التبويبات الأساسية

ترجمت محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حدّة الصراع الإقليمي، لا سيما بعد نتائج الإنتخابات العراقية التي خسر فيها حلفاء طهران عدداً كبيراً من المقاعد البرلمانية، ما دفعهم الى الاعتراض على ما وصفوه بالتزوير الذي شاب العملية الانتخابية.

التأزّم في العراق، بالتوازي مع ما يحصل من تطورات دراماتيكية في اليمن ولبنان، يشكّل بحسب أوساط سياسية رفيعة عنواناً لمرحلة من شدّ الحبال السياسي في المنطقة وسط تنامي الحديث عن عودة مرتقبة الى المفاوضات بين طهران والدول الخمسة زائداً واحداً في فيينا نهاية هذا الشهر، في محاولة لرأب الصدع والتفاهم حول الإتفاق النووي.

وتشير الأوساط الى أنّ ما يُحكى عن إيجابيات تحقّقت في الحوار السعودي - الإيراني، الذي كُشف عنه للمرة الاولى في نيسان الفائت، لم تُترجم بعد، لا بل يبدو انّ هذا الحوار الذي ترعاه بغداد وتحديداً الكاظمي يسير ببطء شديد رغم التصريحات التي تتحدّث عن إيجابيات من الجانبين السعودي والإيراني.

وتضيف أنه ممّا لا شكّ فيه أنّ هذا الحوار الذي جمّدته نتيجة الانتخابات العراقية، ستعمّق جراحه شظايا محاولة اغتيال الكاظمي الذي أوحى في تصريحه الأوّل بعد نجاته أنّ فصائل الحشد الشعبي المُقرّبة من إيران هي من يقف وراء العملية، بعدما أعلنوا صراحة عدم القبول بنتائج الإنتخابات وهدّدوا بالفوضى ما لم يتمّ التراجع عنها.

هي حلقة مترابطة لبنان من ضمنها، بحسب الأوساط التي تشير الى انّ كسر دوّامة تعطيل الحكومة غير مُتاح حالياً بعيد فشل الوساطات الدولية وتحديداً الاميركية والفرنسية، التي دخلت على خطّ ترطيب الأجواء بين لبنان والمملكة العربية السعودية ومن ورائها غالبية دول الخليج بعد الازمة الديبلوماسية والسياسية غير المسبوقة، المرشّحة لأن تتحوّل حصاراً إقتصادياً على لبنان ما لم تبرز اي خطوة لبنانية كفيلة بإعادة الأمور، أقلّه الى ما قبل تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي.

وتلفت الأوساط الى أنّ المعضلة تكمن في أنّ دعوة لبنان الى الحوار مع الرياض من أجل حلّ المشاكل المتراكمة لن تلقى الصدى المطلوب، لاعتبار الرياض أنّ حزب الله هو الجهة الأقوى في الدولة اللبنانية وهو من أقحم لبنان في مشاكل المنطقة خدمة للمحور الإيراني.

وعليه، تختم الأوساط عينها انّ مرحلة تعطيل الحكومة قد تكون أصعب من مرحلة الفراغ التي عاشها لبنان لأكثر من سنة بحثاً عن حكومة. فالإنتظار اليوم سيكون ثقيلاً جداً وباهظ الكلفة على لبنان المفلس ريثما تترتّب أمور المنطقة.

صورة editor14

editor14