وصل الى بيروت مساء اليوم، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عائدا من الفاتيكان، بعد زيارة استمرت عدة ايام، شارك خلالها في حضور اجتماعات الامانة العامة الحبرية لوسائل التواصل الاجتماعي والاعلام، كذلك تسلم مرسوم تعيينه محاميا روتاليا في المحكة الروتالية، وهي ارفع محكمة في الفاتيكان، والقى محاضرة حول العلاقات بين الكنيسة المارونية والفاتيكان، كذلك التقى قداسة البابا فرنسيس وسلمه دعوة لزيارة لبنان، وقد رافق الراعي في هذه الزيارة مسؤول الاعلام في بكركي وليد غياض.
واقيمت للراعي مراسم استقبال رسمية على أرض مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، حيث كان في استقباله ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الثقافة غطاس الخوري، النائب البطريركي بولس صياح، رئيس اساقفة بيروت للمروانة المطران بولس مطر، قائد جهاز امن المطار العميد جورج ضومط، رئيس فرع الاستقصاء في المطار علي نور الدين، مدير مخابرات جبل لبنان العميد كليمنس سعد، اضافة الى عدد من المطارنة.
ولدى وصوله الى صالون الشرف في المطار، استهل الراعي كلامه بنقل تحية من البابا فرنسيس الى لبنان. وقال: "وجهت الدعوة الى قداسة البابا لزيارة لبنان، موقعة من البطاركة الكاثوليك الاربعة ككنيسة كاثولكية، بعد ان وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون دعوة رسمية وخطية لقداسته، وقد عبرنا بأن زيارته الى لبنان ستكون فرحة لكل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، واكيد سيرى قداسته برنامجه وسيتم الاتصال بالرئيس والكنيسة"، معربا عن سعادته ب"حمل تحيات البابا بنديكتوس، الذي لا ينسى زيارته الى لبنان، وكل مرة يسأل عن اوضاع اللبنانيين".
وحيا البطريرك الماروني "رئيس الجمهورية على اهتمامه الدائم"، شاكرا "حضور وزير الثقافة غطاس الخوري الى المطار ممثلا رئيس الجمهورية، سواء قبل المغادرة الى روما، حيث اعطانا دفعا باسم رئيس الجمهورية، وكذلك بالعودة مزودا ايانا بالقوة".
وأشار إلى أنه "يحمل سلام الجالية اللبنانية في روما والسفارتين اللبنانيتين لدى الدولة ولدى الفاتيكان"، كاشفا ان "كل من التقينا بهم في روما وفي الفاتيكان من خلال الاجتماعات، التي من اجلها كنا اصلا هناك، وبصورة خاصة اول اجتماع عمومي لامانة التواصل الى انشأها قداسة البابا، التي تضم كل المؤسسات التي تعنى بالاعلام والنشر، حيث كان يوجد 9 مؤسسات، وصنعوا منها مؤسسة واحدة، يسألوننا عن مصير لبنان وواقعه وعن مستقبل لبنان وكلهم يعرفون بإننا نمر ليس فقط بأزمة سياسية داخلية، انما ايضا لبنان متأثر بالازمة في المنطقة".
ولفت الى انه "يقدر جدا كل الجهود، التي تبذل اليوم وكل القوى السياسية والتكتلات للوصول الى قانون للانتخابات، خاصة ان الوقت اصبح داهما"، مشيرا إلى ان "الجميع يمسك قلبه بيده، حتى لا نصل الى العشرين من شهر حزيران المقبل، ونحن بدون قانون فهذا ليس بالشيء الجميل"، آملا ان "يصل المسؤولون في لبنان الى قانون للانتخابات"، مذكرا ب"قول منسوب للبنانيين بانهم يصنعون حلولا في ربع الساعة الاخير"، متمنيا ان "تصل الامور بسلام الى خواتيمها حتى يرتاح اللبنانيين، والا نقع بأزمة سياسية جديدة، والا يتعطل العمل سواء كان في الحكومة او في مجلس النواب"، مبديا تفاؤله ب"الخطوات الجديدة التي تحصل على صعيد قانون الانتخابات".
وشدد على اننا "في لبنان بحاجة كبيرة الى الكثير من الحكمة"، مستبعدا "حصول اي اشكالات بين اللبنانيين انفسهم"، مشددا على "ضرورة تماسك القوى في لبنان لتجنب البلد اية ازمة اقليمية او اي ازمة مع اي منظمة ارهابية"، مؤكدا انه "مع الجيش اللبناني والقوى السياسية والاجهزة الامنية، نستطيع ان نصون لبنان من اي تسرب من منظمات تحاول احداث أية عاصفة امنية".
وقال: "اننا الان نعيش في لبنان نتائج الحرب الدائرة في سوريا والمنطقة، اذ يوجد عندنا مليون ونصف مليون نازح سوري، الذين من حقهم العيش طبعا، ولكن عيشهم سيكون على حساب اللبنانيين، خاصة ان ذلك ينتج ازمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية والخطر السياسي والامني، لذلك فنحن بامس الحاجة الى تماسك القوى في لبنان مع بعضها"، مشيرا الى ان "الجميع يعرف أن الطريق البري للتجارة، التي تمر عبر سوريا الى الخليج والاردن والعراق مقفلة، لذلك علينا قدر المستطاع تجنب أزمات جديدة، وان نتكاتف ونتضامن حتى تمر هذه العاصفة"، خاتما انه يصلي "دائما للبنان لتجنب الكأس المرة".