احتفل معهد الرسل في جونية، بتخريج الدفعة الـ80 من طلابه، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري، وحضور النائب شامل روكز، رئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي بركان سعد، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، الأب العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة مالك ابو طانيوس، رئيس المعهد الأب نديم الحلو، رئيس لحنة الأهل في المدرسة محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، وفاعليات حزبية واجتماعية و الاهالي.
الحلو
بعد النشيد الوطني، تحدث الحلو واعتبر ان "الشباب هم عصب الحياة وشريانها الأساسي في عالم سريع التحولات، معكم نكون جماعة الرسل الملتفين حول المسيح لنرى ما هم رأوا فشهدوا لمعاني التضحية والآلام والصليب، وعاشوا فرح القيامة ومجدها".
واشار الى ان "المواطنين التي ينسجها الشباب تجعل من الوطن نموذجا صالحا لعيش القيم الاجتماعية، فتتخطى حدود البيئات الجغرافية ويشعر المواطن بإنتمائه الى وطن يتحكم بمفاصل حياته، ويسمو بإنسانيته ويعمل على نشر ثقافة السلام، علنا نحمل سويا مشعل الهداية، آملين ان يكلل الرب خطانا بالنجاح والاستمرار". وتوجه الى الخرجين بالقول:"اطلب منكم ان تحبوا وطنكم، وتنصروا الحق والخير والجمال، وتعشقوا الحرية. فأنتم حجر الزاوية من بناء مجتمع جديد وصنع مستقبل زاهر لوطننا. فالإنسان ان لم يكن حرا ومؤمنا، لا قيمة له، ولا قيمة للحياة ان لم تكن مبنية على حرية القول والعمل والفكر والمعتقد". وختم:"اطلب إليكم ان تحملوا محبة وطنكم وتؤمنوا بمقدراتكم لتبدلوا أحزانه افراحا".
نهرا
ثم تحدث نهرا باسم لجنة الأهل، واعتبر ان "اليوم هو وقت الحصاد لنقطف ثمرة اجتهادنا وتعبهم"، لافتا الى اننا " نعول على الخرجين لمستقبل افضل وللبنان مزدهر بالطاقات".
الحريري
اما الحريري فقال:"لعل من أفضل عطايا الله في لبنان تنوع الأديان ومهما كثر الكلام عن داء المذهبية والطائفية يبقى لبنان وطن الرسالة وحيث يجتمع اللبنانيون تحل البركة والروح القدس، كما هي الحال في هذه الأمسية المباركة التي نجتمع فيها في شهر رمضان الكريم وفي معهد الرسل، لنشهد معا على تخريج طلاب، لا نمنحهم الشهادات العلمية بقدر ما نمنحهم الشهادة الكبرى ليخرجوا إلى الحياة يؤمنون بقبول الأخر ويحبون له ما يحبونه لأنفسهم".
اضاف: "يقال إن كل شيء يحدث لسبب وما يحدث في هذه الأمسية لعله مصادفة إلهية، للمزيد من الاعتبار بأن لبنان الأحلى ولبنان الذي نبتغيه ماثل أمامنا الآن صرح مسيحي أراده الرسل أن يكون رسالة علم ومعرفة، وشركة ومحبة، يطلق إلى الحياة في هذه الأيام المباركة شبانا وشابات، محملين برسالة صارخة هذا زمانها وهنا مكانها بأننا مستمرون بالعيش معا مسيحيين ومسلمين دفاعا عن شعب لبنان العظيم وما حفل الإفطار الذي يلي حفل التخرج إلا تأكيد على نعمة التعايش الذي نؤمن به جميعا".
وتابع: "أحمل إليكم تحيات رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي كان يود الحضور بينكم الليلة، في هذه المناسبة المباركة التي لم يكن ليفوتها شخصيا، لولا تزامنها مع سفره إلى المملكة العربية السعودية لتمثيل لبنان في القمة العربية الطارئة. كلفني الرئيس الحريري بالتأكيد على أن هذه المناسبة، ليست مناسبة عادية لكونها تعكس روح المسيرة التي تتماهى مع روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يفاخر دوما بأنه يعيش في بلد متعدد الطوائف والمذاهب، ويؤمن بالشراكة الوطنية التي قال في سبيلها كلمته الشهيرة أوقفنا العد".
وقال: "وها هو الرئيس سعد الحريري اليوم، يستعيد محطات مشرقة في مسيرة الرئيس الشهيد، يوم حمل أمانة لبنان بجناحيه المسيحي والمسلم وأدرك أن لا قيامة للبنان الموحد إلا بإيمانهما المشترك بفكرة الوطن والعمل معا على انصهار ابنائه، بعد أن عصفت بهم حرب عبثية مدمرة، أحدثت شرخا عمل على ترميمه بثقافة الوصل لا الفصل، وبقيم المصارحة والمصالحة والمسامحة لا المناكفة ونبش القبور والتلطي وراء العصبيات والمصالح الضيقة". واضاف: "لا أذيع سرا، حين أقول ان الرئيس الحريري آمن، كما والده الشهيد، أنه لولا الشراكة المسيحية - الاسلامية لما تمكنا من هز عرش الوصاية، والتأسيس على نداء المطارنة الموارنة الشهير في العام 2000"، لافتا الى ان "نداء المطارنة الموارنة الذي كان حجر الأساس في كسر حاجز الخوف والصمت لدى اللبنانيين، قبل أن ينفجر بركان ثورة الأرز مع زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005".
واعلن "ان تلك الشراكة تتجلى بأسمى معانيها الوطنية في 14 آذار 2005، ونتمكن معا من حفظ عبء دم الرفيق وكل الشهداء الأبطال، ليزهر الاستقلال الثاني وتنتقل البلاد إلى مرحلة جديدة نسعى فيها إلى تكريس منطق الدولة على واقع الدويلة، ورسم خارطة الطريق للبنان الذي نريد".
واشار الى "روح البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير أيقونة الإيمان بلبنان الرسالة والشراكة، لأتمنى أن يقتدي بعض دعاة التخويف والتقوقع بمدرسة البطريرك صفير في الانفتاح والتقارب والاعتدال وقبول الاخر والتواضع من أجل لبنان".
ودعا، بعض الخارجين عن النص اللبناني الوطني ومثلهم من الخارجين على سلطة الدولة، الى "ان يعوا أن لبنان فوق الجميع وأن "ما حدا أكبر من بلده" كما كان رفيق الحريري يقول وأن لبنان لجميع أبنائه هو قدر ارتضيناه كي نعيش معا قولا وفعلا ويحفظ كل منا حقوق الآخر وخصوصيته باعتبارها حقوقا لمواطنين لبنانيين، لا حقوقا لمنظومات سياسية أو طائفية أو مذهبية ونقطة على السطر".
وقال الحريري:"في زمن حول فيه بعض الساسة المواطن إلى صوت بلا صدى، آثر سعد الحريري أن يكون صوت هذا المواطن وعقله ووجدانه، وأن يتحمل كامل مسؤولياته تجاه كل المواطنين اللبنانيين من موقعه كرجل دولة، لا يعد الأصوات، رجل دولة يبادر حيث لا يبادر الآخرون، ويؤمن بأن قيمة الوطن، وقيمته في هذا الوطن، لا تحتسب بالأصوات وخير شاهد على ذلك، أنه خاص الانتخابات النيابية الأخيرة بقانون ارتضاه رغم كل شوائبه لإعادة الروح إلى حياتنا الديموقراطية والبرلمانية".
وتابع:"وهو يدرك تماما أن لبنان يستحق التضحيات، وأن دوره في المعادلة الوطنية لا يتحقق بنائب بالزائد أو بالناقص، ولا حتى بوزير بالزائد أو بالناقص، لأن كل ما يهمه أن يربح الوطن على قاعدة ما الفائدة من أن نربح الانتخابات ونخسر الوطن". واضاف:"لعل الرسالة الأهم التي حملني إياها الرئيس سعد الحريري إلى المسيحيين والمسلمين، ان ما جمعه الله لا يفرقه إنسان، وأن ما يجمعنا في لبنان زواج ماروني تحت سقف الأخوة الإنسانية والوطنية، بخلاف ما يستجد واستجد في الماضي، من مساكنات طارئة وهشة، سرعان ما تتعرى من الشعارات الفارغة والمصالح الآنية".
وختم:"بورك هذا المكان، معهدا للرسل ولرسالة لبنان، وبوركت كل الجهود التي نجحت في تحويل هذه المناسبة إلى نموذج مصغر للوطن الذي نحلم به".
وتوجه الى الطلاب قائلا:"مبروك لكم ولأهلكم الذين تعبوا من اجلكم، لتكونوا رسلا للبنان تتلمذون على أيدي رسل أحبوكم فأعطوكم خير ما لديهم من علم ومعرفة، لتنطلقوا إلى المستقبل وتحبوا لبنان، وتحملوا راية الوطنية والاعتدال التي ننادي بها جميعا. مبروك لمعهد الرسل، برسله الجدد".