التبويبات الأساسية

الخليل كرم السفير الاماراتي في حاصبيا: نكرم تاريخا حافلا بالتعاون والعطاء والمواقف النبيلة

حاصبيا - كرم النائب أنور الخليل، في دار حاصبيا، السفير الاماراتي حمد سعيد الشامسي، خلال مأدبة غداء حضرها الخليل ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب بكري الحجيري ممثلا الرئيس سعد الحريري، الشيخ سليمان جمال الدين شجاع ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ممثل عن الوزير في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، النواب قاسم هاشم، رولا الطبش واسعد حردان ممثلا بلبيب سليقا، محافظ النبطية القاضي محمود المولى ممثلا بقائمقام حاصبيا احمد كريدي، المفتي حسن دلي، المطران الياس كفوري وفاعليات.

الخليل

بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والاماراتي، تحدث الخليل قائلا: "ليس من السهل أن تجد الكلمات التي تفي ضيفنا حقه: دبلوماسي من الطراز الرفيع، يبني بنشاط مميز لعلاقات الأخوة بين لبنان والإمارات. مثقف، يعطي للعلاقات التاريخية بين بلدينا قيما إنسانية وإجتماعية هي تجسيد خلاق لقيم دولة الإمارات العربية المتحدة ونهجها الإنساني الذي وضع إطاره الأول صاحب السمو المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسارت على نهجه قيادة الإمارات. فلذلك ولكثير من الأسباب غيرها، يطيب لي أن نستقبل وإياكم اليوم، في حاصبيا معالي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور حمد سعيد الشامسي ضيفا عزيزا كريما بين أهله ومحبيه، وهو الذي يمثل دولة شقيقة صديقة قريبة لقلوب جميع اللبنانيين، الذين يرون في دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الخير العميم، والضيافة العربية الكريمة، دولة السلام والإعتدال، دولة الحداثة والرقي وفي الوقت نفسه دولة القيم العربية السمحاء".

أضاف: "نستذكر بالخير والامتنان الكبير مؤسس الامارات العربية المتحدة سمو الشيخ زايد بن نهيان، ودوره الكبير في دعم لبنان ومساعدته ووقوفه الى جانب قضايا أمته الكبرى في كافة المجالات، حيث أسست الإمارات ثاني سفاراتها في العالم في بيروت. والإمارات شريك لبنان بنموه وتطوره وإزدهاره منذ العام 1974، حيث استهدفت أول مساهمة إنمائية لدولة الإمارات في لبنان، مشروع الليطاني، وقدمت آنذاك 510 ملايين ليرة لبنانية كهبة لتمويله، على أن تشرف دولة الإمارات مع لبنان على تنفيذه، وهذا المبلغ كان يساوي آنذاك حوالي ربع مليار دولار، وفي العام ذاته قرر سمو الشيخ زايد رحمه الله الإسهام في الخطة الدفاعية للبنان، بمساعدة قيمتها 600 مليون ليرة لبنانية، أي ما يوازي 300 مليون دولار".

وتابع: "منذ نصف قرن إلى اليوم والإمارات شقيقة حنونة للبنان واللبنانيين، ناصرتهم في مختلف قضاياهم المحقة، ووقفت الى جانب لبنان في المحافل الدولية، وكانت شريكة في تعزيز عناصر الاستقرار الداخلي وعودة الدولة لممارسة دورها بعد توقف الإقتتال الداخلي وإقرار وثيقة الوفاق الوطني الطائف، وناصرتهم في الصمود بوجه الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة، حيث كان لها أكثر من إسهام لتضميد جراح الأعمال العدوانية- التدميرية للعدو الإسرائيلي وإعادة البناء، فقامت في قضاء مرجعيون بإعادة بناء أجزاء كبيرة من الخيام، بلد السجن الشهير للعدو الإسرائيلي خلال الإحتلال حيث مارس العدو أبشع عمليات التعذيب والإذلال والتنكيل بكل من وطأه، وقامت ببناء مستشفى ضخم في شبعا مع تقديم عون سنوي له لمدة عشر سنوات بمليون دولار أميركي، ولا تزال تعمل من خلال البرامج الإنمائية لتعزيز صمود الناس من خلال عمليات مباشرة وأخرى منسقة مع الإدارات المركزية الرسمية والإدارات المحلية، إذ خلال ثلاث مراحل، 4 تشرين الثاني 2017، 14 أيلول، و18 أيار 2018، دشن معاليه ما يقارب 34 مشروعا إنمائيا في منطقة العرقوب إقليم الخروب والضنية".

وأردف: "إن تكريم معالي السفير الدكتور حمد بن سعيد الشامسي إنما هو تكريم لكل هذا التاريخ الحافل بأشكال التعاون والعطاء والمواقف النبيلة لدولة الإمارات، هو تكريم للدبلوماسية الإيجابية والذكية التي تؤسس لمساحات واسعة من الثقة والإحترام. فأهلا وسهلا بكم في منطقة حاصبيا، معالي الصديق، أهلا بكم أخا عزيزا وسفيرا غرس في قلوب كل من تعرف إليك وردة حب، وسنبلة خير مستدام، وجذور تقدير وإكبار لتواضعكم وصفاء خلقكم".

ثم قدم الخليل للشامسي "منطقة حاصبيا من خلال ثلاثة عناوين رئيسية: العنوان الأول، وهو ما شاهدته اليوم معالي السفير، من أخوة وتعايش بين مختلف العائلات الروحية في هذه المنطقة. نحن في منطقة حاصبيا ومرجعيون لم نعرف التفرقة ولا التمييز على مدى مئات من السنين. ولطالما شكلت هذه البقعة من لبنان نموذجا للتعايش الوطني. فلم تلوث أخلاقنا ولا أدبياتنا ملوثات الحرب البغيضة. جمعنا حب الوطن وجمعتنا التضحيات في سبيل الذود عن أرضنا وسيادتنا بوجه محتل غاصب.

وهنا أدخل بالعنوان الثاني، انت تعلم معالي السفير بأن قضاء حاصبيا هو القضاء الذي لا تزال أجزاء عزيزة منه محتلة من قبل العدو الإسرائيلي لا سيما ما يعرف بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر. ومنذ مدة، نلحظ تصعيدا متعمدا للعدو الإسرائيلي، وهو يختلق الحجج ليبرر عدوانا جديدا ما، بدأ يتحدث عنه بالعلن، فبعد منصات الصورايخ الوهمية الى جانب مطار رفيق الحريري الدولي، ها نحن نعيش فصول رواية جديدة من الإدعاءات ومن الأنفاق والنفاق. يقول الرئيس بري: كل هذا الكلام لا صدقية فيه وطالما لم أستلم إحداثيات كاملة فلا صدقية في أوهام يزرعها العدو بقصد شحن البلدان الأوروبية وأمريكا بمشاعر العداء للبنان.

وبحجة نفق مزعوم، يثير كل هذه الزوبعة، فيما يتناسى العدو والعالم معه الخروقات الإسرائيلية اليومية، علما بأن وثائق الأمم المتحدة تؤكد أن معدل الإعتداءات الشهرية وصلت إلى 150 إعتداء على سمائنا وارضنا ومياهنا. وفي هذا المجال، نؤكد على التمسك بحقنا المشروع في التصدي لأي عدوان محتمل، محصنين بوحدتنا الوطنية وبجيش وطني يحتضن صمود أبناء القرى ومقاومتهم المتيقظة دائما لأي محاولة إعتداء. إننا نناشد العالم العربي، الحذر من نجاح العدو في بذر بذار الفتنة بيننا بهدف شرذمتنا وإستنزاف مواردنا، كمقدمة طبيعية لفرض شروط التسوية التي يحاول أن يفرضها علينا تحت مسميات عديدة وآخرها: صفقة القرن. نناشدكم ألا تضيع فلسطين وتسقط القدس بين زواريب الإقتتالات العربية- العربية أو العربية- الإسلامية.

أما العنوان الثالث والأخير، فهو إنمائي. إن منطقة حاصبيا قد شهدت نقلة نوعية في المشاريع الإنمائية بعد العام 2000، إلا أن الحاجات كبيرة والإهمال المزمن لمناطق الأطراف بعامة والمناطق الجنوبية بخاصة، تجعل الإدارات المحلية من بلديات وهيئات إنمائية تبحث عن شراكات إنسانية لخدمة أهلنا وحفظ كرامتهم. وبإعتقادي ان أول هذه الحاجات وجوب العمل معا على إيجاد آلية لشراء كمية معينة من منتج زيت الزيتون الذي يشكل مورد الرزق الأساسي لمنطقتنا. إن مساهمتكم وتشجيعكم على شراء جزء من مواسم الزيت من قبل القطاع الخاص أو العام في دولة الإمارات يساهم في زيادة الدخل وتحسين الوضعين المعيشي والإجتماعي لنحو ثمانين بالمئة من عائلات قضاء حاصبيا".

وتطرق الخليل الى الوضع السياسي، فقال "ان الحراك القائم اليوم، على صعيد موضوع تشكيل الحكومة، وخاصة ما بدأ به فخامة رئيس الجمهورية من محاولة لاعادة بلورة تصور قد يسهم في انتاج توافق نأمله جميعا، وذلك بالتعاون مع الرئيس المكلف دولة الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس نبيه بري والاتصالات التي تجري مع المعنيين والفاعلين وفي مقدمتهم معالي الاستاذ وليد جنبلاط، نأمل بأن يصل الى خواتيمه المرجوة في اقرب وقت ممكن. وهو موضوع، يطلب فيه من الجميع القيام بالخطوات الضرورية والملحة في هذا المجال، نظرا لدقة الوضع الإقتصادي والمالي، والمخاطر الكبيرة التي تمر بلبنان على الحدود الجنوبية، نتيجة عدوانية العدو الاسرائيلي، ومخاطر ما يقوم به على الحدود وتهديداته المستمرة للبنان ولجيشه ومقاومته الباسلة".

وختم: "لأنها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي وقفت ولا تزال الى جانب لبنان ومؤسساته الدستورية وشعبه، ولأنه معالي الصديق السفير الدكتور حمد سعيد الشامسي، صاحب المبادرات المتواصلة والذي أعطى للعمل الدبلوماسي بعده الإنساني وشعر اللبنانيون من خلال آدائه بنعمة العلاقات الأخوية، وتنويها بمسيرته الدبلوماسية الغنية وبتعزيزه لعلاقات الأخوة بين لبنان والإمارات وبين شعبيهما، يشرفني أن أقدم بإسمي وإسم أهلي في هذا القضاء درعا تقديرية إلى معالي السفير الصديق حمد الشامسي".

الشامسي

من جهته شكر الشامسي الخليل وابناء منطقة حاصبيا على التكريم، وقال: "ان دولة الامارات وبعد تحرير جنوب لبنان من العدو الأسرائيلي، ساهمت في تحرير الارض من الالغام بتوجيه من الشيخ زايد بن سلطان، وقد تم ذلك بطلب من الرئيس نبيه بري، وبعد حرب تموز، وبطلب من الرئيس سعد الحريري، عملنا على اعادة ما تهدم من العدوان الاسرائيلي".

أضاف: "ان تواجدي اليوم في هذه المنطقة هو تواجد محبة ونقل رسالة من الدولة والحكومة والشعب الإماراتي الى هذا البلد العزيز، فالإمارات متواجدة في لبنان لعمل الخير، ونحن مستمرون في تقديم المساعدات في مختلف المجالات، وهو واجب انساني واخلاقي من دولة الامارات تجاه لبنان الحبيب".

وتابع: "علاقتي بلبنان جيدة مع الكل، واتواصل مع الكل، ومحبتي للجميع، ولدي قناعة بهذا البلد والذي هو باحسن حال من باقي الدول بالرغم من كل الظروف التي مرت عليه، حيث تعلمت ونلت دراستي العليا فيه، وسأكون وفيا ومخلصا لكل منطقة في لبنان، واقول للجميع ان السنة المقبلة ستكون افضل من كل السنوات، وسياسة الامارات تجاه لبنان هي سياسة انسانية وسياسة للانسان".

وختم: "نأمل ان يستقر الجنوب ليستقر كل لبنان، وأملنا ان ينعم هذا البلد بالإستقرار والإقتصاد القادر ليعود الى وضعه الطبيعي، على امل ان تكون هناك حكومة في القريب العاجل لمعالجة كل الامور العالقة وفي كل المجالات سيما الاقتصادية منها وبدعم كل الدول الإقليمية والدولية".

وفي الختام قدم الخليل درعا تقديرية للشامسي، الذي كانت له أيضا زيارة الى معبد البياضة الشريف ودار الافتاء في حاصبيا.

وكان الخليل قد تلقى برقية من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون شكره فيها على دعوته لحضور حفل التكريم.

صورة admin2

admin2