التبويبات الأساسية

اكد وزير الاشغال العامة والنقل ميشال نجار، خلال جولة له في مرفأ طرابلس يرافقه مدير مكتبه شكيب خوري ومستشاره بيار بعقليني، ان “مرفأ طرابلس هو جزء أساسي من الامن الغذائي لا بل الأمن القومي وهذه المنطقة تتمتع بالإمكانات اللازمة للتقدم وتحقق تطلعات هذه المنطقة العزيزة والتي ستوفر بدورها الوظائف للشعب الطرابلسي والشمالي”.

ولدى وصوله الى المرفأ كان في استقباله مدير المرفأ احمد تامر، رئيس غرفة الصناعة والتجارة والزراعة في الشمال الأستاذ توفيق دبوسي، رئيس المنطقة الاقتصادية الخاصة حسان ضناوي، نقيب عمال المرفأ احمد السعيد، والوكلاء البحريون ومخلصو الجمارك ومتعهدو المناولة.

ودشن نجار مدخل المرفأ الجديد المجهز بكل التجهيزات اللازمة والذي يحتوي على 7 ممرات، ثم افتتح مكتبة النقل البحري وقاعة المؤتمرات، وأعلن عن “انطلاق مناقصتي الجسور التي تربط المرفأ بالأوتوستراد، والبنى التحتية الخلفية للرصيف الجديد اللتين يمولهما قرض من البنك الإسلامي، وتبلغ قيمة هذا المشروع 86 مليون دولار”.

واكد، في دردشة مع الصحافيين، ان “الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية تمر عبر الاراضي اللبنانية بشكل رسمي وغير مشبوه وبأوراق سليمة وهي تمر بطريقة الترانزيت من مرفأ بيروت في اتجاه سوريا”.

بعد ذلك، عقد الوزير نجار مؤتمراً صحفياً اكد فيه أنه “اختار البدء بمرفأ طرابلس لان في المدينة نواة لتكون العاصمة الاقتصادية الاهم في لبنان”، لافتا الى انه “يؤمن بأن كل المرافق في طرابلس يجب ان تكون على تواصل وتعاون وأن يكون هناك استمرار لكي تجد المشاريع الحيوية طريقها نحو التنفيذ”، وقال، “اشعر بالسعادة والفخر بأنني بينكم في طرابلس، ورغم انني ابن الكورة الا انني عشت معظم طفولتي في طرابلس، فهي مدينة الليمون وعبق السلام وهي ليست مدينة العيش المشترك بل هي من اوجدت العيش المشترك، هذه المدينة تسكن قلوبنا من دون منازع ونحن دوما نتمنى ان يعم فيها السلام والاخاء والاقتصاد. لذلك نحن هنا اليوم في هذا المرفق الحيوي: مرفأ طرابلس، وانا اخترت ان ابدأ منه من دون غيره من المرافئ”.
وأضاف، “طرابلس لديها نواة ان تكون العاصمة الاقتصادية للبنان، هذا المشروع الذي اطلقه الاخ والصديق الرئيس توفيق دبوسي ونحن هنا اليوم لأننا نؤمن بان كل المرافئ في طرابلس يجب ان تولى الاهتمام الكافي وان يصار الى تعاون وتواصل بين بعضها البعض وان يكون هناك استمرار، كما اننا اليوم بدعوة من الاخ حسان وبرعاية وضيافة الاخ احمد تامر. واشعر بالفخر واشيد بحسن ضيافة ادارة المرفأ التي نشكر اهتمامها بنا وبزيارتنا. ونشكر ايضا محاولتها الحفاظ على جودة عملها في ظل هذه الظروف التي يمر بها الوطن، ونحن نعلم جيدا ان مرفأ طرابلس أدى دورا اساسيا ومهما جدا في الحفاظ على الامن الغذائي وعلى استمرار توفير الغذاء ان كان عبر تركيا او غيرها. وهذا الامر لم يكن صدفة بل كان بتفاني الادارة والموظفين في المرفأ ببذل جهودهم في سبيل هذا العمل.

ان عمل مرفأ طرابلس والاهتمام الذي يوليه بالإضافة الى المكننة المتطورة التي يتميز بها والتنظيم الاداري والتعاون بين ادارة المرفأ والجمارك يشعرنا اننا في مدينة عريقة ويظهر لنا الكفاية العالية التي يتمع بها المرفأ وادارته، ولا نخفي المعاملة والتسهيلات التي يقوم بها في سبيل خدمة المواطن وتسهيل اعماله وخدمته في أسرع وقت، بالإضافة الى الدائرة المعلوماتية والمتطورة التي تجهز بها المرفأ وسنقوم قريبا بإجراء عمل تجريبي لهذا الدائرة من خلال التداول الالكتروني، الأمر الذي من شأنه ان يسهل العمل واجراء للمعاملات”.

وتابع، “لا ننسى المكتبة المتكاملة التي دشنت في هذا المرفأ، اشعر بالفخرب ان نكون نحن كوزارة سلطة وصاية على هذا المرفأ المهم، ونأمل ان تثمر المشاريع المقبلة اولاها قرضا طويل الاجل من البنك الاسلامي عبارة عن 86 مليون دولار وفي 19 شهر آب ستقدم العروض من اجل بناء جسور وصل بين المرفأ وبين الطرقات الموجودة ومن اجل استكمال الجزء الثاني من المرفأ والذي لا يقل اهمية وحيوية عن الجزء الاول. ونأمل ان تجد هذه المشاريع طريقها الى حيز التنفيذ ونحن نعتبر ان مرفأ طرابلس هو جزء اساسي من الامن الغذائي لا بل من الامن القومي للبنان. ونحن نعلم ان الشركات اختارت هذا المرفأ دون سواه. ونعلم ان غرفة التجارة والصناعة والزراعة برئاسة الاخ والصديق توفيق دبوسي قدمت مشروعا لتوسيع هذه المنطقة ابتداء من هنا وصولا الى مطار القليعات التي تتمتع بألاف الامتار المربعة والتي من الممكن ان يتم توسيع القدرة الاستعابية للمرفأ لما يقارب 10 ملايين حاوية، وهدفنا ان تعمل مختلف مرافئ طرابلس بالتعاون مع بعضها البعض، وانا متأكد ان الحلم الكبير ان اطلق من طرابلس واعلن ان هذه المدينة هذ العاصمة الاقتصادية للبنان، ورغم ان هذا الحلم كبير الا ان تنفيذه سهل وخصوصا بعدما اتيت وزرت هذه المنطقة التي تتمتع بتربة قابلة وتمتلك كل الامكانات لتحقيق هذا الحلم والتطلعات التي توفر ألوف الوظائف الى الشعب الطرابلسي والشمالي واللبناني بمختلف طوائفه لان هذه المدينة هي مدينة السلام والعيش الواحد. من هنا اشكركم على استضافتنا”.
ورداً على سؤال بعد جولات الشغب التي يشهدها لبنان من بيروت الى طرابلس، قال، “الامر مؤسف جدا وكلنا نعلم جيدا اننا كنا وما زلنا نمر بأزمة اقتصادية كبرى كانت بمثابة ارث للحكومة الحالية، ونحن نحاول جاهدين ان نقوم بكل ما يلزم لتخطي الازمات، الا ان ظهور وباء كورونا وضعنا ووضع العالم بضائقة اكبر، وصعب على لبنان حصوله على مساعدات. ومن المؤسف اننا ننتهج كشعب سياسة جلد الذات ونحن جميعنا نعلم ان كل مواطن في لبنان يعيش بأزمة ويشعر بالظلم، فلبنان كدولة تعتبر من أجمل الدول في العالم وأضلها، وفجأة نجده اليوم في القاع. ونعلم جيدا ان ما يحدث هو ردة فعل طبيعية لما تعرضنا له من ظلم. ولكن لا اعتقد ان التعبير الحقيقي عن وجعنا ووجع الناس ان يكون عبر الاعتداء على الاملاك العامة والخاصة. فنحن بهذا الامر نزيد من مشاكلنا وتكبر الهوة التي نعيش فيها. وادعو الجميع الى التعقل وتحكيم العقل وان نمد ايدنا لبعضنا البعض وان نؤمن بالنيات السليمة. وآمل ان يعطي الشعب الحكومة فرصة ان تسعى وتوفر ما نحتاج اليه ونعيد ثقة الشعب. ولا نخفي اننا في امس الحاجة الى المساعدة الخارجية من اجل ان نعيد لبنان السلام والامن والامان. وانا كمواطن مجروح انا معكم واشعر بالاهانة والظلم الذي نتعرض له كلبنانيين، الا ان الحلول لا يمكن ان تكون عبر التخريب”.

وقال، “اما في ما يخص الشاحنات المعبأة بالمواد الغذائية، فهي من الخارج وانا ملزم حمايتها ومرت على مرفأ طرابلس بشكل رسمي وهي موجودة هنا في الوقت الحالي حتى نصل الى طريقة لاخراجها، وسبق لمنظمة الامم المتحدة ان اوضحت ان لبنان ليس سوى مرحلة ترانزيت لهذه الشاحنات، وبالتالي هي بضائع تأتي وتذهب الى سوريا مباشرة”.

وتابع، “من واجب الدولة حماية ثقة المنظمات بها عبر إمرار هذه البضائع الانسانية. ونحن نؤكد ان ما حصل هو عبارة عن سوء تفاهم ونحن نتفهم ان السبب وراء ما حصل هو الظروف الانسانية والمعيشية التي يمر بها المواطن اللبناني”.

صورة editor3

editor3