كتب الناشط السياسي جميل رعد: أعلنها صراحة دولة الرئيس ميقاتي أن الطبقة السياسيه الحاكمه تتحمل مسؤولية تردي الأوضاع السياسيه والإقتصادية والمالي’، وأن الحكوم’تتحمل مسؤولية معالجتها، كما دق دولته ناقوس الإنذار بالتحركات الشعبيه التي أوصلت الناس إلى شفير الإنهيار وأوصلت الدولة إلى حافة الإفلاس، أعلنها دولته صراحة أن نظامنا السياسي الطائفي والمذهبي الذي حكم البلد من التسعينات إلى اليوم هو الذي حول البلد من دولة إلى مزرعة، وحول المواطن إلى ضحية.. أعلنها صراحة أن الإنقسام العمودي والأفقي ومصلحة الطوائف وزعمائها والإنتماءات للمحاور الخارجيه التي كانت أهم من الطائف كدستور، وما طبق من الطائف لا يعدو خدمة لزعماء الطوائف.
أعلنها صراحة أن الإنتماء لغير الوطن والإنقسام للمحاور الخارجية وإدخال لبنان في أتون النار المشتعلة بالإقليم وعدم النأي بالنفس عما يجري حولنا سيصل بنا إلى الإرتهان بدل أن يكون لبنان نموذجا للحضارة ونموذجا للدور الجامع بين أبنائه والعرب،أعلنها أن التفاهم مع رئاسة الحكومه بعد الإنتخابات جاء كتقدير موقف إيجابي من دولته تجاه الطائفة السنية بشكل عام للخروج من التنازع والتشتت وللحفاظ على موقعية رئاسة الحكومة والحرص على دور الموقع الذي كفله إتفاق الطائف، فضلا عن إعطاء فرصة لهذه المبادرة لأعطاء طرابلس دورها المفقود من الدوله على مستوى الخدمات والمشاريع الإنمائية والخدماتية للمدينة، رغم الثمن السياسي الذي تحمله دولة الرئيس ميقاتي حول هذا الإجتهاد بخيار التفاهم... فجاء الإستهداف مزدوج فضلا عن الإستهداف بالمحليات وكأن التفاهم الذي عقده ضعف منه رغم الإثبات أن دولته إستطاع حصد الرقم الأعلى بالناخبين مع كتلة وطنية وازنة بالمدينة، وإستهدف من بعض الأبواق له طعم إقليمي بمسلسل حملات قراره بتلقفها بصبر رغم أن مسؤولية ما يحصل بلبنان تتحمله السلطة الحاكمة من رأس الهرم إلى الحكومة مجتمعة، والكل يعلم أن دولته خارج هذه السلطه بكل تفاصيلها... وحتى الفورة الشعبيه نهار الأحد التي لامست منزله ببعض الترهات يأخذها دولته بالمعنى الإيجابي نتيجة وجع الناس.
فطرابلس المهمشه من قبل الدولة والمتروكة لقدرها وجدت في دولته السند والأب، وأن أكثر دلالة على ذلك هذه المرحله وبنتيجة إعادة هيكلة واقعه التنظيمي بعد الإنتخابات وبالغياب المتقطع لدولته هذا العام عن طرابلس لأسباب لا يعلمها إلا هو شخصيا، شعر الناس بالإختناق من دونه كما إستغربوا هذا الإنقطاع الذي أثر سلبا على حياتهم وحاجاتهم، وخصوصا أنهم كانوا يرددون دائما ما يقوله دولته بالسياسة وبمجالسه "هؤلاء أهلي لا أستطيع الإبتعاد عنهم، ولا أراهم يعانون وأنا مكتوف الأيدي".
إن مسار الأوضاع السياسية وتدحرج الأزمات أصبح لزوما على دولته تأمين الحماية السياسية والإجتماعيه للوطن عامة وطرابلس خاصة، من هنا جاء دق جرس الإنذار من دولته، فهو المعني الأول بطرابلس وأهلها، معني بهمومهم وأوضاعهم التي أوصلتهم الطبقه السياسيه الحاكمة إليها، المعني الأول عن الدفاع عن حقوقهم وتقديم ما يراه مناسبا وما يلزم للحفاظ على الحد الأدنى من مقومات حياة كريمة. فالمسؤولية مزدوجة، مسؤولية سياسية وأخلاقية ومسؤولية مباشرة عبر جمعية العزم والسعاده التي تسد ثغرة أساسية، والتي لن تكون بمقدورها ولا لأي شخص أن يكون بديلا عن الدولة. إن دولته خير من عرف إدارة الأزمات، عندما أختير رئيسا لمجلس الوزراء وفي أصعب الظروف إنقساما بالبلد والإقليم ورغم التخوين والإساءات الشخصية، إستطاع دولته وبأدق الأزمات إيصال البلد إلى بر الأمان، رغم الممارسات اللاأخلاقيه التي مورست بحقه، ولكن دائما كان يقول البلد أمنه وأمانه أهم، فالإعتدال والوسطية والدستور والطائف والقانون كان شعاره الدائم، كل القوى السياسيه هم أبناء الوطن، والإختلاف السياسي مشروع ولكن ليس على حساب الدولة ولا على حساب المواطن. فاللهو بمصير الدولة ودستورها وإقتصادها أثبت بالتجارب من ١٩٥٨ وحتى إتفاق الطائف أنها لم تجر على البلد وأهله سوى الويلات والحروب... وكأن دولته يحذر من الإصطفافات ويعتبر لبنان بمجموعه أعجز أن يؤثر بالصراعات الإقليمية والدولية، علينا تجنيب أنفسنا الأزمات، وعلى لبنان أن يكون صديقا لكل العالم ما عدا الكيان الغاصب لفلسطين، وأخا لكل الدول العربية، وأن يلعب الدور الإيجابي تجاه جمع العرب، ويجب ألا يكون طرفا بأي صراع لأننا سندفع ثمن وإرهاصات الصراعات كما يحدث معنا الآن، ويعلم جيدا دولته أن لكل طرف سياسي بلبنان ميولا لمحاور خارجية، ولكن على الجميع تسخير علاقاتهم للمصلحة الوطنية، التي تفرض علينا جميعا الإنتماء للوطن دون سواه. من هنا فإن الإستهداف المستجد وليس الجديد على دولته لأن هناك أطرافا تعيش على الأزمات والإنقسامات، وهنالك عصابه تعيش على الإبتزاز السياسي والمالي، وهناك جهات لا يناسبها هكذا رجالات دولة تنطلق من الدستور والقانون لتنظيم شؤون البلد وأهله.....