التبويبات الأساسية

إنطلاقاً من معرفة حجم المشاكل التي يعاني منها الإقليم، ولإيجاد الحلول العلمية والموضوعية وبغياب أي مشروع للدولة للتنمية في الإقليم، وبعد التجربة التي مررنا بها والوصول إلى نتيجة أنه علينا أن نعتمد على أنفسنا لإيجاد الحلول العلمية لتنمية منطقتنا، أجد أنه من الضروري توضيح دور الإتحاد، حيث يخلط البعض احياناً بين دور الاتحاد وعمل البلديات. فالإتحاد هو الذي يضع رؤيا للإقليم، وهو الذي يضع تصوراً كيف نريد للإقليم أن يكون بعد سنوات وما هو مستقبل الإقليم أي مستقبلنا، وهو المعني بوضع خطة انمائية واضحة تحدد فيها السياسات التي يجب اتخاذها لتنمية المنطقة ورسم مستقبلها، وهذه الخطة تتطلب تحويل الاتحاد الى مؤسسة تنموية، وهذا هدف أعمل جاهداً لتحقيقه من خلال بناء الشراكات مع المؤسسات العامة المعنية بالتنمية، وبالأخص الجامعات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، وهؤلاء هم الشركاء الحقيقيون في أية عملية تنمية.

وبعد أن عملنا على الحصول على خرائط حديثة للتصوير الجوي وخرائط الجيش لكافة بلدات الإقليم للمساعدة في وضع رؤيا مستقبلية للإتحاد، بدأنا منذ فترة التحضير لوضع دراسة أولية لوضع مخطط توجيهي للإقليم ككل وليس كل بلدة بمفردها مما يسمح بإنشاء محميات ومناطق صناعية ومناطق اقتصادية حديثة وتخطيطات طرق، وهذا غير ممكن في كل بلدة بمفردها (دون التعرض بالطبع للتصنيف الداخلي لكل بلدة)، بالإضافة إلى وضع تصور وخرائط تنفيذية لمداخل الإقليم ومداخل بلداته.
تعاملنا مع العديد من المؤسسات والجامعات، ولما كانت جامعة بيروت العربية في الدبية تشكل جزءاً أساسياً ومعلماً علمياً بارزاً في الإقليم، ووجدنا خلال إجتماعاتنا مع رئيس الجامعة وعمداء الكليات وكافة العاملين فيها تجاوباً وحماساً مما جعلنا نعقد العديد من الإجتماعات للمساعدة في دراسة المخطط التوجيهي للإقليم المرجو وضعه.

وفي الجلسة المنعقدة في 18 كانون الأول 2019 تمّ اتخاذ قرار مجلس الإتحاد /رقم 37/ بالموافقة على دراسة وضع مخطط توجيهي لإقليم الخروب مع جامعة بيروت العربية مع الأخذ بالإعتبار دراسة مجلس الإنماء والإعمار لترتيب واستعمالات الأراضي ووضع تصور لمداخل الإقليم ومداخل بلداته (وفق التوصيات السابقة المتخذة في عدة جلسات في الإتحاد) وتفويض الرئيس بمتابعة الموضوع والإستعانة بمن يلزم.

إنّ الهدف من وضع هذا المخطط دراسة اوضاع منطقة الاقليم من مختلف الجوانب الحياتية والانمائية، وتفعيل ودعم عمل اتحاد بلديات الاقليم لتحقيق التنمية المنشودة للمنطقة بما يساعد على النهوض بها، ومعالجة المشكلات التي تعاني منها لا سيما البيئية، والسعي لاطلاق مشاريع ومرافق تسهم في تنمية الاقليم اقتصاديا وخدماتيا، وتوفر فرص عمل وتعزّز العمل المشترك لتأمين العيش الكريم لابنائه، وتؤسس لتحديد مناطق إقتصادية حديثة ومحميات طبيعية وتخطيطات طرق وتجميل مداخل الإقليم ومداخل بلداته.

وبعد الإجتماع الذي عقد في مكتب رئيس جامعة بيروت العربية الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي بحضور أمين عام الجامعة الدكتور عمر حوري وعميدة كلية إدارة الأعمال الدكتورة نهال مصطفى ومدير الشؤون العامة الأستاذ محمد زنكر، تمت الموافقة على بدء العمل على وضع المخطط التوجيهي بالشراكة بين جامعة بيروت العربية واتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي، وسيتم وضع بروتوكول تعاون وسيبدأ العمل بهذا المشروع مع الكليات المعنية المختصة بهذا النوع من الدراسات.

ولا بد في هذا المجال من توجيه الشكر لجامعة بيروت العربية وبالأخص لرئيسها الأستاذ الدكتور عمرو جلال العدوي لاهتمامه الكبير بأوضاع الإقليم ولاعتباره الجامعة معنية بأوضاعنا كأهلنا في الإقليم.

صورة editor14

editor14