التقى رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL WORLD، الدكتور فؤاد زمكحل على التوالي مع سعادة السفير البرازيلي السيد جورج جيرالدو قادري، يرافقه السكرتير الأول للسفارة السيد روبرتو سالوني، تلاهما اجتماع مع المدير الإقليمي لوكالة الاستثمارات المكسيكية ProMéxico، السيد خوان سيبيدا.
خلال الاجتماعين المتتاليين، قال الرئيس فؤاد زمكحل : "ان منطقة أمريكا اللاتينية غنية جدا بالموارد الطبيعية. بالفعل، لديكم العديد من فرص للاستثمارات الجذابة في حين ينمو الاستهلاك والطلب عندكم بشكل مستمر، واسواقكم تتوسع ... تشكلون الشريك المثالي بالنسبة لرجال الأعمال اللبنانيين في العالم الذين يبحثون دائما عن آفاق جديدة. نحن نعيش في مرحلة متقدمة من العولمة، حيث تختفي الحدود، ولم تعد تشكّل المسافات أية إعاقة، لذا فإنه من الضروري بناء وتطوير علاقة خاصة مع منطقتكم. بالنسبة لنا أنتم الباب الذهبي نحو قارة، وجزء من العالم يتمتع بسوق ضخمة حيث يمكننا بسهولة ايجاد مكان لنا، مستندين إلى المزايا التنافسية والمنتجات المتخصصة لدينا ذات الجودة العالية وإلى أفكارنا المبتكرة التي تجول العالم.
لقد سبقنا عدد كبير من الأشقاء اللبنانيين إلى منطتقكم منذ عقود ومنذ ذلك الحين تبعهتم أجيال عديدة. تمكنوا بفخر من النجاج وشاركوا في نمو بلدكم. وها هم الآن جزء من ثقافتكم، وأعمالكم، كما وقد اندمجوا تماما. ان الجالية اللبنانية في أميركا اللاتينية هي الأكبر في العالم. وبالتالي يجب علينا معا، يدا بيد، استخدام هذه المزايا الضخمة والاعتماد عليها لتعزيز تجارتنا والشراكات التجارية والاقتصادية مع بلدكم الغالي جدا بالنسبة لنا. ينبغي أيضا النظر إلى لبنان على انه بمثابة الباب الذهبي أو حتى الماسي لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها. صحيح أن اقتصادنا صغير، ولكن سوقنا الحقيقية تتجاوز حدودنا وتغطي منطقة الشرق الأوسط بأكملها. نحن واثقون من أن رجال الأعمال اللبنانيين في العالم سيكونون اول من سيعيد بناء العلاقات الاقتصادية المتميّزة مع الأنظمة التي سيتم بناءها من جديد في المنطقة. لا يجب علينا العيش في ظل شبح الحروب والصراعات والمخاطر التي نتعرض لها، ولكن علينا ان نكون جاهزين لإعادة الإعمار الذي سوف يولد لغاية الآن أكثر من 500 مليار دولار امريكي من الاستثمارات في المنطقة. فمن المستحسن جدا أن نتبع القول الشهير: "يجب علينا جميعا أن نكون جاهزين عند سماع صوت البنادق لنكون الأوائل عندما سنرى حمائم السلام تطير في السماء". نحن على ثقة من أن لبنان هو محور المنطقة وسيبقى كذلك ، وبالتالي هو افضل شريك لكم."
أما فيما يتعلق بمشاريع إعادة الإعمار في سوريا، فقد أكّد الرئيس زمكحل على الدور الحاسم الذي سيلعبه لبنان في هذا المشروع الضخم: "من المؤكد أن نظامنا المصرفي سوف يلعب دورا محوريا في تمويل وتكرير الأموال الدولية لإعادة إعمار سوريا. سوف يكون قطاع التأمين لدينا، بدعم من شبكة إعادة التأمين العالمية، المرشح الأول لتأمين مشاريع إعادة الإعمار الجديدة أو للاستثمارات في هذا المجال. سيكون ميناء طرابلس، والذي يتم استخدام 18٪ فقط من طاقته الحالية، والذي يتمتّع بعمق مياه فريد، مفيد إلى حد كبير لاستلام السلع المرسلة إلى سوريا.
ان صناعاتنا ورجال الأعمال اللبنانيين في العالم وشركات البناء لدينا كلهم على استعداد للمشاركة بنشاط في مشروع إعادة إعمار سوريا. ولكن من الضروري أن يتم تنظيم المناقصات بشفافية من قبل الشركات العالمية، مع مراقبة من شركات التدقيق الدولية، وأن يتم تأمين الدفعات وضمانها من قبل الصناديق العالمية. من الواضح، ونحن ندرك ذلك، أنه ينبغي بناء مشاريع مشتركة وتحالفات استراتيجية، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي والتعاون للمشاركة كمجموعة في هذه المناقصات وهذه المشاريع الواسعة النطاق. يجب علينا أن نتخلص من عادتنا الفردية الفطرية لدينا، وأن نتعلم كيفية العمل ضمن مجموعات، على أمل لعب دورا مركزيا في هذا المشروع الضخم، وخصوصا استخدام مزايا الجوار لدينا من دون أن ننسى جرءتنا في تنظيم المشاريع وعوامل النجاح الرئيسية لنأمل بكسب الكثير من هذه المشاريع ". واختتم الرئيس زمكحل كلمته قائلاً: "يمكنني أن أؤكد لكم أنه لطالما كان القطاع الخاص اللبناني ورجال الأعمال اللبنانيين في العالم مستقلين عن التوترات السياسية المحيطة وسيظلون كذلك كما وانهم لم يكفوا قط عن التطور ضمن بيئة متقلبة وغير آمنة. مهما كانت الصعوبات، كان وسيظل رجال الأعمال اللبنانيون في العالم أول من يكتشف الفرص المدفونة وراء الأزمات وسيثبتون دائما للعالم قدرتهم وقوتهم وسرعتهم على التكيّف."
من جانبه، قام سعادة سفير البرازيل في لبنان السيد جورج جيرالدو قادري: بشكر الرئيس د. فؤاد زمكحل بحرارة لدعمه المتواصل لمجلس الأعمال اللبناني-البرازيلي (LBBC)، وللزيارة والمهمة الناجحتين لوفد من رجال ورواد الأعمال اللبنانيين الى ساو باولو في عام 2016 . كذلك شجّع سفير البرازيل د. زمكحل على الاستمرار بالضغط للمضي قدماً في المشروع الذي باشر به في ما يخص المفاوضات الجارية بين لبنان وسوق ميركوسور (MERCOSUR) (التي تضم البرازيل والأرجنتين والباراغواي والأوروغواي وفنزويلا )، من أجل التوقيع على اتفاق تجارة حرة من شأنه توسيع نطاق دخول البضائع اللبنانية الى احدى أكبر الأسواق الاستهلاكية في العالم. كما وشدد على أهمية الدور الذي يلعبه الدكتور فؤاد زمكحل واللوبي المكثف الذي يمارسه مع جميع الأطراف المعنية لإنجاح هذا المشروع الحيوي. من جهة أخرى، شدّد سفير البرازيل أيضا على الفرص لخلق مشاريع مشتركة (joint-ventures)، والتآزر، والتحالفات الاستراتيجية والتعاون التجاري بين الشركات اللبنانية والبرازيلية لتقديم معا مشروع مشترك يهدف لإعمار سوريا. وأخيرا تقدّم السفير البرازيلي بأفكار أخرى لتعزيز التعاون مع لبنان في المجال الاقتصادي، وكيفية الاستفادة من القدرة الفريدة لرجال الأعمال اللبنانيين في العالم على التواصل مع أسواق أخرى، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الغربية. من ناحية أخرى، قال السيد خوان سيبيدا خلال الاجتماع الذي عقب: "تمّ تعزيز العلاقات التجارية الثنائية بين رجال الأعمال اللبنانيين في العالم ونظرائهم المكسيكيين بشكل كبير في عام 2016، في أعقاب الزيارة التي قام بها وفد من تجمع رجال الأعمال اللبنانيين والتي نظّمها وتراسّها الرئيس الدكتور فؤاد زمكحل. سوف يواصل كل من منظمة ProMéxico وتجمّع RDCL World جهودههما الجادة لتحسين العلاقات الاقتصادية الثنائية بين لبنان والمكسيك، وللاستفادة الكاملة من الفرص التجارية والاستثمارية التي بامكان كل بلد تقديمها، من خلال بعثات تجارية أخرى لكلا البلدين، وأيضاً من خلال المشاركة في المعارض التجارية، والمشاريع المشتركة، أو غيرها. من المهم أيضا أن نشدّد على حجم وأهمية الجالية اللبنانية في المكسيك كحليف وشريك في المؤسسات التجارية والاستثمارية التي يمكن تطويرها بين البلدين. وقد تم الاتفاق على اقامة منتدى مهم وضخم للاستثمار سيتشارك في تنظيمه كل من ProMéxico و RDCL World خلال عام 2017. "