبنانية ولدي خبرة ثلاثين سنة تعليمية فيها نرى أن الجامعة اللبنانية تتمتع بسمعة ومصداقية متفاوتة وفقا للكليات، فمثلا الكليات التطبيقية مشهود لها غير أن الجامعة ككل وبلا شك بحاجة لورشة عمل تنظيمية من الناحية الإدارية والأكاديمية وإلى دعم أكبر من الدولة".
أضاف: "بعد خبرة سنة ونصف من العمل في مجلس الجامعة الذي شكل في أيلول من العام 2014، أقترح تشكيل هيئة مستقلة مدعومة بقرار سياسي من أعلى المراجع لتقوم بمسح شامل لحاجات الجامعة وتحديث قوانينها التي تعود إلى الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وتضع خطة شاملة لتطويرها وإيجاد اختصاصات عملية جديدة تلبي حاجات الأسواق اللبنانية والعربية وتأخد قرارات جذرية لتخفف عن كاهلها الأعباء غير المجدية، مثال على ذلك فإن 80 بالمئة من موازنة الجامعة تذهب إلى الأجور والرواتب و5 بالمئة إيجارات أبنية ولا يبقى لتمويل الأبحاث إلا أقل من 1 بالمئة من الموازنة. من هنا، نرى أنه من الضروري القيام بهذه الخطوة الجريئة لإصلاح الجامعة الرسمية الوحيدة في لبنان التي عكست منذ تأسيسها الواقع المأزوم للنظام اللبناني".
وأشار يارد إلى أن "تاريخ الجامعة من أزمة إلى أزمة. ولدت نواتها الأولى بعملية قيصرية في ظل أزمة الحكم في العهد الاستقلالي الأول ووضعت في الثلاجة خلال العهد الاستقلالي الثاني وانتعشت في ظل العهد الثالث الإصلاحي وفي الستينات والنصف الأول من سبعينات القرن المنصرم تطورت مع إزدياد الحركة التقدمية طلابيا وشعبيا وتفرعت مع تقسيم البلد في الحرب الأهلية. وفي العام 1983 أنشئت كليات العلوم الطبية لحل أزمة طلابية في بعض الكليات الطبية الخاصة غير المرخصة وبقيت الجامعة دون مجلس جامعة عشر سنوات من العام 2004 لغاية 2014 عاكسة في الألفية الثالثة واقع أزمات الحكم المتتالية بعد الطائف".
وتابع: "إذا نظرنا إلى البلدان الأوروبية العريقة في مجال التعليم العالي كفرنسا مثلا نرى أنه لا وجود فيها إلا لجامعات رسمية ذات مستوى عال في مختلف المجالات ولا وجود لقطاع خاص فيها، أما في لبنان، فإنه وبسبب غياب السياسة الرسمية الواضحة والحديثة والشفافة، حتم على المجتمع الأهلي وعلى المؤسسات التي تدعم التعليم الجامعي كمؤسسة وليد جنبلاط القيام بخطوات بالنيابة عن الدولة كي تدعم الشباب اللبناني في تحصيله الجامعي. وهذا وضع يحتم على هذه المؤسسة التي تساعد أكثر من الف طالب جامعي سنويا من كل المناطق والطوائف القيام بجهد كبير ومستدام وهي مشكورة عليه. ومشكور رئيسها الذي يعطي للتعليم الجامعي عناية مميزة في القطاعين العام والخاص وما موقفه خلال تشكيل مجلس الجامعة في أيار من العام 2014 إلا أكبر دليل على صدقيته في هذا المجال وعلى ترفعه وإبتعاده عن كل محاصصة سياسية أو طائفية"، مؤكدا "أن مستوى الجامعة الوطنية هو همه الوحيد وهدفه الأسمى".
ولفت يارد إلى إن "دور لبنان وخريجي جامعاته الخاصة والرسمية يجعل من هذه الفئة من الشباب كنز لبنان الحقيقي وثروته التي لا تقدر بثمن، فلا النفط المختزن في باطن الأرض اللبنانية ولا الغاز في بحره يمكنهما يوما ان يحلا محل هذه الطاقة البشرية الهائلة والمميزة وما الأزمة الإقتصادية التي تعيشها دول النفط اليوم إلا أكبر دليل على ثبات الثروة الفكرية والعلمية الموجودة في عقول الشباب اللبناني مهما تقلبت الظروف والأحوال لأن هذه الثروة لا يمكن لأحد السيطرة عليها أو إختزالها فهي قوة لبنان الأساسية مهما عصفت المحن وكنزه الذي لا ينضب".
وختم يارد داعيا الى الحد من الترخيص للجامعات والكليات التطبيقية وخاصة الطبية والهندسية، العمل على خلق إختصاصات جامعية جديدة عملية وتقنية كما هو الحال في ألمانيا، إقرار قانون جودة التعليم الجامعي الموجود في مجلس النواب، إنشاء جهاز رقابة على تطبيق البرامج الجامعية وورشة عمل إصلاحية في موضوع الجامعة اللبنانية ضمن إطار رؤية مستقبلية وطنية واضحة وشاملة".
ثم فقرة للفنان جورج خباز، تلاه عرض فيديو عن المؤسسة.
ناصر
وتحدث ناصر باسم صاحب الرعاية، فقال: "بإسم صاحبي الدعوة الرئيس وليد جنبلاط والأستاذ تيمور جنبلاط نرحب بكم ونشكر لكم مشاركتم لنا هذا اللقاء. شكرنا لكم ليس فقط لمشاركتم بل لشراكتم مع هذه المؤسسة في مسيرتها الحضارية والإنسانية، فهذا اللقاء يشكل في حقيقته فرصة جديدة لأمل جديد لشباب يطرقون باب الحياة في مرحلة حساسة من عمرهم فيجدونكم مع المؤسسة من يفتح أمامهم سبل الحياة لتحقيق طموحهم بالفعل والواقع".
أضاف: "إن هذا اللقاء حتما يشكل فرصة جديدة لشباب تتراكم أمامهم الحواجز الاجتماعية والإقتصادية ما يستدعي منا جميعا أن نسعى لتحصين الجامعة اللبنانية لتمكين طلابنا من تحصيل علمهم بأقل كلفة ممكنة فهذا حق شبابنا وهذا واجبنا كقوى سياسية حيث لا يمكن ترجمة هذا الأمر في الواقع إلا بإرادة القوى السياسية نفسها ونحن نعلم تماما كم يعاني الأهل لتمكين أبنائهم من اجتياز هذه المرحلة الصعبة، فعلينا إخراج جامعتنا الوطنية من التجاذب السياسي والحزبي والطائفي والمذهبي، مع تقديرنا للدور الأكاديمي والوطني الذي تقوم به الجامعات الخاصة إلا أنه من حق الشباب اللبناني أن يتمكن من دخول الجامعة بالكلفة التي يقدر عليها دون طرق أبواب الجامعات الخاصة ذات الكلفة الباهظة".
وتابع ناصر: "وبقدر ما نعتز بالدور الذي تقوم به مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية إلا أنه لا بد من القول بأن هذا الدور هو في الحقيقة دور الدولة والجامعة الوطنية. إننا اليوم نجدد العهد كمؤسسة بالاستمرار في هذه المسيرة المستمرة منذ 35 عاما والتي قدمت ما يزيد على 14000 دراسة والتي زاد عدد منحها خلال العام الدراسي الحالي 250 منحة بمتابعة مباشرة من الأستاذ تيمور جنبلاط الذي يسعى لكل جهد لتوسيع قاعدة التقديمات وتكبير حجم الملاءمة المالية لهذه المؤسسة لتستمر بدورها".
وفي الختام، قدم تيمور جنبلاط والهيئة الإدارية للمؤسسة، درعا تقديرية للمقدم فياض.