أكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ان "المنطقة تتجه نحو مرحلة من الامن والاستقرار بالرغم من كل الاضطرابات المستمرة، ونحن جميعا في حاجة الى الاستعداد لهذه المرحلة للافادة من الفرص الاستثمارية والتجارية التي تنتظرنا على صعيد اعادة الاعمار". وقال: "ان التأخير في تشكيل الحكومة لم يوقف تقدمنا في تطبيق مشاريع "سيدر" واصلاحاته، بالفعل منذ انعقاد المؤتمر، وقد اعدنا النظر في بعض القطاعات والمشاريع للاسراع في تخطيط المشاريع وتنفيذها، كما اننا نحافظ على حوار منتظم مع بنوك التنمية المتعددة الاطراف لمواءمة التمويل مع مشاريع برنامج الانفاق الاستثماري، كما صادق البرلمان اللبناني على تشريعات مهمة تتعلق ببعض الاصلاحات المطلوبة".
كلام الرئيس الحريري جاء خلال كلمة القاها، ظهر اليوم في افتتاح اعمال "منتدى رجال الاعمال والاستثمار اللبناني - البريطاني" الذي انعقد في لندن بمشاركة الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: جبران باسيل، غطاس الخوري، سيزار ابي خليل ورائد خوري، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية والكومنولث وزير الدولة للتنمية الدولية اليستر بيرد، وزير الدولة للسياسات التجارية في قسم التجارة الدولية جورج هولينيغبيري، سفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلينغ، رئيس لجنة المال ابراهيم كنعان، النائبين ياسين جابر وميشال معوض، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة،
رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، النائب السابق باسم السبع، السفير اللبناني في بريطانيا رامي مرتضى، الموفد الفرنسي المكلف متابعة آلية مؤتمر "سيدر"السفير بيار دوكان، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير،، وحشد من رجال المال والاعمال والاقتصاديين والمستثمرين من البلدين وممثلين للمؤسسات المالية الدولية.
مرتضى
استهل "المنتدى" بكلمة للسفير مرتضى تطرق فيها الى "العلاقات التي تجمع البلدين واهمية انعقاد هذا المنتدى الذي يجدد الايمان برؤية لبنان المنفتح على العالم وما يتمتع به من دينامية ايجابية على الرغم من كل الاحداث لبنان المحيطة به لأنه بلد ملتزم القيام بما يجب لاعادة النهوض من جديد".
واشار الى ان "السفارة في صدد الاعداد للقاءات اخرى مماثلة لطرح كل المشاريع التي يحتاجها اليها لبنان الان وخصوصا تلك المدرجة في الخطة الاستثمارية التي عرضت خلال مؤتمر "سيدر".
بيرد
بعد ذلك، تحدث الوزير بيرد فرحب بالرئيس الحريري في افتتاح اعمال المنتدى مجددا "دعم بلاده للبنان في مختلف المجالات واحترامها الكامل لاستقلاله وسيادته ودعمها له في ما يواجهه، وخصوصا بازاء الوضع الشديد التعقيد في المنطقة"، مشيدا بـ"القوات المسلحة اللبنانية التي توفر الامن والاستقرار داخل اراضيه وعلى الحدود السورية للمرة الاولى في تاريخ لبنان، وهي قد تمكنت في وقت سابق بفضل قدراتها من دحر تنظيم "داعش"، مجددا "التزام بلاده دعم هذه القوى".
وقال: "ان الامن في لبنان شهد تحسنا ملحوظا خلال السنوات الماضية وان بلاده رفعت الحظر عن زيارة مواطنيها لاماكن عدة في لبنان، وقد اصبح في امكانهم جميعا زيارة بعلبك والاطلاع على معالمها الاثرية الرائعة والتمتع بالضيافة اللبنانية الاستثنائية، مثلا ورؤية المعالم الاثرية فيها".
وشدد على ان "فرص الاستثمار المتوافرة الآن في لبنان كثيرة ومتعددة، وتشمل مجالات متنوعة، ما يشجع المستثمرين والقطاع الخاص البريطانيين على الاستفادة من الفرص المتاحة امامهم والمشاركة في تنفيذ مشاريع "سيدر" التي توجب على لبنان الشروع القيام باصلاحات ضرورية مطلوبة و يحتم تشكيل حكومة باسرع وقت ممكن مثمنا في هذا الاطار الجهود التي يبذلها الرئيس الحريري في هذا الاطار وقال: ان لبنان مركزا مهما للديموقراطية وبريطانيا تفخر بان تكون شريكة له.
بيني
ثم القى المفوض التجاري للملكة في منطقة الشرق الاوسط سايمون بيني كلمة قال فيها:
"يسعدني أن أرحب بكم جميعا في لندن وفي افتتاح منتدى الأعمال والاستثمار الذي يعتبر الأول من نوعه.
بداية، دعوني أرحب بالرئيس سعد الحريري. إنه لشرف عظيم أن تختاروا المملكة المتحدة لعقد هذا المنتدى. وانا هنا ألقي كلمة السيد هولينيغبيري الذي لم يتمكن من الحضور لأسباب تعرفونها جميعا. للأسف، لم أستطع حضور العيد الوطني اللبناني، لذا اسمحوا لي، سيدي رئيس الوزراء، أن أتوجه بالتهنئة الشخصية بالعيد الـ75 للاستقلال اللبناني الذي يعد معلما كبيرا، وكما قال الوزير بيرت، إن العلاقة بين بلدينا لم تكن أمتن من أي وقت مضى".
وأضاف: "لقد كان من دواعي سروري زيارة لبنان خلال الاسابيع الماضية وقد بدا لي بشكل واضح ان هذا البلد يتمتع بدينامية وطموح عاليين وانه منفتح على مختلف انواع الاعمال ونحن نشجع المستشمرين في بلادنا الى النظر لهذا الامر بشكل جدي.العلاقة التجارية بين المملكة المتحدة ولبنان هي جوهر هذه العلاقة. فالتجارة والاستثمار بين بلدينا هما أقوى من أي وقت مضى وتزداد متانة أكثر فأكثر.
ففي العام الماضي، بلغ إجمالي الحجم التجاري بين بلدينا نحو 600 مليون جنيه استرليني. وارتفع الاستثمار البريطاني المباشر في لبنان بنسبة 47 في المئة في العامين 2015 و2016.
فكونسورتيوم محطة حاويات بيروت، وهو مشروع مشترك بين ميرسي دوكس وهاربور ساعد في جعل مرفأ بيروت المرفأ الأكثر إزدحاما في منطقة شرق المتوسط.
ويمكنكم رؤيته في مركز التكنولوجيا اللبناني-البريطاني وهو مبادرة مشتركة بين مصرف لبنان المركزي وحكومة المملكة المتحدة والذي دعم منذ انطلاقته في العام 2015 أكثر من 80 شركة ناشئة وساعدت في خلق 2000 فرصة عمل. هذه الفرص ما زالت تتدفق. ففي الشهر الماضي، أطلقت مجموعة بورصة لندن برنامجها الجديد ELITE للأعمال اللبنانية برعاية هيئة الأسواق المالية اللبنانية. ويتمتع هذا البرنامج بسجل حافل من الأعمال التجارية من خلال عملية الإدراج المزدوج ومساعدتهم في الحصول على الاستثمار. وأنا أتطلع اليوم إلى رؤية تخرج أول مجموعة من الشركات. واليوم لدينا صفقة بقيمة 300 مليون دولار بين شركة "رولز رويس" وشركة طيران الشرق الأوسط.
وأضاف: "اعتقد أنه من الممكن أن تستمر هذه الفرص بالتدفق وأن تتعزز تجارتنا. ولكن علينا جميعا القيام بدورنا للتأكد من حدوث هذا الأمر. وكما قال الوزير بيرت، ما زال هناك حاجة لاتخاذ قرارات صعبة لتحسين الاقتصاد والشعب اللبناني.ولحصول هذا الأمر هناك حاجة الى وجود حكومة، وأنا أرحب بجهود رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لجعل هذا الأمر حقيقة واقعة.
إن الخطوات التي يقوم بها الرئيس المكلف، هي شهادة على الأهمية التي يوليها للتجارة ولمواجهة التحديات التي يواجهها لبنان في جذب الاستثمارات.
إذا بنينا على هذا الأمر وحقق لبنان التزاماته للإصلاح الاقتصادي، فإنني أعلم أن شركاتنا ستلاحظ ذلك. وسيثبت أن لبنان بلد يمكن الاستثمار فيه وهذا بدوره سيكون مدخلا الى الوظائف والتجارة والنمو الاقتصادي.
والخطوة الأخرى المهمة هي تكرار اتفاق الشراكة الحالية بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، لإعطاء الشركات البريطانية واللبنانية الثقة التي يحتاجونها لمواصلة الاستثمار ومزاولة الأعمال التجارية مع بعضهم البعض".
وتابع: "كما نتطلع في المملكة المتحدة إلى مستقبلنا خارج الاتحاد الأوروبي، أود أن أؤكد لكم جميعاً أننا سنبقى ملتزمين باستمرارية علاقاتنا التجارية. إن تكرار الاتفاقية سيجعلها حقيقة.مع القيام بكل هذه الخطوات، أعتقد أن التجارة بين بلدينا سيصبح أكثر متانة.
كما قلت سابقا، إن التجارة والاستثمار بيننا هما أقوى من أي وقت مضى. ولكن ما زال هناك العديد من الفرص المتاحة للشركات في بلدينا.
وقال: "إنه لمن المثير رؤية لبنان ان يصبح بلدا منتجا للنفط والغاز. وتتمتع المملكة المتحدة بخبرة كبيرة في مجال النفط البحري في بحر الشمال وأنا متأكد أن هذه الفرص ستكون مهمة جدا لعدد من الشركات هنا اليوم.
فرص مثل الشراكة بين القطاعين الخاص والعام في قطاعي البنى التحتية والطاقة، وخصوصا من خلال برنامج رأس المال الاستثماري في بلدكم. ونحن بصفتنا روادا في الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لدينا خبرة كبيرة في إمكاننا تقديمها في هذا المجال. ان لبنان يشكل فرصة كبيرة للشركات في المملكة المتحدة وبوابة للاستثمار في المنطقة . لذا أنا أعتقد أن الإمكانات الحقيقية للفرص بين لبنان والمملكة المتحدة لم يتم استغلالها بعد.
فلبنان مكان لفرص وامكانات هائلة. فهذا البلد يوفر فرصا تجارية رائعة في ذاته، وهو بوابة للاستثمار في جميع أنحاء المنطقة. الأعمال والحكومة والتجارة في حاجة إلى العمل عن كثب أكثر من أي وقت مضى لتوفير هذه الفرص. وأعرف أن العديد من شركاتنا لديها الاعتقاد نفسه".
وختم: "أنا أتطلع قدما إلى ما يخبئه المستقبل بالنسبة الى العلاقات التجارية بين بلدينا مع كل الوعود بالازدهار والأمن والاستقرار".
باسيل
ثم ألقى الوزير باسيل كلمة فقال: "شكرا لحضوركم جميعا اليوم لافتتاح "منتدى الاعمال والاستثمار بين لبنان والمملكة المتحدة البريطانية" الذي يربط لبنان بقوة إلى بريطانيا، وهناك العديد من العوامل التي تربط بين بلدينا وهي التي شكلت المفتاح الاساسي في انعقاد هذا الموتمر الذي اشارك فيه آتيا من مراكش، المدينة التي كانت الأعز إلى قلب السير ونستون تشرشل والتي اوحت له باحدى اجمل لوحاته "الموامونيا."
وبهذا المعني يمكن لبنان ان يكون المكان الاجمل ليعيش فيه آلاف من البريطانيين وان يكون الملهم لهم في العيش الكريم وادارة الاعمال.
1 -ان الشراكة بين لبنان وبريطانيا ترتكز على أساس متين من القيم المشتركة القائمة على التعددية الثقافية والانفتاح والديموقراطية التي تحقق التزام ريادة الاعمال وروح العمل الودي.
2 - لبنان بلد محب للسلام، تحمل دائما الحروب بالوكالة على أرضه، وكان دائما معتدى عليه من الآخرين، ولكنه لم يكن أبدا المعتدي، وكان يحترم دائما قرارات الأمم المتحدة ويلتزمها بما فيها القرار 1071 في سعيه من أجل السلام والاستقرار. وهو لطالما اكد الحرية والامن لابنائه وضيوفه على حساب اقتصاده ومصالحه الاجتماعية.
3 - للبنان اعلى رأس مال بشري للفرد، وللبنانيين قصص نجاح سواء أكانوا مقيمين أو مغتربين.، ويثبت مستوى المرونة الذي أظهروه، والقدرة على تحمل الحروب والمصاعب ووجود اعلى عدد مسجل للاجئين على الإطلاق في تاريخ البشرية، 200 لاجئ ومشرد لكل كيلومتر مربع لديه، ان في إمكانهم مواجهة اي تحديات وانهم لا يزالون ينجحون في تقديم الطاقة الايجابية التي يمكن ان تشعر بها كلما كنت معهم".
واضاف: "لقد ظل لبنان لفتره طويلة مصدرا للاخبار السيئة، ولكننا هنا اليوم، رئيس الوزراء وانا، لكي احمل لكم رسالة ايجابية جديدة من الأمل والثقة في بلدنا.
منذ انتخاب الرئيس ميشال عون، وتشكيل الحكومة الحالية التي يقودها الرئيس الحريري، اتخذت البلاد خطوات مهمة في معالجه الملفات المتأخرة بدءا من: أعادة ترسيخ الأوضاع الطبيعية في عمل المؤسسات السياسية والادارية والعسكرية والديبلوماسية والقضائية، ثم بدء ديناميكية جديدة في عمل الدولة، وتحرير أراضينا من الجماعات الارهابية لـ"داعش" و"النصرة" من خلال شعبنا والقوات المسلحة اللبنانية، ودعم بريطانيا وأصدقاء آخرين مشكورين".
وتابع: "لقد منحنا عقدنا الأول للنفط والغاز في الخارج لمجموعة شركات اوروبية وهو وضع الأساس لجولة الترخيص الثانية التي ستعقد قريبا، بحيث نأمل ان تشارك فيها الشركات البريطانية، وأعدنا ضبط المالية العامة من خلال اقرار ميزانية جديدة، وهي الاولي منذ 2005. اضافة الى ذلك اجراء انتخابات برلمانية اعتمدت القانون النسبي وسمحت للمغتربين بالتصويت للمرة الأولى في التاريخ اللبناني.
ومن المؤكد ان هذه الشراكة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ستؤدي إلى تشكيل الحكومة الجديدة على الرغم من كل العقبات، وهي تبشر بعهد جديد للبنان المزدهر.
في امكان السياسة ان تقسمنا، لكن الاقتصاد يجب ان يوحدنا. ان لبنان سيعمل على المحافظة على استقراره، وينبغي له ان يكافح من أجل ازدهاره".
وتابع: "انا، هنا أدعو أصدقاءنا البريطانيين إلى تجاوز مرحلة الشكر لنا والاشادة بنا لكرم ضيافتنا للنازحين السوريين، اذ بدلا من الانخراط معنا في شراكة مربحة للجانبين تهدف إلى حماية النسيج الاجتماعي الإقليمي والتنوع، والهادف الى العودة الآمنة والكريمة والمستدامة والتدريجية للسوريين إلى بلادهم، بعيدا من اي أجندة سياسية. ينبغي للبنان ان يتوقف عن كونه متلقفا للازمات في المنطقة وفي سوريا، وهو يجب ان يكون منصة لأعادة اعمار سوريا والعراق والشرق في الوقت المناسب، وسنرحب بكم كاصدقاء للقيام بذلك انطلاقا من لبنان.
هذه الرؤية الاقليمية تعني ان علينا ان نوائم بين هذه الرؤية وبين تطوير البنى التحتية استنادا الى:
1 - توسيع مطار بيروت واعادة تأسيس مطارات رياق والقليعات وحامات.
2 - توسيع الموانئ التجارية في بيروت وطرابلس وصيدا واطلاق مرفأ سياحي في جونية.
3 - بناء السكك الحديد التي تربط لبنان وسوريا والعراق والأردن.
4 - إنشاء المناطق الحرة على الحدود السورية - اللبنانية والطرق الدولية وفقا لذلك.
5 - ربط لبنان مع سوريا والعراق والأردن ومصر وتركيا مع شبكة الطاقة من النفط والغاز والكهرباء والمياه.
وكل ما سبق، سيبدأ بالشراكة مع القطاع الخاص المحلي والدولي على حد سواء ، وذلك ببموجب قانون PPP المعتمد حديثا والمشمول جزئيا بخطتنا للاستثمار الراسمالي (CIP) التي تبلغ قيمتها $11,500,000,000".
وقال: "من جانبنا، لن نألو أي جهد لوضع البلد على طريق يمكنه من خلاله إعادة التواصل مع ارثه العميق وجذوره في ريادة الاعمال. ولدينا رؤية لتنويع قطاع المنتجات والخدمات، من أجل تحقيق الاستقرار والنمو والعمالة. وقد وضعت هذه الرؤية خلال مؤتمر باريس "cedre" وتلتها عمليه إصلاح وحكم رشيد واقترنت بالتزامات تدابير لمحاربة الفساد وباستخدام خطة ماكينزي كخطة تقنية ارشادية.
من جهتي، بصفتي وزيرا للخارجية، قمت بإطلاق الديبلوماسية الاقتصادية، التي بموجبها يعقد هذا المؤتمر الذي سيكون رائدا لسلسلة من الحلقات المشابهة في عواصم مختلفه، والتي نفتح من خلالها أسواقا جديدة في جميع انحاء العالم، من خلال توقيع اتفاقات جديدة وتنظيم الزيارات والمعارض التجارية اللبنانية لمنتجاتنا وخصوصا الغذائية والزراعية منها. وقد عينا أخيرا، للمرة الأولى في وزارتنا، 20 ملحقا اقتصاديا في 20 بلد، بينهم لندن، سيتولون مهمة تسويق المنتجات اللبنانية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.
وأطلب من أصدقائنا البريطانيين ان ينظروا إلى لبنان بنظرة تتجاوز بعده الجغرافي اي ال10,452 كيلومترا مربعا، إلى ابعد من ذلك ويركزوا على انتشار اللبنانيين ونجاحاتهم في كل قارة وكل بلد وكل جزيرة وفي كل ركن من أركان العالم. وفقا لذلك، كل علاقة تجارية مع لبنان ومواطنيه الاربعة ملايين سيكون لها منفعة شاملة تطاول ال 14 مليون لبناني المنتشر في الخارج. ان لبنان مفتوح للاعمال التجارية. والمنطقة والعالم منفتحان امامكم عبر لبنان".
وتوجه الى البريطانيين: "ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يسهم في اعادة تموضع بريطانيا عموما، وبالتالي اننا نريد منكم ان تعرفوا ان لبنان ملتزم علاقة تجارية تضمن الاستمرار وتجنب التعطيل وتوفر منصة لمزيد من الانفتاح.
وقد نجحنا معا في سجل حافل من العمل المشترك نحو الاستقرار، ونريد ان ننجح كذلك في تحقيق الرخاء. ومعا، نجحنا في "وضع ادارة ألازمات"، ونريد معا ان ننجح في "وضع حل الأزمات". وقد هزمنا معا الإرهاب، سنحتفل معا بالتنوع".
الحريري
وفي الختام، القى الرئيس الحريري كلمة قال فيها: "يسرني أن أكون هنا اليوم على رأس وفد لبناني رفيع من القطاعين العام والخاص للمشاركة في منتدى الأعمال والاستثمار الأول بين لبنان والمملكة المتحدة.
صحيح أن اجتماعنا يجري في وقت يمر فيه بلدانا بتحديات عدة، ولكن لا ينبغي ان يوقف هذا الامر جهودنا المشتركة لتعزيز الشراكات الممتازة والفاعلة التي قمنا ببنائها على مر السنين على الأصعدة السياسية والأمنية والتجارية. أنا واثق أن حدث اليوم سيأخذ علاقاتنا التجارية والاستثمارية إلى مستويات تلبي طموحاتنا وقدراتنا. ويشهد توقيع اتفاق المحرك بين شركة طيران الشرق الأوسط و"رولز رويس" اليوم على هذه الإمكانات.
صحيح ان اقتصاد لبنان يتعرض لضغوط هائلة ويعود ذلك جزئيا إلى استمرار الاضطرابات الإقليمية. كما ان التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها تتفاقم بسبب استمرار وجود مليون ونصف مليون نازح سوري للسنة الثامنة على التوالي.
لقد قدمت الحكومة اللبنانية في مؤتمر "سيدر" في باريس رؤية شاملة تهدف إلى تحفيز النمو من خلال تجديد البنية التحتية الأساسية المادية لدينا وإعادة هيكلة القطاع العام وتحديث تشريعاتنا وإجراءاتنا وتعزيز الحوكمة وتحسين الشفافية وتحديث قوانين وإجراءات الشراء وإطلاق العنان لإمكانات قطاعاتنا الإنتاجية. وترتكز هذه الرؤية على التكيف المالي الكبير من أجل ضمان استقرار الاقتصاد الكلي.
هذه الرؤية التي ستتم مناقشة دعائمها في وقت لاحق اليوم، شهدت ترحيبا ودعما من جميع البلدان والمؤسسات المالية الحاضرة في المؤتمر ومن ضمنها المملكة المتحدة. وللقطاع الخاص، اللبناني والدولي، دور مهم في تنفيذ هذه الرؤية. ويتماشى منتدى اليوم مع خارطة الطريق التي تصورناها لتحقيق هذا الهدف".
وأضاف: "بعد انعقاد مؤتمر "سيدر"، نجح لبنان في اجراء انتخابات برلمانية وشرع في عملية تشكيل حكومة وحدة وطنية مع احترام التوازن السياسي الدقيق في لبنان. صحيح أن هذه ليست مهمة سهلة وهذا ما يفسر لماذا تستغرق عملية تشكيل الحكومة وقتا أطول مما هو مرغوب فيه. إن الحفاظ على هذا التوازن الدقيق والتوصل إلى توافق سياسي هو أمر بالغ الأهمية والطريقة الوحيدة لضمان سير جدول أعمال مؤتمر "سيدر" على الطريق الصحيح.
ومع ذلك، فإن التأخير في تشكيل الحكومة لم يوقف تقدمنا في تطبيق مشاريع "سيدر" واصلاحاته. بالفعل، منذ انعقاد مؤتمر "سيدر"، أعدنا النظر في بعض القطاعات والمشاريع لتسريع التخطيط والتنفيذ. كما أننا نحافظ على حوار منتظم مع بنوك التنمية المتعددة الأطراف، والعديد منها موجود معنا اليوم، لمواءمة التمويل المتعهد به في مؤتمر "سيدر" مع مشاريع برنامج الانفاق الاستثماري. أطلقنا في وقت سابق هذا العام ثلاثة مشاريع للشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاعي النقل والاتصالات. وهناك مشاريع ضخمة أخرى قيد المناقشة حاليا.
في هذا الخصوص، أدعوكم إلى إلقاء نظرة على الخطة المتعددة السنوات التي تم تقديمها في مؤتمر "سيدر" لإعادة تأهيل بنيتنا المادية وتحديثها. أنها توفر فرصا كبيرة للشركات البريطانية في قطاعات النقل والمياه ومياه الصرف والطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة.
كي نتحدث بالأرقام، نحن نتوخى إنفاق نحو ملياري دولار أميركي سنويا على مشاريع البنية التحتية".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، منذ مؤتمر "سيدر"، استكملنا مع الخبير الاستشاري ماكينزي استراتيجية شاملة للقطاعات الإنتاجية تحدد فرص الاستثمار الرئيسية في خمسة قطاعات رئيسية هي الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات المالية واقتصاد المعرفة. سيتم الكشف عن الاستراتيجية بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وصادق البرلمان اللبناني في أيلول على تشريعات مهمة تتعلق بالوساطة القضائية والمعاملات الإلكترونية والشفافية في قطاع النفط والغاز وحماية المبلغين عن المخالفات وقانون إطار لقطاع النفايات الصلبة. وتتم حاليا مناقشة الإصلاحات التشريعية المتبقية، كما وردت في جدول أعمال مؤتمر "سيدر"، في اللجان البرلمانية المشتركة. إن إصلاحات سوق رأس المال لا تزال جارية، وستناقشونها في وقت لاحق اليوم مع حاكم مصرف لبنان، والتحضيرات لجولة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز تتقدم بثبات".
وقال: "لا شك أن منطقتنا تشهد فترة حرجة وأعتقد أنه على الرغم من كل الاضطرابات المستمرة، فإن المنطقة تتجه نحو فترة من الاستقرار والنمو والازدهار، ونحن جميعا في حاجة إلى الاستعداد لهذه المرحلة للافادة من الفرص الاستثمارية والتجارية العديدة التي تنتظرنا.
وأضاف: "إحدى الطرق لكلينا للمضي قدما هي أن يقوم القطاع الخاص في البلدين بإنشاء شراكات ومشاريع مشتركة. إن القطاع الخاص اللبناني راسخ في بلدان المنطقة وخصوصا تلك التي من المتوقع أن تشهد جهود إعادة إعمار كبيرة مثل العراق، وسوريا عندما يحين الوقت. وتشكل منطقة طرابلس الاقتصادية الخاصة في شمال لبنان المنصة المثالية للمصنعين البريطانيين للإنتاج والتصدير إلى المنطقة. تقع المنطقة في مكان استراتيجي، على بعد 30 كيلومترا فقط من الحدود السورية وبجوار ثاني أكبر مرفأ في لبنان. وهي تستفيد من بنية تحتية حديثة، وإطار تنظيمي يشجع استثمارات القطاع الخاص، وحوافز مالية وإدارية سخية. وستقوم المنطقة، إلى جانب المرافق اللوجستية الأخرى في المنطقة، بجعل لبنان منصة طبيعية لإعادة إعمار سوريا".
وتابع: "ليس لدي شك أن مستقبل لبنان مشرق. والواقع أن بلدي يمر بتأهيل كبير للبنى التحتية والاقتصاد وأنا أدعوكم الى ان تكونوا جزءا من هذه العملية، ان تكونوا جزءا من التغيير الذي ينتظر لبنان، لمساعدتنا على تشكيل لبنان الجديد الذي نطمح إليه جميعا، لبنان الذي نريده، لبنان الذي رأيناه في الفيديو، لبنان الاستقرار والازدهار والتنوع والتعايش".
وقال: "حوارنا لا ينتهي اليوم. في الواقع، سيكون هذا المنتدى وما يليه بمثابة بداية لرحلة جديدة في العلاقات التجارية والاستثمارية اللبنانية البريطانية، وهي علاقة مبنية على الشراكة الراسخة الماضية وتمهد الطريق لمزيد من التعاون والمشروعات الجديدة.
وأضاف: "أتطلع قدما للترحيب بكم في لبنان. ستكون جميع المؤسسات الحكومية وأنا شخصيا متوافرين للتعامل مع أي قضية أو قلق قد ينتابكم عند التفكير في فرصة استثمارية في لبنان وستلتزم الحكومة الجديدة بشدة بإصلاحات مؤتمر "سيدر"، بما في ذلك الإصلاحات المالية.
وتابع: "نجحنا في الأشهر الماضية في ضمان توافق سياسي قوي في البلاد حول إجراءات الإصلاح الرئيسية وجميع المعنيين مصممون على العمل معا للتأكد من أن تنفيذها يتم في الوقت المناسب".
وقال: "أدعوكم الى زيارة لبنان والتعرف الى مواهبنا وعقولنا المبدعة ولمس طاقة قطاعنا الخاص ورجال أعمالنا ولرؤية التطور الاقتصادي في لبنان.
أخيرا، أود أن أعرب عن تقديري للسفراء كريس رامبلينغ ورامي مرتضى وفريق عملهما على جهودهم الملحوظة خلال الأشهر الماضية ولتنظيم هذا الحدث بمشاركة كبيرة من لبنان والمملكة المتحدة، فضلا عن مشاركة ممثلين رفيعي المستوى من المؤسسات المالية الدولية والمصارف الإنمائية المتعددة الأطراف".
وختم: "اود ان اشكر كل من ساهم في انجاح هذا الحدث الناجح، صحيح اننا لم نشكل حكومة بعد، ولكننا نقر القوانين المتعلقة بالاصلاحات التي تضمنها مؤتمر "سيدر"، ونحن مصممون على النجاح بمساعدة الجميع ومع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب على تجاوز الازمة التي نمر بها، فالجميع يدرك اهمية مؤتمر "سيدر" وكلنا منخرطون جدا في هذا المسار".
عقد شركة طيران الشرق الاوسط
بعد ذلك، وفي حضور الرئيس الحريري والوزير بيرد وسلامة، وقع رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الاوسط "الميدل ايست" محمد الحوت ورئيس مجلس ادارة شركة "رولز رويس" ايان دايفيز عقدا يتضمن قيام الشركة تزويد شركة طيران الشرق الاوسط أحدث محرك في مجموعة ترينت "الترينت 7000" الى جانب توفيرها خدمة الرعاية الكاملة المتميزة والصيانة الطويلة الامد لمحركات الطائرات التي تعمل بمحرك "رولز رويس" القديمة والجديدة.
وقال الحوت: "نحن ملتزمون ضمان ان تكون شركتنا رائدة في مجال استخدام التكنولوجيا لتوفير خدمة واداء متميزين للعملاء وستساعد طائراتنا الجديدة ومحركات الجيل الجديد "ترينت 7000" على تحقيق هذا الهدف.
من ناحيته، امل دايفيز ان "يؤدي هذا العقد الى تطوير قدرات شركة طيران الشرق الاوسط"، واشار الى ان "هذا العقد يشكل محطة بارزة اخرى في علاقات قوية قائمة مع الشركة نعود الى اكثر من 50 عاما.