قال مدير "برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة" في معهد واشنطن، سايمون هندرسون إن ما يحصل في المتوسط بين الأميركيين والإيرانيين، وناقلة النفط التي تظهر البيانات إلى أنها تتجه إلى اليونان رغم التحذيرات الأميركية، كله يرجع إلى ما يحصل في الخليج العربي.
وفي مقال له أشار هندرسون إلى أن هنالك الكثير وراء الكواليس، وإن فصلا جديدا من الدراما سوف يبدأ، وسينتج عن ذلك أحد أمرين؛ إما زيادة العزلة الاقتصادية والسياسية لإيران، أن نكسة محرجة لسياسة العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران.
وعن جذور المشكلة المترسخة في الخليج العربي، قال إن البحرية البريطانية احتجزت الناقلة الإيرانية، ثم نفذت القوات الخاصة الإيرانية انزالا على سطح ناقلة ترفع العلم البريطانية وأرغمتها على التوجه إلى بندر عباس، على خلفية حادث تصادم مع قارب صيد، ربما لم يحدث من الأساس، وربما كان الأمر انتقاما لما حصل في جبل طارق.
وسبق أن حاول "الحرس الثوري الإيراني" احتجاز الناقلة "بريتيش هيرتيج" في تموز الماضي، إلا أن البحرية البريطانية تدخلت وتمكنت الناقلة من العبور بسلام.
ولفت هندرسون، بحسب معلومات مؤكدة، إلى أن القناصة على متن سفينة البحرية البريطانية استخدموا مناظير الليزر ووجهوا أشعتها إلى صدور قادة الزوارق الإيرانية السريعة.
وأكد أن التطورات المستقبلية في الخليج أكثر أهمية بسبب أولوية الخليج في إمدادات النفط العالمية، وتصريحات روحاني بأن الممرات المائية لن تكون آمنة كالسابق إذا تعرضت صادرات إيران النفطية للتهديد.
وتابع: "كانت إيران تتخطى الحدود منذ أيارعلى الأقل. أولاً، تعرضت أربع ناقلات راسية قبالة ميناء إماراتي في الفجيرة لهجمات، ويبدو أنها كانت من عمل رجال الضفادع البشرية الإيرانيين. ومن ثم، تعرضت ناقلتان - إحداهما سعودية والأخرى إماراتية - لهجوم بينما كانتا في المياه. فضلاً عن ذلك، تم شن هجمات بطائرات بدون طيار على محطتي ضخ تابعتين لخط الأنابيب السعودي الذي يربط الخليج بالبحر الأحمر".
وتزامنت زيادة التوترات في الخليج مع تراجع الثقة بالقيادة الأميركية، بحسب الكاتب، وتجسد ذلك في إسقاط إيران طائرة الاستطلاع الأميركية بدون طيار، وأعقبها تراجع ترامب عن الضربة العسكرية لإيراني، فأصبح حلفاء واشنطن التقليديون أكثر حذرا، وطالبوا بمزيد من الأدلة عن الهجمات على الناقلات، وأرسلوا دبلوماسيين إلى طهران لإجراء محادثان ثنائية.
وأشار إلى أن "التكتيك الأميركي في الوقت الراهن يتمثّل بالحركة القديمة المفضلة لدى واشنطن، وهي التحدي القانوني - وبالتالي، يفسّر ذلك ما حدث في جبل طارق وأي شيء آخر قد يحصل هذا الأسبوع. وتسير الجهود المبذولة لتشكيل تحالف عسكري ببطء شديد. فحتى الآن لم تنظم سوى المملكة المتحدة واستراليا والبحرين إلى هذا التحالف".
وختم بأنه في الخليج "لا تعني التهديدات القانونية الكثير"، وفي ظل وجود قوات بحرية أميركية كبيرة داخل مضيق هرمز فضلاً عن مجموعة واحدة على الأقل تضم حاملة طائرات ضاربة خارج المضيق، يكون لدى الجيش الأميركي أصول كبيرة جاهزة للاستخدام لكن الذي حسم الأمر مؤخرا إلى مناظير القناصة البريطانيين وليست طائرات الأف 18.
المصدر: عربي 21