- أقيم اليوم الحفل الختامي لمشروع "النساء يتكلمن بصوت عال" الذي نظمته المؤسسة اللبنانية للتمكين والتشبيك والمدافعة "فينا" F.E.N.A بالشراكة مع السفارة الأميركية في بيروت - برنامج المنح المحلية، بمناسبة حملة الأمم المتحدة: "16 يوما لمناهضة العنف المبنى على النوع الإجتماعي"، برعاية رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، وذلك في قاعة "الحاج مصباح البزري الكبرى" في القصر البلدي.
حضر الحفل النائبة بهية الحريري، الدكتور شوقي عسيران ممثلا النائب علي عسيران، ممثلة السفارة الأميركية في بيروت أرابيلا بربير، مدير فرع مخابرات الجيش في صيدا العميد الركن ممدوح صعب، رئيس دائرة الأمن العام في الجنوب الرائد علي قطيش ممثلا رئيس شعبة المعلومات في الأمن العام العقيد علي حطيط، المستشار في المحكمة العليا القاضي جان القزي، ممثلة وزارة الشؤون الإجتماعية أميرة ناصر، الممثل الاقليمي للمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة في الشرق الاوسط السفير عبد المولى الصلح، زهير البزري ممثلا الدكتور عبدالرحمن البزري، معادن الشريف عن مؤسسة الحريري، عضو المجلس الإقتصادي الإجتماعي وفا عابد، ممثلة "مؤسسات الصدر" في صور إنشاد مرتضى، بالإضافة إلى ممثلين عن مراكز الخدمات الإنمائية في وزارة الشؤون الإجتماعية وعن مراكز الصليب الأحمر اللبناني في مناطق لبنانية عدة، وجمع من ممثلي الهيئات والجمعيات وشخصيات تعنى بالمرأة والمجتمع.
كان في إستقبال الحضور رئيسة جمعية " فينا" رنا السيد، ونائبتها مديرة المشروع بانا السمرا.
السيد
بداية النشيد الوطني، فالنشيد الوطني الأميركي، ثم ألقت السيد كلمة قالت فيها: "نحتفل هذا العام باليوم العالمي لإنهاء العنف ضد المرأة، وقد مضى 4 سنوات على اقرار قانون حماية النساء وسائر افراد الاسرة من العنف الاسري. ورغم هذا الإنجاز، إلا أن نسبة شيوع العنف ضد النساء - المرتكب في المنزل أو من قبل المجتمع - لا تزال عالية جدا. كما أننا جميعا على علم بالإحصائيات القاتمة عن العنف ضد النساء في لبنان وفي سائر دول العالم - غير أن علينا ذكرها مرارا وتكرارا حتى تتغير هذه الإحصائيات".
ولفتت الى ان "احصائية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة تشير الى أن واحدة من بين كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي على يد الزوج، في أغلب الأحيان"، مؤكدة "الحاجة الى النظر في استراتيجيات جديدة من شأنها أن تعالج الأسباب الاساسية للمشكلة وتمكن المرأة، بوصفها عنصرا ذاتيا للتمكين والأمان، للعيش من دون تهديد بالعنف"، آسفة لان "هذه المشكلة هي مشكلة عالمية تتطلب استجابة عالمية".
وأشارت الى انه "من خلال مشروع النساء يتكلمن بصوت عال، فإننا نحاول ان نتناول مشكلة العنف الاسري على مستوى المجتمع، رغم صعوبة التحدث عن هذا الموضوع، وذلك من خلال التركيز على مبادرات الوقاية من العنف ونشر الوعي والحماية التي يوفرها القانون. كما نقوم بنشر الوعي عن حقوق النساء القانونية وتوفير الدعم النفسي-الاجتماعي للنساء المتضررات وأسرهن"، آملة أن "نستمر في المؤسسة اللبنانية للتمكين والتشبيك والمدافعة بدعم المراة وتوسيع نشاطنا لتمكينها اقتصاديا".
وشكرت "القيمين على برنامج المنح المحلية في السفارة الاميركية على دعمهم، والشركاء من جمعيات وجامعات وأجهزة أمنية على تعاونهم، وفريق عمل المشروع على اخلاصهم في العمل. فمعكم حققنا الاهداف، وبتضافر جهودكم وصلنا إلى ما نحن عليه". كما شكرت النائبة الحريري والسعودي والعابد والمجتمع المدني، والسفارة الاميركية الممثلة بارابيلا بربير المشرفة على المشاريع الممولة من برنامج المنح المحلية".
الحاج
بعد ذلك كان عرض أعده مسؤول تقييم البرنامج رمزي الحاج الذي تناول أبرز النتائج في نشر الوعي وتدريب مدربين في قانون تجريم العنف الأسري وآلية تقديم المشورة القانونية.
السمرا
ثم تحدثت نائبة رئيسة "فينا" ومديرة مشروع "النساء يتكلمن بصوت عال" بانا السمرا فأشارت إلى أنه "لا يمكن القول حقا إننا نعيش في عالم يسوده العدل والمساواة حتى يتمكن نصف مجتمعنا المتمثل بالنساء والفتيات من العيش في مأمن من الخوف والعنف ومن انعدام الأمن يوميا"، ولأن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الانسان، نجتمع اليوم بمناسبة حملة الـ16 يوم للقضاء على العنف القائم على النوع الإجتماعي لنشدد على أن العنف الممارس ضد المرأة والفتيات يؤثر على الصحة النفسية والإنجابية في جميع مراحل الحياة، وأمام هذا الواقع الذي ما زال يشكل حاجزا في سبيل تحقيق المساواة واستيفاء الحقوق الإنسانية كاملة من دون تمييز للمرأة والفتاة، نواكب حملة الامم المتحدة وعلى مدى 16 يوما من النشاط ضد العنف اللاحق بالمرأة اللبنانية بهدف الضغط لايجاد منظومة قانونية شاملة تحمي نساءنا من العنف اللاحق بهن".
وعرضت للدورات التدريبية التي نظمت، لافتة الى أن "النجاح الذي إستطعنا كفريق عمل مؤسسة "فينا " تنفيذه كان بفضل دعم مؤسسات المجتمع المدني والصديقات والإصدقاء ومواكبة السفارة الأميركية المتمثلة بشخص السيدة أرابيل بربير السيدة التي ساعدتنا ودعمتنا كي نتخطى الصعوبات والعراقيل التي واجهتنا خلال تنفيذ المشروع"، شاكرة الحاج وفريق عمله المسؤول عن التقييم والمراقبة لتنفيذ مراحل المشروع كافة ولجهودهم الدؤوبة لضمان نجاحه".
القزي
وألقى القاضي قزي كلمة شكر فيها لمؤسسة فينا والسفارة الأميركية استضافته، منوها "باستضافة بلدية صيدا لهذا الحفل الذي يعنى بقضايا المرأة"، متناولا نتائج الدراسة الميدانية، مؤكدا أن البشر جميعا فقراء إلى العدالة وعلى القاضي أن يشقى في سبيل إغناء من يحكم بإسمهم بإنصاف وفي صميم هذه المقاربة انصاف المرأة المعنفة لأن في ذلك حماية للأسر الصغيرة وبهدف بناء الأسر المجتمعية الكبيرة"، مشيرا الى أن "التعديلات المقترحة على القاون 293 تغطى العثرات التي استجدت جراء مراقبة التطبيق على مدى اربع سنوات وهي تطاول توسيعا لتعريف الأسرة لتشمل الحماية بعد إنحلال الزواج، كما وتخرج حماية الأطفال من سقف الحضانة إلى مرتبة الإحتضان".
وركز على أهمية "تعزيز دور النساء وإنصافهن من خلال القوانين والمجتمع، بالإضافة إلى وضع خطة لتأهيل المعنفات وتعزيز عمل مؤسسات المجتمع المدني.
بربير
كلمة السفارة الأميركية ألقتها بربير التي رحبت بالنائبة الحريري والسعودي والحضور، شاكرة فريق عمل مؤسسة FENA لدعوتهم للإحتفال بإختتام أعمال برنامج النساء يتكلمن بصوت عال، الذي عمل على توعية النساء في جنوب لبنان وجبل لبنان وصيدا والجوار".
وشددت على أن "العنف ضد المراة قضية عالمية حتى أن كلفة العنف أكثر من 5% من ثروته البشرية، مؤكدة أن "السفارة الأميركية تدعم المرأة بتمكينها وتحصينها بمعرفة حقوقها القانونية حيث أصبح مشروعنا هو صوت المرأة المعنفة". وحيت جهود FENA على إتمام هذا المشروع لما لديهم من خبرة في مناهضة العنف ضد المرأة، موضحة أنها وزملاءها في السفارة الأميركية تهنئ فريق عمل FENA على جهودهم في التوعية حول العدالة القانونية حتى لو كان بإنقاذ إمرأة واحدة من دائرة العنف".
الحريري
وشكرت النائبة الحريري في مداخلة اللجنة المنظمة للمؤتمر على مبادرتها، معتبرة ان المرأة هي نصف المجتمع ودورها اساسي في نهوض المجتمع كله، مستعرضة لبعض المبادرات المتعلقة بحقوق المرأة التي انطلقت في فترات سابقة على صعيد لبنان والعالم العربي ودورها في فتح الطريق امام غيرها من المبادرات". وتوقفت بشكل اساسي عند مبادرة المرأة العربية التي انطلقت من الكويت، وصولا الى قمة المرأة العربية التي انبثق عنها لاحقا منظمة المرأة العربية".
وقالت: "عندما صدر المرسوم الأميري في الكويت الذي يعطي الحق للمرأة الكويتية بالانتخاب والترشح، بادرنا الى الوقوف الى جانب المرأة الكويتية، ومن الكويت انطلقت سلسلة مبادرات على مساحة العالم العربي، وصولا الى قمة المرأة العربية ولجنة المرأة البرلمانية العربية التي قامت بكثير من الأنشطة في لبنان مع مجموعة من السيدات اللبنانيات والعربيات وامتدت على مساحة العالم العربي كله، والآن يحضرون في سلطنة عمان لمؤتمر لمنظمة المرأة العربية التي انبثقت عن القمة.
وختمت: "عندما نواجه مجتمعنا بأن المرأة تجد صعوبة بالوصول الى موقع القرار والقرار السياسي، فهناك طرق تساعد على ان تصل"، آملة ان "نصل الى اعطاء المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني حقها في منح الجنسية لأولادها".
السعودي
وأسف السعودي في كلمة ألقاها لان "الانسان، منذ فجر التاريخ، دأب على استغلال أخيه الانسان، طمعا في مال أو جاه أو سلطة، ضاربا بعرض الحائط كل معايير الانسانية والمساواة، مستغلا لذلك بعض ما انعم الله عليه من قدرات ميزه فيها عن باقي الخلق، وأراد له ان يستثمرها لفعل الخير لنفسه والانسانية، فإذ به يطغى ليستعملها لغير ما اراد الله. ولعل من أبشع أنواع استغلال الانسان لما قدر له الله من تميز، هو استغلال الرجل لنعمة القوة الجسدية ضد نصفه الآخر، المرأة".
وأكد أن "المرأة لا تقل عن الرجل كرامة او عقلا او فكرا او قدرة على العطاء، لكن لعل هذا عند بعض الرجال هو سبب للعقد النفسية، التي للاسف تورثها بعض المجتمعات بأن هناك فوقية ما للرجل في كل أفعاله، فهو مسموح له كل شيء فيما المرأة ممنوع عليها اشياء كثيرة سواء في الحياة الاجتماعية او الثقافية او مجال العمل. فتكون النتيجة بأن تترجم هذه العقد النفسية الى عنف يمارس على المرأة سواء على الزوجة او الموظفة او اي امرأة في اي موقع كانت".
وقال: "لنعد الى مجتمعنا وديننا الحنيف، الذي يقول الله في القرآن الكريم "الرجال قوامون على النساء، بما فضل الله بعضهم على بعض". هذه القوامة التي يفهمها بعض الرجال خطأ انها مبرر للفوقية، هي حقيقة تكليف وليست تشريفا، والدليل على ذلك ان رسول الله من ضمن وصاياه قال "استوصوا بالنساء خيرا". فالمرأة هي نصف المجتمع، هي العماد الثاني للعائلة بالمساواة مع الرجل، فضل الله كل منهما على الآخر، لكي يكون هناك تكامل بينهما، لما فيه خير العائلة على مستوى خاص، وخير المجتمع على مستوى عام. وان مع كل حالة شادة تخالف ما ذكرناه، لا تمت الى الدين الاسلامي ولا المسيحي ولا الانسانية بأي شكل من الاشكال".
وشكر "جمعية FENA على هذا النشاط التوعوي الذي يهدف الى مناهضة العنف ضد المرأة، والموجود ليس فقط في منطقتنا بل للأسف في كل العالم. ومع تطور القوانين والتشريعات حول العنف الاسري، نأمل فوق ذلك أن تنجح هذه الجهود في تغيير نمط التفكير الموجود عند البعض، علنا نصل بذلك الى مجتمع خال من العنف من اي انسان ضد اي انسان آخر".
دروع تكريمية
وفي ختام الحفل، قدمت السيد والسمرا دروعا تقديرية لكل من النائبة الحريري والسعودي والقزي وممثلة السفارة الأميركية وصعب وحطيط وقطيش وعابد، ولمؤسسات المجتمع المدني التي شاركت في المشروع. كما قدمتا شهادات للمشاركين والمدربين في المشروع.