التبويبات الأساسية

أمير "جديد" لداعش

"الشيشاني أميراً جديداً لداعش في عين الحلوة"

عندما أوقفت استخبارات الجيش اللبناني الأمير «الداعشي» الإرهابي عماد ياسين داخل مخيم عين الحلوة، وتحديداً في البقعة الخاضعة كلياً لسيطرته التي كان يمارس فيها فعل الإجرام تخطيطاً وتنفيذاً وصولاً إلى «هوايته المفضلة وهي التلذذ بخنق خصومه حتى الموت فلا يرتوي إلا والجسد يتحول إلى جثة هامدة». يومها، تنفس أبناء مخيم عين الحلوة الصعداء بعدما أزيح هذا الكابوس عن صدورهم، وكان منتظراً أن تتسارع الخطوات الآيلة إلى منع محاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء «إلا أن ذلك لم يحصل وكأن الفصائل الفلسطينية عادت إلى منطق النوم على حرير الأمن من طرف واحد... أي الدولة اللبنانية» على حد تعبير مراجع أمنية لبنانية.
بعد العملية النوعية التي نفذتها وحدة كوماندوس خاصة في مديرية الاستخبارات داخل المخيم وأفضت إلى توقيف عماد ياسين، لم تركن استخبارات الجيش إلى هذا الإنجاز، بل كثّفت وتيرة عمليات الرصد والمتابعة والاقتفاء، وتمكنت في فترة وجيزة جداً من تكوين ملف نتيجة تقاطع معلومات تبيّن أن أمراً ما قد صدر من مركز إمارة «داعش» في الرقة وتحديداً عبر مسؤول العمليات الخارجية أبو خالد العراقي بتكليف الإرهابي جمال الرميّض الفارس الملقب بـ»الشيشاني»، وهو فلسطيني الجنسية، بأن يكون خلفاً لعماد ياسين (أمير «داعش» في عين الحلوة).
ووفق المعلومات التي توفرت لـ«السفير»، فقد مثّل انهيار عماد ياسين أمام المحققين في الجيش «ضربة معنوية لمجاهدينا» حسب قول أحد قادة «داعش» الذي طلب من «الشيشاني» أن يكون «أكثر صلابة وأشد بأساً وأن يضع العدوّ في موقف الدفاع».
ماذا طلبت إمارة «داعش» في الرقة من أمير «داعش» الجديد في عين الحلوة؟
كلفت إمارة الرقة «الشيشاني» إكمال مهمة ياسين، على أن يسارع إلى تنفيذ عمليات انتقامية ضد الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية «سواء في محيط مخيم عين الحلوة أو في أي بقعة أخرى» رداً على توقيف ياسين. هذا الأمر استوجب رفع درجة الجهوزية والاستنفار، خصوصاً في ضوء ما تمتلكه استخبارات الجيش من معلومات عما يجري الإعداد له والمراحل التي قطعها «الشيشاني» في التحضير لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش، غير أن الاستخبارات «تحتفظ لنفسها بالتوقيت والمكان اللذين تختارهما القيادة العسكرية من أجل تنفيذ عمل وقائي صادم يقطع دابر مخطط الدم والفتنة الجديدة» على حد تعبير المراجع نفسها.
أثبت الجيش اللبناني بتوقيفه الإرهابي عماد ياسين، حرصه الشديد على عدم تعريض أي فلسطيني داخل مخيم عين الحلوة للأذى، «ووصل الأمر بالقيادة العسكرية حدّ المخاطرة بحياة عسكريين في سبيل عدم إراقة أي نقطة دم داخل المخيم في أثناء تنفيذ العملية النوعية، إذ إن قوة النخبة في مديرية الاستخبارات كانت على عتبة الدخول في مواجهة مسلحة من ثم احتمال وقوع خسائر في صفوفها لولا الحنكة في تنفيذ العملية المقرونة بالسرعة الفائقة، وبالتالي قام الجيش بعمل نوعي ونفذ عملية أمنية نظيفة مئة في المئة على أرض لبنانية بلا إراقة دماء. من هنا على الفصائل الفلسطينية على تنوعها المبادرة وبلا تردد إلى قطع دابر الفتنة بين المخيم ومحيطه من جديد، عبر وأد الحالة الإرهابية الجديدة في مهدها قبل فوات الأوان، تجنباً لتعريض المخيم وأهله وجواره لمخاطر جديدة واستباقاً لأيّ محاولة إرهابية تهدف إلى التعرض للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية» وفق المراجع المعنية نفسها...
باختصار، تقول المراجع إن المطلوب من كل القوى الفلسطينية «توحيد جهودها لمنع حالة الشيشاني من التمدد بما يعرّض المخيم إلى شر مستطير»!

-داود الرمال-

صورة nassam

nassam