أطلق المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور علي الصمد ممثلا وزير الثقافة عباس مرتضى فعاليات "مهرجان لبنان الوطني للمسرح"، في دورته الثانية، على مسرح المدينة، في حضور مدير إدارة المهرجانات في الهيئة العربية للمسرح الحسن النفالي ممثلا الأمين العام للهيئة اسماعيل عبدالله، أعضاء الهيئة العليا لمهرجان لبنان الوطني للمسرح التي تضم نقابيين وممثلين وحشد من رواد المسرح.
الصمد
واستهل الصمد كلمته مرحبا بالحضور، وقال: "المسرح ملتقى الفنون ويعتبر احد اهم الفن العالمي، هل لك أن ترى الدنيا، بكل ما تمور به، متجسدة على خشبة؟! انك تنهد حتما إلى المسرح، ملتقى الفنون، بل أبوها جميعا، ولأن فن المسرح، بهذه العظمة، وهو الطاعن في التاريخ، ولأن اللبنانيين شكلوا الطليعة المتقدمة لهذا الفن في عصرالنهضة الحديث، ليس غريبا أن تعير وزارة الثقافة هذا الفن العالمي ما يستحق من رعاية واهتمام، وذلك بالتعاون مع "الهيئة العربية للمسرح" (الشارقة)".
وأضاف:" هكذا كانت الانطلاقة في العام الماضي مع الدورة الأولى "لمهرجان لبنان الوطني للمسرح" الذي حصد نجاحا كبيرا وخلف صدى طيبا، لدى مختلف الأوساط الفنية والثقافية. وها نحن اليوم، ورغم كل التحديات والصعوبات التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان، نطلق هذا المهرجان، بدورته الثانية، آملين أن يشكل مساحة للابداع المسرحي والفني ولتبادل الآراء والأفكار".
وأشار الصمد الى الاعمال المقدمة على خشبة مسرح المدينة وهي ستة أعمال مسرحية، يطل بها المهرجان، تكب على بعض قضايا مجتمعنا وهمومنا اليومية، في إطار معالجة جادة وبعيدا من الابتذال"
وختم: "عسى أن تكون هذه الفاعلية الفنية والثقافية مسارا لتعزيز منظومات قيمنا - نحن اللبنانيون - وتكريس هويتنا الوطنية. ونشكر مجددا حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على المبادرة التي تعزز الشراكة، من بوابة الفن والثقافة، بين لبنان والشارقة، وهي شراكة نؤكد التزامنا بها ونتطلع أن تتعدى إلى ميادين أخرى عديدة".
النفالي
والقى النفالي كلمة قال فيها :"تغمرني سعادة كبيرة وأنا أتواجد بينكم في حفل افتتاح الدورة الثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح بتكليف من سعادة الأمين العم للهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي اسماعيل عبد الله. وقد كلفني سعادته بأن أبلغكم تحيات صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، الذي يوليه اهتماما خاصا وعناية فائقة لهذه المهرجانات الوطنية عموما ولمهرجانكم بصفة خاصة اعتبارا للتاريخ المتميز للحركة المسرحية اللبنانية".
وأضاف: "ها نحن اليوم ندشن دورة ثانية لمهرجان لبنان الوطني للمسرح، سادس مهرجان وطني تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالدول العربية بعد الأردن، وهي مهرجانات تندرج في إطار المبادرة السامية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي أعلن عنها سموه في 13 مارس 2018 بمناسبة حفل اختتام الدورة 28 لأيام الشارقة المسرحية، والتي تندرج في إطار تفعيل الاستراتيجية العربية للتنمية التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح والرامية الى تنمية الفن المسرحي في الوطن العربي، وهي مبادرة تتوخى تطوير المسارح الوطنية في الدول العربية ليصبح لكل قطر عربي مهرجان وطني يلتئم فيه المسرحيون ليقدموا أجد وأجود إبداعاتهم السنوية ويتبادلوا الأفكار والمقترحات التي يمكنها أن تطور مشاريعهم الإبداعية لينافسوا بها في المحافل العربية والدولية".
وتابع النفالي: "وإن تجدد لقائنا اليوم هو تأكيد على تشبث المسرحيين اللبنانيين بهذا المهرجان ورغبتهم في استمراره كعنوان دائم لعشقهم للحياة، ولم لا ولبنان كانت دائما مفخرة للعرب في الثقافة والفنون، في المسرح كما في الموسيقى والآداب. وقد ترسخت هذه الرغبة وهذا التشبث بتلاقي ارادتي الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة اللبنانية التي تبلورت من خلال شراكة ثنائية تتطلع الى نتائجها بالمزيد من التفاؤل وخدمة المسرح اللبناني تفعيلا للشعار العام الذي نعمل من أجله "نحو مسرح جديد ومتجدد".
وختم: "ان حاجتنا اليوم للفن عموما وللمسرح على وجه الخصوص باتت ضرورية وملحة اكثر من اي وقت مضى ليلعب دوره الطليعي والقيادي في مواجهة كل الآفات التي تحدق بمجتمعاتنا من انحراف وتطرف وغلو وليحرر العقول المتحجرة ويظهر النفوس المحملة بالضغائن وليعلي صوت الجمال والحياة والحق والحرية. وأملنا في الهيئة العربية للمسرح كبير لتوسيع هذه الشراكة مع لبنان ومؤسساتها لتمل ملفات وقضايا أخرى كالتكوين والتأهيل والمسرح المدرسي والشبابي الذي نعتبره مشتلا حقيقيا لتنشئة الأجيال المستقبلية القادرة على رفع راية القيم النبيلة من تنوير وانفتاح وتسامح وتعايش".
دانيال
اما مدير مهرجان لبنان الوطني للمسرح الفنان نقولا دانيال نوه بأهمية المبادرة التي ابصرت النور العام الماضي في لبنان والتي تعتبر "غرسة في ارض طيبة ومناخ سليم ولن تتأخر في مد جذورها في الأرض وفروعها الى السماء بدعم من صاحب المبادرة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي"، شاكرا "لرئيس الهيئة العليا لمهرجان الدكتور علي الصمد رعايته والمدير السابق للمهرجان في دورته الأولى زميله الفنان رفيق على احمد تعاونه، وأيضا أعضاء الهيئة والأساتذة مديري حلقات النقاش وأعضاء لجنة لاختيار والأعضاء لجنة التحكيم"، متمنيا ان "تنال العروض المسرحية النجاح المتوقع لان المهرجان من والى الناس ولنتعاون معا على تطويره وجعله عيدا حقيقيا للمسرح وأهله".
اشارة الى ان مسرح المدينة ان عرض أولى مسرحيات المهرجان "كوميديا العبابيد" للمخرج الدكتور هشام زين الدين. يستقبل مسرح المدينة على خشبته وحتى ال8 من الشهر الجاري عرضا مسرحيا يوميا بدءا من الساعة الثامنة والنصف مساء، للمزيد من التفاصيل زيارة موقع الوزارة www.culture.gov.lb