برعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن، أطلقت الجامعة اللبنانية "وحدة التدخل لمعالجة الأزمات (Lebanese University Task Force)"، وذلك في احتفال أقيم بتاريخ 8 حزيران 2020 في مدينة رفيق الحريري الجامعية – الحدث قاعة المؤتمرات.
وحضر حفل الإطلاق كلّ من وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله، رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي، الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر، مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس الابيض، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، إضافة إلى عدد من عمداء ومدراء وأساتذة الكليات وحشد من الطلاب.
وانطلق الاحتفال - الذي راعى شروط المسافات الآمنة بين الحاضرين وقدمته الدكتورة رولا عطوي من كلية العلوم الطبية - بالنشيدين الوطني ونشيد الجامعة، ثم تولى كلّ من الدكتور حسن سلامة والدكتور غسان الأعور (من كلية العلوم الطبية) شرح مهام وهيكلية "وحدة التدخل".
ولفت سلامة والأعور إلى أن "الوحدة" ستكون فريقًا متطوعًا مُدرّبًا قادرًا على التحرك بسرعة على كافة الأراضي اللبنانية في حال استجدّ أي طارىء، وذلك بالتنسيق مع الجهات المحلية والخارجية المعنية.
وشرح سلامة والأعور عبر الـ Power Point أهداف وهيكلية "الوحدة" التي سيرأسها رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، وستتألف من (لجنة مركزية ومجموعة اختصاصيين من كافة الكليات ولجنة مراجعة دولية وفريق التدخل السريع ومجموعة المحافظات للتغطية الجغرافية ولجنتين للشؤون الداخلية والخارجية).
بعد ذلك، ألقى رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب كلمة أكد فيها أن لدى الجامعة الكثير لتُقدّمه في خدمة وطننا من خلال العمل الميداني والبحثي وهي مستمرة في التعاونِ مع الحكومة والوزارات المعنيّة لمواجهةِ الوباءِ وتداعياتِه، وشدد على أهميةِ التكافل الاجتماعي والترفّع عن الخلافات، لأن الجميعَ مَدعوٌّ لتسجيل النقاط الإيجابية والتّباري في الالتفافِ حول الوطن وصَونِه.
وأضاف: "في نحوِ أربعةِ أشهرٍ تقريبًا، كشفت جائحةُ كورونا مدى هشاشةِ بعض الأنظمةِ الصحية والاجتماعيةِ في العالم لمواجهة الأخطارِ المستجدة، لكنها أظهرت في لبنان روحَ التضامنِ والتضافرِ والتعاونِ بين كافةِ القطاعات وعلى مستوياتٍ عدة. وفي هذا السياق، قدّم طلابُ وأساتذةُ الجامعةِ اللبنانية نموذجًا راقيًا ومسؤولًا جسّده عملٌ دؤوبٌ في المواجهةِ المباشرة وغيرِ المباشرة مع الفيروس، وعددٌ من المبادراتِ التطوعية الجماعية والفردية".
وتابع: "لقد فرضَ الانتشارُ السريعُ لحالاتِ الإصابة بكورونا حولَ العالم وضعَ خططٍ استباقيةٍ لمواجهته في لبنان، فتشكلت "وحدةُ كورونا" من كليةِ العلوم الطبية في الجامعة اللبنانية وبدأت عملَها التطوعي في مستشفى رفيق الحريري الجامعي لتنضمّ إليها لاحقًا فرقٌ طبيةٌ تمريضيةٌ ومخبريةٌ من كليات العلوم الطبية والصحةِ والصيدلة، وهي فرقٌ مجهزةٌ لاستقبال المُصابين بالفيروس ومواكبتِهِم حتى مرحلة الشفاء"
وأضاف الرئيس أيوب: "بمبادراتٍ مدعومةٍ من الجامعة اللبنانية وجهاتٍ صناعيةٍ، تطوعت مجموعةٌ من طلابِ وأساتذةِ كليتي العلوم والهندسة في الجامعة لتصميمِ أجهزةٍ طبيةٍ من أجهزةِ تنفّسِ اصطناعيّ وروبوت مهمتُها مساعدةُ المرضى وحمايةُ الطواقمِ الطبية، وتمّ تسليمُ عددٍ منها إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت ومستشفى الرئيس الياس الهراوي الحكومي في زحلة. وبالتعاونِ مع وزارةِ الصحة والجهاتِ المعنية، شاركتِ الجامعةُ اللبنانية من خلال متطوعي كلية الصحة والمركز الصحي الجامعي التابع لها في إجراءِ فحوصاتِ الـ (PCR) للوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي والمعابرِ البرية مع سوريا، كما شاركَ مُتطوّعو الكليات الطبية في حملاتِ التوعية والإرشاد المباشر وعبرَ وسائلِ الإعلام ووسائلِ التواصلِ الاجتماعي، ومعهم متطوعو كليةِ الآداب والعلومِ الإنسانية – قسم علم النفس الذين وضعوا خُطةً للدعمِ النفسي للمصابين أو عائلاتهم".
وتابع: "مع بدءِ تنفيذِ الالتزامِ بإجراءات التعبئة العامة، بذلَ طلابُنا وأساتذتُنا جهودًا إضافيةً لإتمامِ عمليةِ التعلّم والتعليمِ عن بُعد، وذلك رغمَ ضُعفِ تغطيةِ شبكةِ الإنترنت لكافة الأراضي اللبنانية، كما وضعوا بالتصرف تطبيقًا يُسهّل تلكَ العملية وهو (تطبيق NOTER). كما سجلت الجامعةُ اللبنانية مع عددٍ من الشركاء تطبيقًا يحمل اسم (LU-COVID19) يساهمُ في مكافحةِ انتقالِ عدوى كورونا والحدّ من انتشاره، وتبنتهُ وزارةُ الصحة بالشراكة مع منظمةِ الصحة العالمية.
وقال الرئيس أيوب: "إن اجتماعنا اليوم هو لتأكيد مُضِيّنَا في تلك الجهود وتشكيلِ مجموعةٍ موحّدة وضاغطة هدفُها المساهمة مع قطاعاتِ الدولةِ المختلفة في العبورِ ببلدنا إلى برّ الأمان، ونغتنم هذا اللقاءَ لنشكرَ وزارتي الصحة والصناعة على إيمانهِما بقدراتِ طلابنا ودعمَهُما لعشرات المبادرات التطوعية لمواجهة فيروس كورونا وتداعياته، كما نشكرُ وزارةَ الصحة على تقديمها للجامعة اللبنانية مئةَ ألفِ كمامةٍ ومئتينِ وخمسينَ جهازًا لقياسِ الحرارة".
وشكر الرئيس أيوب الجهودِ التي بُذلت وتُبذل وستُبذل في هذه المرحلة الدقيقة من عُمر لبنان...
من جهته، أكد وزير الصناعة عماد حب الله أن وزارته ستدعم الجامعة اللبنانية بالإمكانيات المتوافرة، مُثنيًا على ما قدمته الجامعة منذ بداية أزمة كورونا عبر العمل الميداني المباشر والمبادرات الطلابية وستستكمله بالعمل البحثي.
ولفت الوزير حب الله إلى أن جائحة كورونا أثبتت أن لبنان يمتلك الطاقات العلمية والإبداعية والتربوية في كل المجالات لمواجهة أي أزمة، فضلًا عن روح وقيم التضامن والتعاضد المتجذرة في مجتمعه والتي تجلت في التعامل مع الأزمة.
وشدد الوزير حب الله على أهمية التعاون بين المؤسسات العامة والقطاع الخاص وخلق سوقٍ استثماريٍّ وتعزيز القطاع الصحي ليغطي كافة شرائح المجتمع.
وفي مستهل كلمته، شكر وزير الصحة الدكتور حمد حسن الرئيس أيوب على تنشيطه وتحفيزه ودعمه للمبادرات الطلابية وأثنى على العمل والتضحيات التي قدمتها الجامعة اللبنانية في مواجهة كورونا رغم غياب الدعم المادي والمعنوي لها.
وإذ شدد على أهمية تصنيف منظمة الصحة العالمية للبنان على أنه من الدول الأقل خطرًا من كورونا، أكد الوزير حسن على أننا بتنا أمام مرحلة جديدة تحتاج ذراعًا تنفيذية والجامعةُ اللبنانية قادرة على تحقيق ذلك بالنظر إلى عدد طلابها وتنوع اختصاصاتها وتغطية فروعها لكافة الأراضي اللبنانية.
وأضاف وزير الصحة: "بعد اجتماعي اليوم مع المسؤولين في المستشفيات الحكومية، انطلقنا من اللامركزية في عملنا كوزارة صحة والمصابون أو المحجورون سيتوزعون على المستشفيات الحكومية في المناطق، الأمر الذي يحتاج إلى متابعتهم ومراقبتهم في المشافي أو في مراكز الحجر، ومن هنا تأتي أهمية فرق العمل التي ستتشكل منها "وحدة التدخل لمعالجة الأزمات" في الجامعة اللبنانية.
وأشاد الوزير حسن بالحِرَفية والرقي والمنهجية التي تعامل بها فريق الجامعة اللبنانية الطبي مع مرضى كورونا، وهي صفات أظهرت مستوى الجامعة بأساتذتها وطلابها والقيم الأخلاقية والمسؤولية الوطنية العالية التي يتحلّون بها.
كما لفت الوزير حسن إلى الدور الريادي البحثي في الجامعة، وهو موضعُ متابعة بين الوزارة والجامعة اللبنانية وعدد من الشركاء الآخرين بما فيهم الجامعات الخاصة.
وختم وزير الصحة بالقول: نحن بحاجة إلى الإيجابية التي حققناها في المراحل الثلاث الأولى، ونحن بحاجة إلى المزيد من التنسيق والتعاون، وأدعو إلى الخروج من العصبيات وإنصاف المتطوعين من الجامعة اللبنانية وغيرها من المؤسسات".