يتجه المشهد الانتخابي في طرابلس الى مزيد من الوضوح، مع قيام التيارات السياسية بحسم قرارها بشأن التحالفات أو بشأن المرشحين، ومع بدء العد العكسي لاعلان اللوائح التي بدأت بوادرها تظهر مع تسريب عدد من الأسماء التي ستخوض الانتخابات عليها.
يمكن القول أن لا تحالفات سياسية في طرابلس، وأن كل فريق إتخذ قراره بتشكيل لائحته الخاصة، وذلك تماشيا مع القانون الانتخابي الجديد الذي يعتمد النسبية والصوت التفضيلي، وهو قانون "لئيم" يفرّق بين الحلفاء ويجعل المنافسة بين أبناء البيت الواحد، وفق قاعدة: "يا رب نفسي" ولا يدع مجالا لأي كان أن يتوافق مع الآخر.
بات بحكم المؤكد أن الرئيس نجيب ميقاتي سيشكل "لائحة العزم" التي ستضم شخصيات ناشطة في تياره، وأخرى مستقلة لها حضورها الفاعل في المدينة توافقت مع ميقاتي على أن تخوض غمار هذه المعركة الانتخابية تحت "مظلة العزم".
وبذلك يكون الرئيس ميقاتي للمرة الأولى منذ دخوله المعترك السياسي يتقدم بلائحة خاصة للانتخابات النيابية، تجسّد مبادئ الوسطية والاعتدال، بعيدا عن أية إصطفافات، وينطلق بها لكسب ثقة أبناء طرابلس والضنية والمنية، الذين لطالما طالبوه بخوض الانتخابات بمفرده وتشكيل لائحة من النسيج الاجتماعي لتلك المناطق، وقد لبى هذه المرة رغبتهم تمهيدا لايجاد حضور لكتلة نيابية وسطية في البرلمان اللبناني.
قرار الرئيس ميقاتي تشكيل "لائحة العزم"، يعني من الناحية المنطقية فك الارتباط إنتخابيا مع الوزير السابق فيصل كرامي الذي ردد أكثر من مرة "أنه وميقاتي يدرسان خياراتهما بما يؤمن مصلحة كل منهما في الاستحقاق المقبل"، وبالتالي فإن كرامي من المفترض أن يبدأ مشاوراته لتشكيل لائحة بالتعاون مع النائب السابق جهاد الصمد.
تتردد معلومات أن "لائحة العزم" تضم في طرابلس عن المقاعد السنية: الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور محمد نديم الجسر، الدكتورة ميرفت الهوز، الدكتور رشيد المقدم وعن المقعد الماروني الوزير السابق جان عبيد، والوزير السابق نقولا نحاس عن المقعد الأرثوذكسي، وعلي درويش عن المقعد العلوي.
وفي الضنية الدكتور محمد آغا الفاضل (من بلدة سير) والدكتور جهاد اليوسف (من بلدة قرصيتا) أما في المنية فإن الأمور لم تحسم بعد، لكن يتردد أن رئيس إتحاد بلديات المنية السابق مصطفى عقل قد يكون الأوفر حظا.
ويؤكد مقربون من الرئيس ميقاتي أن بعض هذه الأسماء ليست نهائية حتى الآن، وأن الأمور لم تصل الى خواتيمها بعد بانتظار إستكمال المشاورات.
أما لائحة كرامي ـ الصمد فمن المرجح أن تضم في طرابلس عن المقاعد السنية: فيصل كرامي، الحاج طه ناجي (جمعية المشاريع)، الشيخ بلال شعبان (حركة التوحيد الاسلامي) الدكتور سميح بركة، رئيس إتحاد الشباب الوطني المحامي عبدالناصر المصري، وعن المقعد الأرثوذكسي رفلي دياب (تيار المردة) إضافة الى مرشحين ماروني وعلوي.
وفي الضنية جهاد الصمد، ويتردد إسم المحامي أحمد شندب (تيار المردة)، وفي المنية العقيد المتقاعد عادل زريقة، في حال لم يتم التوافق على التحالف مع رئيس المركز الوطني كمال الخير.
أما بالنسبة لتيار المستقبل، فالكل في حالة ترقب لما ستؤول إليه النتائج التي ستصدر عن الشركة التي كلفها الرئيس سعد الحريري إجرءا إحصاء حول شعبية مرشحي المستقبل ومدى قبولهم عند الناخبين فضلا عن كيفية تشكيل اللوائح في كل دائرة، ومن المفترض أن تكون الدراسة بين يدي الحريري يوم غد الثلاثاء تمهيدا لاعلان مرشحيه يوم الخميس المقبل، لكن من المرجح أن تضم لائحة المستقبل في طرابلس عن المقعد الماروني طوني ماروني (ممثلا للتيار الوطني الحر) وعن المقعد الأرثوذكسي رئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء أنطوان حبيب الذي يشكل تقاطعا وقاسما مشتركا بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر.
بالتزامن، يستمر الوزير السابق أشرف ريفي في إجراء إتصالاته لاستكمال لائحته بضم مرشح عن المقعد الأرثوذكسي، ومرشح عن الضنية وآخر عن المنية.
إذا، أربع لوائح سياسية ستعلن في دائرة طرابلس، الضنية والمنية، بعد إقفال باب الترشيح في 6 آذار المقبل، تمهيدا للانطلاق في السباق الانتخابي مع لوائح عدة من المجتمع المدني ومن الشخصيات المستقلة.
(سفير الشمال)