التبويبات الأساسية

اليوم وبعد 45 عامًا على الحرب الأهلية، وبعد مرور سنتين على ثورة 17 تشرين، أملنا الوحيد بناء سلام مستدام، بناء وطن يتبنى مبادىء الدولة والقوانين وحقوق الإنسان.
اليوم وبعد 45 عامًا على الحرب الأهلية، لم نتعلّم من تجربتنا السابقة كيف نتقبل بعضنا البعض.
لم نتعلّم كيف نثور على الفساد والزبائنية والتبعية العمياء للزعيم الذي هو بدوره مرتهن لتنفيذ أجندات خارجية تهز السلم الأهلي والعيش المشترك، أبطالها زعمائنا الحاضرين والسابقين الذين هم بدورهم رهائن لمصالحهم الشخصية وجشعهم وطمعهم بثروات قطبتها مخفية، باعوا ولاءهم للوطن ليعلنوا ولاءهم لدول خارجية ! ألم تحذروا بعد بأنكم لعبة شطرنج تلعب بها الدول الكبرى!!
ألم نتعلّم ولم نفهم بعد أن خلافاتنا الداخلية أسبابها صراعات خارجية تأخذ البلد كرهينة لتترجم مصالحها على ساحات الوطن!!
لم نتعلّم بعد كيف نحب الآخر بجميع اختلافاته الفكرية والثقافية والإجتماعية والإيمانية ونمدّ الأيادي لبعضنا البعض نحن شركاء في هذا الوطن !!
لم نتعلّم بعد كيف نتشارك من أجل بناء المؤسسات والإدارات الضامنة لحقوقنا كمواطنين في هذا البلد!!
اليوم وبعد 45 عامًا على الحرب الأهلية، لم نتعلّم من تجاربنا السابقة أن نتكلم لغة واحدة تضمن لنا العيش المشترك والحفاظ على السلم الأهلي وهي أسهل لغة لشعب تكثر فيه الطوائف والمذاهب وهي لغة "المحبة وقبول الآخر"، لغة التشارك بالوطن وبالمساواة وبالحقوق.
علينا أن نصوّب رؤيتنا ونحتكم من الماضي لكي نبني وطن برؤية مختلفة ننظر من خلالها الى الماضي كعبرة لنخطط للحاضر من أجل الإستمرارية لنضمن المستقبل لأبنائنا ولوطننا لبنان.
الذي جرى في 14 تشرين الأول 2021، في قمة الغباء، هل نحن شعب غبي الى هذه الدرجة، لكي نستعيد حربًا لم تندمل جراحاتها بعد !! المذنب الأكبر في هذا اليوم هو من حرّض جميع الأطراف وكأنه يؤكد على عدم شرعية الدولة، ويقول علنًا لا لدولة القانون وتشريع دولة الميليشيات ويشرعن سلاحها ويأخذ البلاد إلى آتون الفتنة الطائفية. ألا يكفينا الوضع الاقتصادي المذري، والوضع الاجتماعي المتدني بالثقافة وعدم التحضر، الا يكفي هدر دماء الأبرياء وتدمير الوطن!! ألا يكفي من هاجر بالأمس ويهاجر اليوم !!
لا تزال الحرب الأهلية السابقة راسخة في قلوبنا وعقولنا وهي بالغة القساوة ونتائجها الكارثية من شهداء وضحايا ومعوّقي حرب، ومفقودين، ونسبة عالية من النازحين في قلب الوطن!! الا يعني لكم شيئًا كل هذا !!
كل من شارك في زرع الفتنة في هذا اليوم المشؤوم وكل الاستعراضات وعرض السلاح أمام أعين القوى الأمنية، وكل من فكر ظنًا منه أنه يستطيع أن يأخذ البلاد الى حيث يريد، نقول له حربك سترتد عليك، لن نسمح لكم بإلهاء الشعب اللبناني عن التحقيق بمجزرة تفجير المرفأ بحرب عبثية، ولن نسمح لكم نحن أصحاب دعاة السلام والحق والحرية أن ينجر لبنان في آتون الحرب الأهلية. سنواجه مخططكم بقوة القانون والعدالة، سنردع كل من في نفسه نيّة الحرب بأساليب سلميّة، حضارية بتربية الأجيال على القيم والإنتماء والولاء للوطن وليس للزعيم، السلام هو الذي يبني الأوطان وجيل مسالم يحلم ببناء وطن على مستوى طموحاته.
نريد أن نستعيد الوطن من براثنكم الوسخة واستعادة احترام الدولة والقانون من أجل بناء مستقبلنا ومستقبل أبناءنا بروح السلام.
"عِيشُوا بِالسَّلاَمِ، وَإِلهُ الْمَحَبَّةِ وَالسَّلاَمِ سَيَكُونُ مَعَكُمْ" (كورنثوس 13: 11)

صورة editor3

editor3